امر لافت الى حد التشكيك. ان تترك الضفة وكتائبها في جنين ونابلس وطول كرم وفي فلسطين ال٤٨ للمذبحة، ويكتفي المهتمون والمعنيون واصحاب القضية وقادة المحور بفصائله ودوله بالإدانات، وقصائد الشعر وبيانات نعي الشهداء، والتهديد، وتحذير اسرائيل بالقول لا تجربونا…؟؟!! بينما اسرائيل وادواتها في الضفة وفي سورية ولبنان ماضون بتصميم على تنفيذ مخططات جهنمية، وكأنهم لا يسمعون ولا يقرؤون ولا يهتمون للتصريحات والخطب والبيانات ولا لعراضات القوة والمناورات العسكرية والكشف بالصورة والصوت عن انجازات ايران والمقاومة الصاروخية والعسكرية وعما بلغته الصناعات العسكرية…
في الامر ان!!
وتكبر ال ان عندما تترك اسرائيل تعربد في سورية وتسقط الخطوط الحمر بل وتعمل وكان السماء والارض مفتوحة لها بحرية، لم تتوفر لها في اي زمان وحقبة….
بينما اسرائيل تقوم على مرأى العالم والاهم عالم المقاومة ومحورها الذي وصلت اسلحته الى اوكرانيا وسفنه الى البرازيل وفنزويلا تعيش سورية حالة جوع وافقار حادة، وتدفع جنين وكتيبتها ونابلس وعرينها عشرات الشهداء من شبابها ومئات الجرحى وعشرات البيوت التي تنسف، وتمطر السماء والفضائيات والتواصلية البيانات والتنديد والكثير من الوعود، وتنتشر كالفطر الاعلانات وتبادل الدراسات والمقالات عن ان اسرائيل تنهار من الداخل ولا امل بشفاء معضلتها او ترميم ازماتها فالحرب الاهلية مصيرها المحتوم؟؟ والتوازن الديمغرافي يختل في غير صالحها.
ويمضي نتنياهو وسيمورتيش وبن غفير وحكومته المتطرفة الى انفاذ مشروعاتهم في اسرائيل وتكييفها، كدولة يهودية يمينية متطرفة ويجاهرون بالسعي لأخلائها من الفلسطينيين وحرقهم بمدنهم وبلداتهم وحوارة شاهدة على الظلم والعدوان، وفي سورية والضفة وبإزاء غزة والتحرش بإيران وكأن شيئا لا يشغله في البنية الداخلية وتوازناتها، ولا يعير اهمية للأرقام الاقتصادية التي لا تكف عن الاستنتاج ان ازمة اقتصادية قد تصير انهياريه ايضا تضرب اسرائيل في المدى المنظور…
ماذا يجري؟ لماذا يتصرف محور المقاومة متجاهلا مذبحة الضفة وفلسطين ال٤٨، وتحويل سورية الى رهينة بعد ان كانت اسرائيل الرهينة اثر هزيمتها في حرب تموز واقرار امريكا بهزيمتها في العراق والاقليم كما ورد نصا واضحا في تقرير بيكر هاملتون ٢٠٠٦، وعندما ارتفعت اصوات تدعو محور المقاومة لشد العزيمة وحزم امره والاستثمار بهزيمة اسرائيل وامريكا عملا بقاعدة الحروب والمنتصرين؛ الا تترك عدوك يلتقط الانفاس واستكمال المعركة والشروع بالانتقال من استراتيجية الدفاع الاستراتيجية الى الهجوم ووضع هدف تحرير فلسطين على الطاولة والاولوية، كان يأتي جواب قادة المحور؛ ان اسرائيل الضعيفة والمهزومة باتت رهينة كما القواعد الامريكية في العراق والاقليم فلماذا نقتلها. هكذا تغير الزمن والمعطيات وصارت سورية الرهينة بعد ان كانت القوة الاكثر جاهزية والمعنية وصاحبة الدور الابرز في نصرة المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وتم اهدائها الانتصارات الاعجازية والتاريخية، فأي غدر للتاريخ ضرب ضربته..!! واي مكر للحروب فعلت افعالها؟؟!
مهلا جنرالات الكلام ومحاربو الفضائيات وابطال وسائل التواصل، لا تستعجلوا الرد ولا تشنوا حروبكم الخلبية…ففي الامر ان!
وفي التجارب ما يستفاد منها، فقد حققت فتح والفصائل انتصارات نوعية في معركة الكرامة في الاردن وفي العرقوب والهبارية وكفر شوبا وفي العديسة وبنت جبيل ومارون الراس، ولقنت القوات الاسرائيلية وعملائها دروس وهزمت مخططاتهم في لبنان وعندما تحولت الى الانتظارية ومراكمة السلاح وامتلكت الدبابات والصواريخ وصواريخ الدفاع الجوي، ومنظوماتها في لبنان وتخلت عن المبادرة والمبادأة وعن استراتيجية المعارك بين الحروب وطمئنت لما حققته في الاحتضان من النظم والقوى. تأكلت قوتها وانشغلت عن فلسطين بهمومها وبمصالح قادتها وكوادرها وعندما تيقنت اسرائيل من ان المقاومة الفلسطينية والاحزاب ترهلت وانشغلت عن مهام التحرير صعقتها باجتياح بيروت لتختم على حقبتها فتولدت حقبة المقاومة الاسلامية التي انتصرت وخاضت المعارك الاكثر اهمية ببقايا سلاح وصواريخ ومدرعات فصائل منظمة التحرير والاحزاب..هل تذكرون..؟ فتتفكروا؟
“في هذا المثال لسنا بصدد المقارنة بين الثرى والثريا”
ويوم كانت سورية وحدها وثلث قوتها الجوية مدمرة وقدمت الاف الشهداء في حرب الجبل والبقاع الغربي، في مواجهات الغزو الصهيوني ١٩٨٢ وقررت ان السبيل لتعديل موازين القوى في تمكين خيار المقاومة وخوض حربها بما هي المعارك بين الحروب، والثورة الاسلامية يافعة ومستنزفة في حرب صدام ومتاعبها الداخلية، ولم تبخل بالمال والتدريب والخبراء لتطوير منهج وخيار المقاومة وتعظيم قوتها الروحية والمعنوية وبالسلاح المناسب. انتزعت المقاومة اهم الانتصارات المؤسسة وخاضت حرب نيسان ٩٣ وحرب تموز ٩٦ وانتزعت تفاهمات كرستها قوة محورية اسست لانتصار ال٢٠٠٠ وانتصار ال٢٠٠٦، ولم تكن ايران قد صارت قوة نووية وفضائية ومتقدمة في صناعة السلاح والمسيرات ولا كانت اليمن وما صار عند انصار الله، والحشد الشعبي ومئات الالاف المتطوعين والمنخرطين….هل سال احدنا اين يكمن السر؟ ولماذا كانت اسرائيل والوجود الامريكي رهائن؟؟ ولماذا وكيف تغيرت المعطيات وصارت سوربة وجوع شعوب المقاومة وحياة كادراتها وضباطها الرهائن…؟؟
اذن؛
كلنا معنيين ان نتفكر ونتذكر ونتحاور ونتفاعل للإجابة على الاسئلة فمازال الوقت متاح… والبيئات والظروف والمعطيات الموضوعية كلها وكيفما احتسبت تعمل لصالح محور المقاومة وخياره المؤكد جدواه واحقيته…
لماذا تترك الضفة وابطالها وشعبها للمذبحة تعمل فيها سواطير المستوطنين وجيش الاحتلال وتقدم يوميا الاقمار والشموس والابطال ولا ترتدع اسرائيل من التهديدات والعراضات واستعراضات السلاح والقواعد فوق وتحت الارض؟؟
في الامر سر…؟؟ وفيه ان…
للبحث صلة..
/…يتبع
Discussion about this post