رأى موقع “UnHerd”، أنّه ينبغي على الغرب أن يقلق من توسّع “بريكس”. وأشار الموقع الى المسائل الاقتصادية الجديدة التي يطرحها “بريكس”.
وتمحور المؤتمر، المنعقد في جوهانسبرغ (جنوب أفريقيا)، حول إنهاء اعتماد الدول النامية على الدولار الأميركي، لافتاً إلى أنّه “من الممكن إرجاع هذا التحرك ضد العملة إلى العقوبات، إذ بعد استيلاء الولايات المتحدة على احتياطيات العملة الروسية، أدركت دول أخرى أن ممتلكاتها قد تكون عرضة لمخاطر جيوسياسية”.
وتابع الموقع، أنّ التحرك الأكثر واقعية في هذا الاتجاه كان في الإعلان الذي أصدرته هذا الأسبوع، رئيسة بنك التنمية الجديد في شنغهاي، ديلما روسيف، حين قالت إنّ “بنك بريكس سيزيد الإقراض لأعضائه، ولكن على عكس صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فإنه سيقرض أيضاً بالعملات المحلية، ولن يفرض هذا النوع من الشروط، التي تأتي مع القروض من المقرضين العالميين”.
وفي نهاية المؤتمر، أعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، أن مجموعة “بريكس”، ستدعو ستة أعضاء جدد اعتباراً من كانون الثاني/ يناير من العام المقبل.
واعتبر الموقع أنّه “إذا انضمت كل هذه الدول في نهاية المطاف، فسوف تنتقل دول بريكس من تشكيل 32% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى تشكيل 45%، وهو ما يزيد بكثير عن مجموعة السبع، التي تضم ما يزيد قليلاً عن 30%”.
كما لفت الموقع إلى أنّ إضافة إيران ستعني أنها “لم تعد معزولة عن الاقتصاد العالمي”. وبما أن طهران هي ثامن أكبر منتج للنفط في العالم، وتمتلك ثالث أكبر احتياطي نفطي مؤكد، فإن هذا يعد “تطوراً اقتصادياً وجيوسياسياً كبيراً”.
وأشار الموقع الى أن انضمام السعودية والإمارات “أمر بالغ الأهمية”، إذ اعتادت الولايات المتحدة الاعتماد على “ممالك الخليج” للسيطرة على أسعار النفط.
ومع انضمامها إلى مجموعة “بريكس”، يبدو من المرجح أن واشنطن “فقدت أي سيطرة كانت تتمتع بها على أسعار النفط في المستقبل المنظور”.
لكن في الغرب، قوبلت هذه التطورات بـ “الذهول”، وفق الموقع. فقد كان هناك الكثير من التبليغ عن أرقام النمو الصينية والروبل الروسي. ووفق الموقع، لم يكن هناك أي نقاش تقريباً، في الغرب، حول عودة ظهور إيران على المسرح العالمي، أو فقدان السيطرة على أسعار النفط العالمية عبر “ممالك الخليج”.
ورأى الموقع أنّ أحد الاقتراحات البنّاءة هو أن تحاول الدول الغربية إخراج الهند من فلك دول “بريكس”، ودمجها في مجموعة السبع.
ويبدو أن الفكرة ترتكز على حقيقة مفادها أن “الصين والهند لا تربطهما علاقات ودّية فيما بينهما”، ولكن “من المؤسف أنه عند النظر إلى مثل هذه الترتيبات الاقتصادية، فإن الأرقام لا تضيف شيئاً”.
بالنظر إلى الشركاء التجاريين الخمسة الأوائل للهند، تحتل الولايات المتحدة المركز الأول، يليها عضوان من أعضاء “بريكس”، وسيتم دمج عضوين آخرين في العام المقبل: الصين والإمارات والسعودية وروسيا.
وبلغ إجمالي التجارة مع الولايات المتحدة نحو 118.2 مليار دولار في عام 2022، لكن التجارة مع الدول الأربع الأخرى بلغت حوالي 274.6 مليار دولار، أي أكثر من ضعف المبلغ.
وأوضح الموقع: “يستطيع استراتيجيو السياسة الخارجية أن يركزوا كل ما يحلو لهم على النزاعات الحدودية والتوترات الإقليمية، ولكن إذا علّمنا التاريخ أي شيء فهو أن العلاقات التجارية والاقتصادية تميل إلى أن تكون أكثر أهمية من أي منهما”.
وختم: “سيتعين علينا أن نجد طريقة للعيش في هذا العالم الناشئ، سواء أردنا ذلك أم لا، وكلما أسرعنا في إدراك ذلك كلما تمكنا من مناقشة كيفية القيام بذلك”.
Discussion about this post