شهدت الحرب الأخيرة على سوريا، العديد من المحطات المفصلية، التي كان لها الأثر الكبير على مسار هذه الحرب. وفي مقدمة هذه المحطات عملية تفجير مقر الأمن القومي السوري، التي صادف أول أمس الإثنين ذكراها السنوية الـ 10، والتي ارتقى خلالها 4 من كبار قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، الذين وصفهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بـ”رفاق السلاح في المعركة ضد إسرائيل”.
فما هي أبرز التفاصيل التي حصلت خلال هذه العملية؟
_ في صبيحة الـ 18 من تموز / يوليو 2012، دوّى انفجار قوي في العاصمة السورية دمشق، في مقر الأمن الوطني في ساحة الروضة، استهدف ما عرف حينها بـ “خلية الأزمة”، عبر وضع عبوة ناسفة تحت طاولة الاجتماعات، من خلال أحد العسكريين العملاء الذي تم إغراؤه مالياً لتنفيذ هذه العملية.
_أعلن كلاً من “كتيبة الإسلام” وما يسمى بالجيش الحر الإرهابيين عن مسؤوليتهما عن التفجير. وقد ادعى حينها المنسق اللوجستي للجيش الحر لؤي المقداد، بأن الهجوم نفذته مجموعة من عناصر الجيش السوري الحر، من خلال استخدام عبوتين متفجرتين، أحداهما مصنوعة من مادة تي إن تي، والآخر مصنوعة من مادة الـ C4.
_ استشهد خلالها وزير الدفاع ونائب قائد القوات المسلحة السورية العماد داوود راجحة، ونائب وزير الدفاع العماد آصف شوكت، ورئيس “مكتب الأمن القومي” حينها اللواء هشام بختيار، ورئيس “خلية الأزمة” العماد حسن تركماني، ووزير الداخلية اللواء محمد الشعار.
_يقول الشهيد العميد في حرس الثورة الإسلامية حسين همداني الذي تولى قيادة المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا، في مذكراته “رسائل الأسماك”، أن العملية جاءت بعد فشل محاولة اغتيال سابقة لهؤلاء القادة، عبر مادة كيميائية سميّة.
لماذا وصفهم السيد نصر الله برفاق السلاح
وبمناسبة الذكرى السنوية الـ 6 لحرب تموز عام 2006، وصف السيد حسن نصر الله المسؤولين السوريين الأربعة في خطابه، بأنهم الشهداء ورفاق السلاح ورفاق الدرب في طريق المواجهة مع العدو الإسرائيلي. كاشفاً بأن هؤلاء القادة كانوا ممن ساهم وساعد حركات المقاومة لا سيما حزب الله، وأن الأسلحة التي استخدمها المجاهدون ضد إسرائيل خلال حرب تموز 2006 كان مصدرها سوريا، ومن “الصناعة العسكرية السورية”. مؤكداً بأن إسرائيل ستكون فرحة بعد أن تم استهداف وقتل أعمدة في الجيش العربي السوري. مضيفاً بأن المقاومة الإسلامية في لبنان تفتقدهم، متقدماً بمشاعر المواساة من القيادة والجيش والشعب في سوريا، لهذا الاستهداف الذي لا يخدم إلا مصالح العدو. مشدداً على أن سوريا تعد أكثر من معبر للمقاومة وجسر تواصل بين المقاومة وإيران، فهي السند حقيقي لها خصوصاً في المستوى العسكري. فأهم الصواريخ التي كانت تنزل على حيفا وما بعد حيفا وسط الكيان المؤقت، كانت صواريخ من الصناعة العسكرية السورية والتي أعطيت للمقاومة.
وختمها يومها السيد نصر الله يومها حديثه عن الشهداء بالقول بأنه يثق بالجيش السوري الذي تحمل ما لا يطاق لديه من القدرة والقوة والعزم والثبات ما يمكنه من الاستمرار، ولديه من القيادات الكثير مما يمكنه أن يسقط كل آمال الأعداء.
Discussion about this post