وسط احتدام الخلافات بين كل من روسيا وكيان الاحتلال الذي اختار الوقوف مع أوكرانيا ودعمها عسكريا واستخباراتياً عقب العملية العسكرية الروسية فيها، ردت موسكو على تقديم التسليح، بالتسليح نفسه، على خط تماس مباشر بين الجانبين، وهو سوريا.
تقارير إعلامية أشارت إلى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قرر إعطاء دمشق منظومات اس 400، للحد من مفعول الغارات الإسرائيلية على مراكزها الحيوية وبنيتها التحتية.
من جهتها، أشارت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، إلى انه “إذا انتهى الأمر بوضع إس-400 في أيدي الجيش السوري، فسوف يُقلل ذلك بشكلٍ كبير من قدرة الطائرات الإسرائيلية على مُهاجمة أهداف في مناطق داخل من البلاد. وفي الوقت نفسه، سيؤدي ذلك إلى تفاقم العلاقات بين “إسرائيل” وروسيا”.
النص المترجم:
تحاول السلطات الإسرائيلية تسوية ادعاء وزارة العدل الروسية على الوكالة اليهودية على المستوى القضائي والسياسي.
فقد وصل وفد من الحكومة الإسرائيلية إلى موسكو، يومي الأربعاء والخميس، وحددت محكمة باسماني، بعد الاستماع إلى حجج الأطراف، موعداً للمرافعات القضائية.
وفي الوقت نفسه، في إيران، أفادت وكالة مقرّبة من حرس الثورة الإيرانية أنّه تمّ التوصل إلى اتفاق إيراني-روسي-سوري بشأن نقل منظومتي الصواريخ المضادة للطائرات إس-400 وإس-300 إلى الجيش السوري. من الناحية النظرية، يجب أن يكون هدفهما الطائرات الإسرائيلية.
بعد بعض التأخير، وصل وفدُ الحكومة الإسرائيلية، الذي تمّ تشكيله بأمرٍ من رئيس الوزراء يائير لابيد، برئاسة نائب المستشار القانوني لوزارة الخارجية تمار كابلان، في الآونة الأخيرة إلى موسكو. ويضمّ الوفد ممثلين عن العديد من الوزارات ولكن، كما لاحظت وسائل الإعلام الإسرائيلية، لا يوجد فيه ولو متخصصٌ واحد في القانون الروسي. ولكن هناك مفاوضون ذوو خبرة كبيرة مثل كابلان.
لا يعتمد لبيد وحكومته على المحكمة بقدر ما يعتمد على الاتفاقات السياسية. في وقتٍ سابق، زعمت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ الوفد سيضمّ رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إيال هولات، في الماضي القريب كان مسؤولاً رفيع المستوى في الموساد، وعمل لمدّة 23 عاماً في هذا الجهاز. ومع ذلك، على حدّ علمنا، غادر مسؤولون أقلّ رتبة إلى موسكو.
على أيّ حال، لن تكون هناك تسوية ما قبل المحاكمة للوضع. صباح يوم الخميس، جرت محادثة تحضيرية في محكمة باسماني قبل النظر في ادعاء وزارة العدل.
بعد نتائجها، تمّ تحديد موعد المرافعة الأولى حيث سيتم النظر في القضية على أسس موضوعية تتعلق بالقضية. ستجري المرافعة في 19 آب/أغسطس القادم، لذلك ستجري العملية في خضم الحملة الانتخابية في “إسرائيل”.
وستجرى الانتخابات البرلمانية هناك هذا الخريف. مكائدها الرئيسة هي ما إذا كان حزب “ليكود” سيستطيع الفوز وتشكيل حكومة حزب واحد بقيادة زعيمه بنيامين نتنياهو، الذي ينتقد بشدّة حكومة لابيد لعدم قدرتها على إقامة علاقات مع روسيا.
مجلس الوزراء الإسرائيلي الحالي نفسه يُعطي تعليقاتٍ مُبسّطة إلى حدٍ ما على الوضع مع الوكالة اليهودية. لذلك، قبل رحيل الوفد، ذكرت الخدمة الصحافية للحكومة أنّه “في حالةِ وجود خلافات حول القضايا القانونية المتعلقة بالأنشطة الهامة للوكالة اليهودية، فإنّ “إسرائيل” مفتوحة دائماً للنقاش والحوار، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية العلاقات بين إسرائيل وروسيا”.
على أيّ حال، في نهاية المحادثة مع قاضي محكمة باسماني، أكّد رئيس الوكالة بالنيابة، يعقوب هاغويل، للصحافيين أنّ “أنشطة الوكالة اليهودية بالنسبة لليهود في روسيا ستستمر”. لذلك، لن تتم تصفيتها طواعيةً حتى يكون هناك قرار من المحكمة.
إنّ إغلاق الوكالة في روسيا سيعقد إجراءات إعادة اليهود إلى “إسرائيل”، لكنّه لن يستبعدها. إذا توقّفت الوكالة اليهودية عن عملها، فسيتعين على الراغبين في العودة إلى الوطن ببساطة الخضوع لنفس الإجراءات (توصية من مدينة أو منطقة للعيش فيها، ودفع ثمن تذكرة ذهاب فقط، وما إلى ذلك) من خلال السفارة الإسرائيلية أو عند وصوله إلى “إسرائيل”. ومع ذلك، فإنّ إغلاق الوكالة لا يمكن إلا أن يؤثر على العلاقات السياسية بين البلدين.
وذكرت إيران بشكلٍ غير متوقع أن هناك قوى في الشرق الأوسط تُراهن على الصراع بين روسيا و”إسرائيل”. وتحدّثت وكالة أنباء “تنسيم”، المقرّبة من حرس الثورة، عن نوعٍ من الاتفاق بين الجيوش السورية والإيرانية والروسية. جوهرها هو أنّ أنظمة الدفاع الجوي الروسية إس-300 وإس-400 سيتم وضعها تحت سيطرة السوريين. من سيكون الهدف بالنسبة لها؟ واضح تماماً!
في ليلة 21-22 تموز/يوليو الحالي، ضرب سلاح الجو الإسرائيلي إحدى ضواحي دمشق. وفقاً لبعض المصادر، تمّ تنفيذ الضربات على مواقع الجيش السوري، ووفقاً لمصادر أخرى على قاعدة تابعة لحرس الثورة. على أيّ حال، إذا انتهى الأمر بوضع إس-400 في أيدي الجيش السوري، فسوف يُقلل ذلك بشكلٍ كبير من قدرة الطائرات الإسرائيلية على مُهاجمة أهداف في مناطق داخل من البلاد. وفي الوقت نفسه، سيؤدي ذلك إلى تفاقم العلاقات بين “إسرائيل” وروسيا.
كما أنّ إيران لديها صراعٌ طويل الأمد مع الدولة اليهودية، والذي تصاعد في الآونة الأخيرة – مع توقّف المفاوضات حول استعادة “الاتفاق النووي” ورفع العقوبات عن إيران.
السلطات في طهران تتهم “إسرائيل” بأعمال تخريبية على الأراضي الإيرانية. ويكرر لابيد أنّ بلاده لن تتوقف عن استخدام القوّة لمنع إيران من صنع أسلحةٍ نووية.
Discussion about this post