يقدّر الصحفي الإسرائيلي في صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية أن موعد استبدال قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال المقرّر في 11 أيلول / سبتمبر المقبل سيكون مؤشراً مهماً لمعرفة السلوك الإسرائيلي مع لبنان، فـ” انطلاقاً من تجربة سابقة، عندما يقدر الجيش حدوث اندلاع مواجهة في الساحة الشمالية، يؤجل موعد تغيير القيادة كان هذا هو الحال قبل الهجوم على المفاعل في سوريا عام 2007. إذا تم تأجيل استبدال القيادات هذه المرة أيضاً سيكون من الممكن فهم مدى احتمال وقوع مواجهة في نظر الجيش”.
القائد الحالي للمنطقة الشمالية هو أمير برعام الذي زعم أن “قوات الجيش الإسرائيلي ستقاتل بقوة جوا وبرا وبحرا ضد أهداف العدو بالقرب من الحدود وفي عمق الأراضي اللبنانية” وذلك رداً على تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لمنع الاحتلال من استخراج الغاز والنفط في المنطقة التي لا تزال متنازع عليها في البحر الأبيض المتوسط قبل التوصّل الى ترسيم منصف للبلد على الحدود البحرية مع فلسطين المحتلّة.
لكنّ تجربة برعام في جنوب لبنان لا تسمح له بإطلاق مثل هذه “التهديدات”.
تذكر صحيفة “يديعوت أحرنوت”(4/9/2021) أنه في أوائل التسعينيات وقعت وحدة المظليين في كمين لحزب الله في بلدة “الريحان” جنوب لبنان وكان هناك حوالي 18 جندياً اسرائيلياً تحت قيادة برعام الذي قال إنه “بعد أن نظر حوله رأى أنه والقوة محاطان بحلقة ناسفة”. طُلب منهم ألا يتحركوا شبرًا واحدًا لساعات، فيما استدعى جيش الاحتلال الضابط الهندسي السابق في “جيش لحد” سلمان نخلة لسحب المجموعة.
وخلال تسلّمه قيادة المنطقة الشمالية، عاش برعام فترة من الحرب النفسية استمرت حوالي 10 أيام قبل أن ينفّذ حزب الله ردّه على اغتيال الاحتلال للشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر في قصف على سوريا، وحينها استهدفت المقاومة آلية عسكرية للاحتلال على طريق ثكنة “أفيفيم” ونشرت مقطعاً مصوراً يوثّق العملية.
كذلك أدخل حزب الله المعادلة الجوية مفعلاً منظومته الدفاعية الجوية لإسقاط طائرات الاحتلال المسيّرة التي تخترق سماء لبنان فتصدّى منذ أيلول 2019 لغاية أيلول 2021 لـ 3 طائرات. في المقابل حلّقت الطائرة المسيرة “حسّان” لمدّة 40 دقيقة شمال فلسطين دون أن يتمكن جيش الاحتلال من إسقاطها وعادت سالمة مع كلّ ما سجّلته من صور ومعلومات.
سيرة برعام
ولد أمير برعام عام 1969 (53 عاماً) ونشأ في مستوطنة “رعنانا” التي تقع على أطرف قرية “تبصر” جنوب غرب طولكرم، كما تقع بالقرب من يافا، بين قلقيلية وقرية الحرم لكنه يستوطن حالياً في “إيفان يهودا” شرق مدنية “نتانيا” في الداخل الفلسطيني المحتل.
تخرج من المدرسة العسكرية للقيادة الداخلية في مدينة “حيفا” المحتلة. حصل على درجة البكالوريوس في القانون وعلى درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة لندن.
تجند في الجيش الاحتلال عام 1988 وخدم في لواء المظليين (أحد ألوية المشاة)، وحصل على دورة ضباط مشاة، كما تنقّل بين العديد من المناصب، فقاد:
_ فصيل في الكتيبة 890 مظليين عام 1992
_ فرقة محاربة المدرعات في لواء المظليين بين عامي 1994 و1996
_ في شباط 1999، استدعي استدعائه ليحل محل قائد دورية المظليين، إيتان بلحسن، الذي قُتل في مواجهة مع حزب الله في جنوب لبنان.
_ كتيبة 890 عام 2002
_ وحدة ماجلان عام 2004 (وحدة استطلاع خاصة)
_ لواء الضفة عام 2006
_ فرقة النار خلال عام 2010
_ لواء المظليين من عام 2011 ولغاية عام 2013
_ فرقة الجليل عام 2015
_ الفيلق الشمالي عام 2017
_ الكلية العسكرية عام 2018
_ لواء المدرعات
_ بتاريخ 3/4/ 2019 عيّن قائداً للمنطقة الشمالية
نشر كتاب بعنوان “مدينة محاصرة” يصف فيه طرق العمل العسكري وتحليل الميدان والقتال في المدن.
وقد أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي منتصف شهر أيار / مايو الماضي، عن تعيينين جديدين لهيئة الأركان العامة، الأول، اللواء أوري غوردين، قائداً لقيادة المنطقة الشمالية بدلاً من اللواء أمير برعام، والثاني العميد رافي ميلو. سيعين قائدا لقيادة الجبهة الداخلية بدلا من اللواء أوري جوردين.
Discussion about this post