قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن المنظمة فشلت بوقف الحرب في السودان، بينما دخلت هدنة جديدة بين الطرفين المتقاتلين حيز التنفيذ الخميس بوساطة رئيس جنوب السودان.
وقال غوتيريش لصحافيين في نيروبي الأربعاء، إن الأمم المتحدة فوجئت بتفجر العنف في السودان لأنه كان مأمولا أن تثمر المفاوضات بين عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو، وأضاف “لم نتوقع حدوث ذلك. يمكن القول إننا أخفقنا في منع حصول ذلك”.
وأشار غوتيريش إلى أن “بلدا مثل السودان عانى كثيرا.. لا يمكنه تحمل نزاع على السلطة بين شخصين”.
تأتي تصريحات غوتيريش، بالتزامن مع زيارة المفوض الأممي للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إلى السودان، غداة إعلان جنوب السودان أن طرفي النزاع وافقا “مبدئيا”، خلال اتصال مع الرئيس سلفا كير، على هدنة تبدأ اليوم الخميس.
وطالب غريفيث بضمانات أمنية “على أعلى مستوى” لتأمين إيصال المساعدات، بعد نهب 6 شاحنات تحمل مساعدات غذائية كانت في طريقها إلى دارفور غرب البلاد.
وكانت وزارة خارجية جنوب السودان أعلنت الثلاثاء أن طرفي النزاع وافقا مبدئيا خلال اتصال مع كير، على هدنة من 4 إلى 11 مايو.
وأكد الجيش السوداني ليل أمس الأربعاء أنه وافق على تمديد الهدنة الذي اقترحته منظمة “إيغاد” الإفريقية، لكنه شدد على أن كل تعهداته مشروطة بالتزام الطرف الآخر بالهدنة.
كما تعهد الجيش السوداني بتعيين “مبعوث للتفاوض على هدنة” مع قوات الدعم السريع برعاية رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي في بلد لم يحدد.
من جهة أخرى، عقدت “منظمة التعاون الإسلامي” اجتماعا طارئا الأربعاء خلص إلى مطالبة “الأشقاء في السودان بتغليب لغة الحوار والتحلي بضبط النفس والحكمة، والعودة بأسرع فرصة ممكنة إلى طاولة المفاوضات لمواصلة الجهود السلمية لحل الأزمة السودانية، بما يحافظ على وحدة السودان ومؤسسات الدولة ويحقق طموحات الشعب السوداني في الاستقرار السياسي والاقتصادي”.
وشددت المنظمة على “ضرورة مراعاة أن النزاع في السودان شأن داخلي خالص”، محذرة من “أي تدخل خارجي في السودان أيا تكن طبيعته أو مصدره، مع وجوب الحفاظ على تماسك مؤسسات الدولة في السودان”.
وأسفرت المعارك التي اندلعت في 15 أبريل الماضي في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، خصوصا في دارفور في الغرب، عن 550 قتيلا على الأقل و4926 جريحا، حسب بيانات رسمية لوزارة الصحة.
ودفعت الاشتباكات أكثر من 100 ألف آخرين على اللجوء إلى دول مجاورة، في تطور دفع إلى التحذير من كارثة إنسانية قد تطال تداعياتها المنطقة بأسرها.
Discussion about this post