توجت معركة “وحدة الساحات” التي خاضتها الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتهم حركة الجهاد الإسلامي للتصدي لعدوان الاحتلال في 5 آب / أغسطس الجاري العمل المشترك بين الأجنحة العسكرية، اذ أطلقت سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى وكتائب المقاومة الوطنية وكتائب المجاهدين في عملية مشتركة رشقات صاروخية استهدفت مدينة عسقلان المحتلة.
لكنّ علاقة وحدة خاصة جمعت سرايا القدس بكتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية المحتلة حيث أن العديد من كوادر الكتائب تنضم الى مجموعات سرايا القدس (كتيبة جنين، كتيبة نابلس، كتيبة طوباس، كتيبة طولكرم…) وتتشارك في أعمال عسكرية ضد قوات الاحتلال، منها التصدي والاشتباك عند الحواجز.
هذه العلاقة، على الرغم من أنها تخللتها بعض الجمود نتيجة توقيع حركة فتح لما يسمى “اتفاق أوسلو” عام 1993، الا أن الجناح العسكري حافظ على مقاومته ضد الاحتلال واشترك مع السرايا في عدّة عمليات نوعية خاصة خلال الانتفاضة الثانية عام 2000، ومنها:
_ عملية “العفولة”، أول عملية مشتركة بين سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى: ظهر يوم 27/11/2001 فتح الشهيدان مصطفى أبو سريـة (سرايا القدس) وعبد الكريم أبو ناعسة (كتائب شهداء الأقصى) وكلاهما من مخيم جنين، نيران أسلحتهم الرشاشة على مجموعة إسرائيلية بالقرب من سوق البلدية ومحطة الباصات المركزية في مدينة العفولة شمال فلسطين المحتلة، مما أدى إلى مقتل إسرائيليان وإصابة 48 آخرين، وفي اشتباك مسلح مع الشرطة الاحتلال استشهد المجاهدان.
_ عام 2002 استهدفت سرايا القدس بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى موقعاً عسكرياً صهيونياً بقذائف من نوع RBG غرب مستوطنة “نتساريم” جنوب القطاع، واعترف الاحتلال بإصابة جندي بجروح بالغة.
_عملية اقتحام موقع “ايرز” في بيت حانون شمال القطاع، بتاريخ 8/6/2003 التي نفذها رامي البيك (سرايا القدس)، محمد أبو بيض (كتائب القسام)، موسى سحويل (كتائب الأقصى)، وأدت الى مقتل ضابط و3 جنود وإصابة 4 آخرين.
_ عام 2004 أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى مسؤوليتهما عن العملية المشتركة داخل مستوطنة “كفار داروم” وسط قطاع غزة. حيث اقتحم استشهاديان المستوطنة وأطلقا النار داخلها في حين ساندت مجموعة أخرى تابعة لسرايا القدس الهجوم مستهدفةً المستوطنة بعدد من الصواريخ.
_ في 24 تموز/ يونيو 2004 اقتحم المجاهدان مؤمن الملفوح (سرايا القدس) وحسني الهسي (كتائب الأقصى) في عملية مشتركة، موقعاً عسكرياً قرب مستوطنة “دوغيت” شمال القطاع، واشتبكا مع الجنود ما أدى لإصابة عدد منهم قبل أن يستشهد المجاهدان.
_”جسر الموت”: العملية النوعية المشتركة بين سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى وألوية الناصر صلاح الأخيرة قبل انسحاب الاحتلال من قطاع غزة والتي وقعت عند الجسر الرابط بين المغتصبات الصهيونية ووسط قطاع غزة. وخطط لها الأمين العام للجان المقاومة الشعبية الشهيد جمال أبو سمهدانة وقائد سرايا القدس في جنوب قطاع محمد الشيخ خليل. استمر رصد موقع لفترة ثم تم اختيار يحي أبو طه (سرايا القدس) وطارق ياسين (كتائب شهداء الأقصى).
في تمام الساعة العاشرة ليلاً من يوم 23/7/2005، بدأت العملية على مراحل، أولاً اشتباك وحدة الاسناد المشتركة بين الفصائل الثلاث مع جنود الاحتلال في المواقع العسكرية لتشتيت انتباهها فيما استطاع المنفذان أبو طه وياسين التموضع لانتظار سيارات المستوطنين. بعد ساعتين حصل المنفذان على إشارة بوصول إحدى سيارات المستوطنين فهاجماها موقعان القتلى والاصابات وعادا الى نقطة كمينهما. واستمرت العملية على هذا الشكل لغاية ساعات الفجر الأولى واستشهد المجاهدان، فيما اعترف الاحتلال بوقوع عدد من القتلى من بينهم ضابط بحرية، وإصابة 5 آخرين بينهم مسؤول أمن مستوطنات “غوش قطيف”.
_ عام 2007 فجرت سرايا القدس بالاشتراك مع كتائب الأقصى جرافة للاحتلال قرب المنطقة الصناعية في “ايرز” شمال قطاع غزة.
أما في جنين، فيسجل العام 2002 معركة مخيّم جنين الشهيرة والتي خاضها قائد سرايا القدس محمود طوالبة وقائد كتائب شهداء الأقصى يوسف ريحان المعروف بـ “أبو جندل” جنباً الى جنب حتى النفس الأخير. ومنصف العام 2006 أدت عملية مشتركة بين السرايا وكتائب الأقصى الى قنص مستوطن قرب مستوطنة “زابد” غرب جنين.
Discussion about this post