تلقى الكيان المؤقت تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ووصلت اليه رسائله التي أفادت أن غاز للكيان لن يُستخرج إن لم يستخرج أيضاً لبنان غازه، ويُعترف بمساحة البلد الاقتصادية الخالصة في البحر الأبيض المتوسّط. وقد وسّع السيد نصر الله دائرة المعادلات لتفتح الأبواب أمام خيارات تقطع الطريق على الغاز المتوجّه نحو القارة الأوروبية، مع حسم المدة الزمنية التي لا تتجاوز شهر أيلول / سبتمبر المقبل قبل التنفيذ.
أمام حاجة كيان الاحتلال في هذا الوقت بالتحديد الى استخراج وتصدير الغاز نحو أوروبا، أبلغ رئيس حكومة الاحتلال يائير لابيد رئيس الموفد الأمريكي المفاوض عاموس هوكشتاين “أنه مهتم بالتوصل إلى اتفاق بشأن هذه المسألة في أقرب وقت ممكن”. وفي هذا الإطار قالت الكاتبة ليلاخ شوفال في مقالها في صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية أن “إسرائيل مهتمة باستكمال المفاوضات قبل أيلول” قبل أن تؤدي تهديدات السيد نصر الله الى “تصعيد غير مرغوب فيه”.
المقال المترجم:
اتصل مسؤولون إسرائيليون كبار في الأيام الأخيرة بالولايات المتحدة، مطالبين الوسيط الأمريكي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، عاموس هوكشتاين، بتسريع المفاوضات بين البلدين قبل أن تؤدي استفزازات حزب الله إلى تقييمات خاطئة بينه وبين إسرائيل وتؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه.
إسرائيل مهتمة باستكمال المفاوضات قبل أيلول (سبتمبر) المقبل، حيث من المتوقع أن تبدأ إسرائيل في إنتاج الغاز من منصة “كاريش”. والخوف هو أنه إذا لم يتم التوقيع على الاتفاقية بحلول ذلك التاريخ، سيكثف حزب الله الاستفزازات، التي ستشعل مواجهة خطيرة تخرج عن السيطرة.
خلفية الأمور تشير الى تقدم كبير في المفاوضات بين إسرائيل ولبنان في ترسيم الحدود البحرية. وبمجرد حل المشكلة، سيتمكن لبنان من المضي قدمًا في تطوير احتياطيات الغاز الطبيعي في أراضيه، والتي يحتاجها بسبب الأزمة الاقتصادية.
تشير المؤسسة الدفاعية إلى أنه في ضوء الاستنتاج المتوقع للمفاوضات قريباً، يحاول الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلق استفزازات وتجميع النقاط، من بين أمور أخرى لتصوير كي يأخذ صورة “درع لبنان”، ويؤكد لاحقا أن إسرائيل تراجعت تحت تهديداته.
يُعتقد في إسرائيل أن هذا هو السبب في إطلاق حزب الله طائرات بدون طيار على منصة الحفر في الأسابيع الأخيرة، وحقيقة أن الطائرات بدون طيار التي تم اعتراضها كانت غير مسلحة تعزز التقدير بأن هذا استفزاز. ولا تستبعد القوات المسلحة احتمال قيام حزب الله بمحاولات أخرى لإطلاق طائرات بدون طيار على منصات الحفر في المستقبل القريب، أو القيام باستفزازات أخرى بدلاً من ذلك. وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن نصر الله يخاطر بسلوكه، ولا يأخذ في الحسبان أن إسرائيل من المتوقع أن ترد بحدة على استفزازاته.
تؤكد المؤسسة الدفاعية في محادثات مغلقة وتهديدات علنية أن إسرائيل سترد بشدة على استفزازات حزب الله. لا يستبعد احتمال أن يؤدي رد إسرائيلي عنيف إلى رد فعل قاس من حزب الله، وبالتالي ستجد إسرائيل نفسها في غضون أيام قليلة من القتال في شمال البلاد. من هذا المنطلق يمكن للمرء أن يفهم أيضًا زيارة رئيس الوزراء يائير لبيد إلى القيادة الشمالية في الأيام الماضية.
من المتوقع أن تبدأ إسرائيل في سبتمبر إنتاج الغاز من حقل “كاريش” وفي الوقت الحالي لا توجد نية إسرائيلية لتأجيل بدء الإنتاج. الخوف في المؤسسة الدفاعية هو أنه إذا لم يتم التوقيع على الاتفاق بين إسرائيل ولبنان في الوقت الذي يبدأ فيه إنتاج الغاز من الحفارة، فإن حزب الله سيزيد من محاولاته الاستفزازية، بطريقة ستجبر إسرائيل على الرد بشكل أشد.
وتشير التقديرات إلى أنه إذا تم توقيع الاتفاقية قبل إنتاج الغاز من منصة حفر “كاريش”، فسيكون من الممكن تقليل فرص التصعيد الذي لا يهتم به أحد، وأيضًا لأن الشركة التي تحتاج إلى الحفر في لبنان هي الشركة التي سيتم الحفر في إسرائيل. بطريقة أو بأخرى، من المتوقع أن تكون الفترة القادمة متوترة على الحدود الشمالية. لا يسع المرء إلا أن يأمل في أن تنتهي المفاوضات بشأن الحدود البحرية في أسرع وقت ممكن.
Discussion about this post