بالرغم من أن رهاناتهم قد فشلت، من خلال عدم سقوط سوريا أو رئيسها الدكتور بشار الأسد، طوال سني الحرب، بعد كل ما قدموه وما يزالوا من دعم للجماعات الإرهابية. إلّا أن المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ومعه بعض الدول التابعة له كقطر، لا يزالوا يشنون حملات التحريض والبروباغندا الإعلامية ضد الدولة السورية ورئيسها، فلا تخلوا صحفهم أو قنواتهم التلفزيونية من أخبار ومقالات وتقارير، لا تحتوي إلا المعلومات المفبركة أو المضللة، تارةً عن تجارة المخدرات، وطوراً عما يصفونه بإجرام النظام.
فهذا المعسكر لا يريد الاعتراف بهزيمته حتى الآن، لذلك فإنه يحاول خلال هذه الفترة، تعويض هزائمه بالتحريض على الرئيس الأسد قدر الإمكان، لتحصيل ما يمكن تحصيله من أوراق تفاوضية، بعدما أيقنوا أن المسار السياسي التفاوضي هو الوحيد والمتبقي لديهم.
بعض الأمثلة على التحريض الإعلامي
_ منذ أيام نشرت مجلة “الإيكونوميست The Economist ” البريطانية مقالا اتهمت فيه الرئيس الأسد بأنه من أكثر الحكام الذين “نهبوا أوطانهم تماما”، مضيفةً بأنه “فرّغ الدولة المدمّرة من كل ما تملك، كما أصبح كزعيم مافيا مستمرة في تدمير سوريا”.
أما كيف قام الرئيس بذلك، فهو من خلال الادعاء أنه يرعى شبكات تهريب المخدرات والأدوية غير المشروعة والوقود وما إلى هنالك من أمور. ولم تستند في اتهاماتها على أي أدلة تثبت ذلك، سوى التحدث عن أمور غامضة يتناقلها الإعلام المعادي لسوريا، بطريقة تشبه التعاميم الموّحدة، مثل قصة الكبتاغون (الذي كان وقود مقاتلي الجماعات الإرهابية التكفيرية)، و”بابلو اسكوبار السوري”، وسفن التهريب (في بحر يعجّ بسفن أمريكا وحلفائها ويتم رصده عبر الأقمار الاصطناعية من كل الدول)، ….
أمّا بالنسبة للأدوية غير المشروعة التي تهرب الى الدول، فلم تدرك هذه الصحيفة وكاتبة المقال أن هذه الأدوية كانت أفضل الخيارات للكثير من الشعوب التي تعاني اقتصادياً، ولم تكن لتُهرب لولا ما يسمى بـ”قانون قيصر” الأمريكي، الذي يعاقب كل من يتعاون مع سوريا تجارياً.
_ أما قناة الجزيرة التابعة للنظام القطري-الذي كان من أكثر الداعمين للجماعات الإرهابية بالتعاون مع السعودية- فيغلب على تغطيتها للشأن السوري كل التقارير والمقالات ذات الطابع الهجومي ضد سوريا ودولتها ورئيسها.
ومن بين هذه المقالات، ما تم عنونته بـ” “اذهبوا إلى الجحيم فهو آمن”.. لماذا يريد الأسد عودة اللاجئين؟”، وفيه تحريض ودعوة مباشرة، على جهود الحكومة السورية، في عودة مواطنيها اللاجئين الى بلدهم، بعدما استقرت الأوضاع الأمنية في مناطق سيطرتها بشكل كبير.
لكن الغريب، أن موقع الجزيرة نفسه كان قد نشر قبل ذلك بأيام، تقرير عن مقال في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، يُكشف فيه عن عودة تدريجية للسياح الى سوريا وفي مقدمتهم الأوروبيين!! وهذا ما يتناقض مع ركيزة النشاط السياحي في العالم، وهو تحقق الأمن في منطقة شهدت صراعاً مسلحاً، فهل ستكون سوريا آمنة للسياح لكنها لن تكون كذلك بالنسبة لشعبها؟
Discussion about this post