ذكر موقع “antiwar”، في تقرير له أنّ الولايات المتحدة الأميركية، أطلقت على هيروشيما وناغازاكي اسم “التجارب النووية” بعد عقود على وقوع الكارثة.
ووفق مدير مشروع مانهاتن، الجنرال ليزلي غروفز، فإنّه طلب في العام 1980 من المكتب الصحفي في وزارة الطاقة الأميركية، أن يرسل له قائمة بتفجيرات اختبار القنابل النووية، وأرسلت الوكالة كتيباً رسمياً بعنوان “الاختبارات النووية المعلنة في الولايات المتحدة، يوليو 1945 حتى ديسمبر 1979”.
وبحسب غروفز، كان اختبار “Trinity”، في نيو مكسيكو على رأس القائمة، وكانت هيروشيما الثانية على القائمة، والثالث كان ناغازاكي.
وتابع أنّه بعد 35 عاماً من القصف الذري لتلك المدن اليابانية في آب/أغسطس 1945، كانت وزارة الطاقة – الوكالة المسؤولة عن الأسلحة النووية – تصنفها على أنها “تجارب”.
وفي وقت لاحق، تم تغيير التصنيف، على ما يبدو في محاولة لتجنب مشكلة العلاقات العامة المحتملة، بحلول عام 1994.
وأوضحت طبعة جديدة من نفس الوثيقة أن تفجيرات هيروشيما وناغازاكي “لم تكن اختبارات”، بمعنى أنها أجريت لإثبات أن السلاح سيعمل كما هو “مصمم أو للنهوض بتصميم السلاح، أو لتحديد آثار الأسلحة، أو للتحقق من سلامة الأسلحة”.
وأكد غروفز أنّ القنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي كانت في الواقع اختبارات، بأكثر من طريقة.
كذلك، ذكرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، في وقتٍ سابق، إنّ التفجيرات التي تسببت بها الولايات المتحدة حول العالم لم تجعل الأميركيين يشعرون بأنها أحداث هزت مدناً كبرى، وفعلتها حكومتهم بالناس.
وأشارت المجلة إلى أنّه “يتم تعليم الأميركيين حالياً رواية مشتركة حول سبب قصف الولايات المتحدة لهيروشيما وناغازاكي، ويقول المسؤولون الأميركيون إنّ بلادهم أجبرت على إلقاء القنابل لإنهاء الحرب، وتجنب غزو مدمر، وإنقاذ أرواح الجنود الأميركيين والمدنيين اليابانيين”.
ولفتت إلى أنّه في الأيام والأسابيع التي تلت القنابل، عندما كان الشعب الأميركي يتعلم عن الأسلحة النووية لأول مرة، قام المسؤولون الأميركيون أيضاً بإخفاء وتحريف المعلومات حول النشاط الإشعاعي الذي كان مستمراً في قتل المدنيين اليابانيين.
وأكدت المجلة أنّ الرواية الشائعة حول قرار الولايات المتحدة بإسقاط القنبلة تتعارض مع ما نعرفه الآن من الأدلة الوثائقية، حيث تم اختيار هيروشيما كهدف ليس بسبب الضرورة العسكرية، ولكن نظراً لكونها أكبر مدينة لم تدمر بعد بالقنابل الحارقة.
وفي الساعة الثامنة والربع من صباح يوم السادس من آب/أغسطس عام 1945، ألقت طائرة حربية أميركية من طراز بي-29، قنبلة أطلق عليها اسم “ليتيل بوي” (الصبي الصغير) ومحت مدينة هيروشيما، مودية بحياة 140 ألفاً من سكانها الذين قدر عددهم بنحو 350 ألف نسمة، بينما لقي آلاف آخرون حتفهم لاحقاً بسبب الإصابات أو الأمراض المرتبطة بالإشعاع.
وتبع قصف هيروشيما قصف ناغازاكي يوم التاسع من آب/أغسطس ليقتل على الفور أكثر من 75 ألف نسمة.
Discussion about this post