يعد الأدب الروسي واحدًا من أرفع الأدبيات وأبرزها على مستوى الأدب العالمى، ويضم عددًا من الروائع التى تعتبر من أعظم الأعمال الأدبية العالمية، خاصة فى مجالى الرواية والشعر، ويعكس هذا الأدب تأثرًا كبيرًا بالتطورات التاريخية التي طرأت على روسيا.
ومع تزايد الاضطرابات على الحدود الروسية الأوكرانية، بعد إعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، القيام بعملية عسكرية واسعة داخل إقليم دونباس شرق أوكرانيا، بالتزامن مع بدء التحرك البرى العسكرى فى مدن أوكرانية خلال الساعات القليلة الماضية، ربط الكثير بين روسيا كقوى عسكرية كبرى، وبين الأدب الروسى، الذى يظهر كمعلاق وسط الكثير من الأدبيات الكبرى.
وفى التقرير التالى نسلط الضوء على عدد من أشهر الروايات الروسية فى التاريخ، وهى:
يفجيني أونيجين
رواية من تأليف ألكسندر بوشكين، صدرت عام 1833م، وتعتبر تلك الرواية مركزا لدراسة وفهم الأدب الروسي، ويتم تصنيفها كرواية شعرية، يجمع فيها بوشكين بين الرومانسية والنقد الاجتماعي، من خلال قصة حب تعبر عن الحياة الروسية في القرن الـ19، وذلك على هيئة قالب شعري.
النفوس الميتة
رواية ملحمية ساخرة كتبها الروائي الروسي نيقولاي جوجول في 1842، أطلق جوجول على هذه الرواية اسم ” ملحمة ” التي تصور روسيا الإقطاعية بنظام القنانة، والنظام البيروقراطي الفاسد الذي كان سائدا في تلك الأيام، جوجول كتب الجزء الأول من الرواية خلال حوالي 8 سنوات (من 1834 إلى 1842)، وقرأ لبوشكين الفصول الأولى التي جعلت بوشكين يشعر بكآبة إلى أن صرخ “يا إلهي! يا حزن روسيتنا”.
بطل من هذا الزمان
رواية من تأليف ميخائيل ليرمونتوف، صدرت عام 1840، يتم تصنيف تلك الرواية باعتبارها من أوائل الروايات النفسية في التاريخ، بطلها هو شاب صغير السن يدعى “بوشكين”، له سمات خاصة تدفعه للتمرد بشكل دائم لكنه تمرد بلا قضية، ما يعيد التساؤل حول مفهوم كلمة البطولة من زاوية إنسانية.
الآباء والبنون
رواية لإيفان تورجينيف، صدرت عام 1862، تعد من علامات الأدب الشعري الروسي، ترصد الصراعات الاجتماعية والعائلية التي بدأت تظهر في أوائل الستينيات من القرن الـ19، وهي حقبة معروفة تاريخيا بأنها فترة صراعات اجتماعية كبيرة في روسيا، وبطل الرواية هو “بازاروف”، الشاب الشغوف إلى أبعد حد ويترك انطباعات وتأثيرات لدى باقي شخوص الرواية.
الجريمة والعقاب
هي رواية اجتماعية نفسية واجتماعية فلسفية ضمن أدب الجريمة من تأليف الروائي الروسي فيودور دوستويفيسكي، نُشرت الرواية لأول مرة في المجلة الأدبية الرسول الروسي عام 1866 على شكل سلسلة أدبية بحلقات متسلسلة على 12 شهرا بعد سنة، نُشرِت طبعة منفصلة ومحسنة الهيكل عن إصدارات المجلة الأدبية ضمت اختصارات وتغييرات أسلوبية أدرجها المؤلف ضمن إصدار الكتاب. تعد الرواية ثاني أطول روايات دوستويفيسكي بعد عودته من منفاه في سيبيريا وأفضل رواياته خلال فترة نضجه الأدبي، كما تصنف واحدة من أعظم الأعمال الأدبية في التاريخ.
الحرب والسلام
رائعة الأديب الروسى العالمى ليو تولستوى، صدرت عام 1869م، وهى رواية ملحمية تسرد أحداثها قصة خمس عائلات أرستقراطية، عاشت خلال فترة حرب روسيا مع نابليون بونابرت في بدايات القرن الـ19، اختيرت “الحرب والسلام” ضمن أهم روايات التاريخ الكلاسيكية، تجمع في طياتها حكايات عن الحب والعائلة والحرب.
آنا كارينينا
أثر أدبي عالمي وإنساني خالد، ترجم إلى معظم لغات العالم، وأعيد طبعه مئات المرات، صدرت عام 1877م، تعد هذه الرواية من أكثر الروايات إثارة للجدل حتى اليوم، ولأن تولستوي يناقش فيها إحدى أهم القضايا الاجتماعية التي واجهت كافة المجتمعات الإنسانية، خاصة الأوروبية بُعَيْدَ الثورة الصناعية، وما نتج عنها من اهتمام بالمادة، وما ظهر من أمراض تتعلق بالمال لدى الطبقات الأرستقراطية آنذاك.
الإخوة كارامازوف
واحدة من أعظم أعمال أبو الأدب الروسى فيودور دوستويفسكي، صدرت عام 1880م، وهى رواية تقع في منطقة فلسفية رومانسية خاصة، كانت طالما مصدر إلهام للعديد من صناع السينما لتناولها دراميا، بما في ذلك السينما العربية، تدور الرواية حول شخص يقتل أباه وما يستعر في العائلة من منافسة وإجلاء لمفاهيم مركبة كالخير والشر.
الأم
رواية للأديب الروسى مكسيم جوركي، وتعتبر رائعة من روائع الأدب الروسي والعالمي، نشرت لأول مرة في عام 1907، تدور أحداثها حول أم عجوز تعيش حياة خاضعة وبائسة مع زوجها السكير الذي يبيع مقتنيات المنزل حتى يسكر بنقودها، لديهما ابن يحاول الدفاع عن العمال وحقوقهم من خلال مظاهرة يقوم بها الشاب وأصدقائه فتنشب ثورة والأم تخشى على ابنها من السجن أو القتل فتحاول إخفاء كل معالم ثورته من منشورات وأسلحة إلا أنه تنشب معركة في المصنع يموت على إثرها الأب ويسجن الإبن فتتبنى الأم قضية ابنها وفكره بناء على رغبته، بتقوم هي والعمال باقتحام السجن فيهاجمهم الجيش ويسقط ابنها شهيدا بين ذراعيها.
دكتور جيفاجو
رواية للأديب الروسى بوريس باسترناك، صدرت عام 1958، رواية تدور في قالب تاريخي، تسرد قصة طبيب شاعر يدعى يوري زيفاجو، يكافح ليجد موضع قدم تتناسب وخصوصية شخصيته في قلب الثورة الروسية، الرواية مستوحاة من رائعة “الحرب والسلام”، وتعد من أبرز المراجع الروائية والتاريخية عن فترة الثورة الروسية.
Discussion about this post