دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، باكستان إلى “الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ” مع الصين، مؤكداً أن بلاده ستدعم بقوة جهود إسلام آباد في حماية سيادتها وأراضيها.
وفي التفاصيل، شدَّد شي خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، على أن بكين واسلام آباد اللتين “تواجهان درجة عالية من انعدام اليقين في العالم، يتعين عليهما الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ، والحفاظ على التعاون في الآليات المتعددة الأطراف، والحفاظ على التعاون الوثيق في القضايا الدولية والإقليمية الرئيسة، وحماية المصالح المشتركة للدول النامية”.
ويزور شريف بكين، بدعوةٍ من رئيس مجلس الدولة للصين لي كه تشيانغ، برفقة وفد رفيع المستوى يومي 1 و 2 تشرين الثاني/ نوفمبر.
ووصل شريف أمس الثلاثاء، من أجل لقاء القادة الصينيين ومناقشة الخطط المتعلقة بالممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وهو مشروع استثماري تبلغ تكلفته 65 مليار دولار.
كما نقلت وزارة الخارجية الصينية عن شي قوله إن “الصين ستدعم بقوة باكستان في جهودها لحماية سيادة الدولة وسلامة أراضيها ومصالحها التنموية وكرامتها الوطنية، لتحقيق الاستقرار والوحدة والتنمية والازدهار”.
وأكد شي أن بكين تقدّر عالياً تعزيز إسلام أباد بثبات، التعاون الودي مع الصين، وتشكر الجانب الباكستاني على دعمه للصين في أهم قضاياها.
وأعرب شي عن تعاطف الصين مع “شعب باكستان المتضرر من الفيضانات الشديدة”، وأعلن المساعدة في إعادة الإعمار بعد الكوارث الطبيعية، واستعادة الإنتاج الزراعي، كما تعتزم تعزيز التعاون مع باكستان في مجال الوقاية من الكوارث والتخفيف من حدتها، وفي مكافحة تغير المناخ.
كما نقلت وسائل الإعلام الرسمية عن شي قوله إنّ “الصين ستواصل دعم باكستان في محاولتها لتحقيق الاستقرار في وضعها المالي”، حيث تعاني باكستان من أزمة في ميزان المدفوعات حتى قبل أن تضرب الفيضانات المدمرة البلاد هذا الصيف، مما تسبب في خسائر تقدر بنحو 30 مليار دولار أو أكثر.
وقال مسؤول يرافق رئيس الوزراء الباكستاني أمس الثلاثاء، لوكالة “رويترز”، إنّ “شريف يسعى في زيارته الأولى لبكين منذ توليه منصبه في نيسان/أبريل، من أجل أن تُعفي بكين بلاده من بعض الديون، ولاسيّما الديون الثنائية”.
وتشكّل القروض الصينية، التي تبلغ نحو 23 مليار دولار، أكبر جزء من ديون باكستان الثنائية، والبالغة 27 مليار دولار.
وتتمتع الصين وباكستان بعلاقات وثيقة، وقد أقامت الدولتان شراكة تعاون استراتيجية في كل الأوقات. كما تعد الصين أكبر شريك تجاري لباكستان على مدى السنوات القليلة الماضية حيث وصل التداول التجاري بين الصين وباكستان إلى حجم قياسي بلغ حوالي 28 مليار دولار في عام 2021.
وكانت إسلام أباد أيضاً من بين أول المنضمين إلى مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقها شي، من أجل تحسين الطرق والسكك الحديدية والممرات البحرية بين الصين وسائر دول العالم.
Discussion about this post