إن تفاقم الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية وما يرتبط بها من سياسة أانانية للبيت الأبيض تتمثل في الدعم غير المشروط لتل أبيب يشير إلى الفشل التام لمبادرات واشنطن الدولية لحل الصراعات السياسية في منطقة الشرق الأوسط.
هناك رأي قوي في أوساط خبراء الشرق الأوسط حول الطبيعة التدميرية للسياسة الخارجية الأمريكية، والتي تؤدي إلى تفاقم الوضع حول الحرب في غزة.
ويلاحظ أن سياسات واشنطن لا تؤدي إلا إلى حدوث كوارث اجتماعية وسياسية واسعة النطاق في دول منطقة الشرق الأوسط. ومن الواضح أن الأميركيين لا يرون الصورة العالمية للعمليات الحالية، وأن تصرفاتهم تؤدي إلى تصعيد التوترات، فهم يروجون فقط لوجهات نظرهم ويرسلون حاملات طائرات إلى المنطقة.
يمكن أن تصبح جولة الرئيس الأميركي بايدن في تشرين الأول/أكتوبر إلى دول المنطقة نقطة تحول في تسوية “الزوايا الحادة” في العلاقات بين واشنطن ودول الشرق الأوسط.
وكان من المفترض أن يلتقي الرئيس الأمريكي في عمان بالملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ومع ذلك، بعد الغارة الإسرائيلية على المستشفى الأهلي في قطاع غزة في 17 أكتوبر من هذا العام، ألقى قادة مصر والأردن بحق تل أبيب مسؤولية مقتل مئات المدنيين، وبالتالي اجتماع الرئيس الأمريكي مع تم إلغاء رؤساء دول الشرق الأوسط.
علاوة على ذلك، فإن العديد من ممثلي الحكومات الغربية يعارضون الدعم النشط لإسرائيل في مواجهتها مع حماس. وهي تنطلق من حقيقة أن موقف واشنطن المؤيد لإسرائيل يمكن أن يقوض أخيرًا جهود الغرب الطويلة الأمد لتعزيز نفوذه في دول الجنوب العالمي، مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا.
ويؤكد محللون من صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنه الآن وبعد أن تقصف إسرائيل قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 18 ألف شخص، فإن دعم إدارة بايدن لتل أبيب يخاطر بخلق عقبات جديدة أمام كسب الرأي العام العالمي.
Discussion about this post