تشهد العلاقة بين مصر وكيان الاحتلال توتراً وخلافات، واعتبر مسؤول مصري في حديثه مع إذاعة جيش الاحتلال “أن الدوائر السياسية بإسرائيل تستخدم مصر كأداة بالانتخابات، وهذا عمل غير مسؤول”. وعلى خلفية هذا التوتر وصل رئيس “الشاباك” رونين بار الى القاهرة أمس والتقى برئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
فما الذي أدى الى التوتر؟
كشفت إذاعة جيش الاحتلال أن الأزمة في العلاقات بين “تل أبب” والقاهرة بدأت منذ أكثر من شهرين، بعد إعلان الجيش إسقاط مسيرة مصرية ما أثار غضب مصر، التي اعتبرت الإعلان محرجاً لها. وقال مسؤولون إسرائيليون إن “هناك بالفعل توتراً كبيراً، وجرت محادثات بين كبار المسؤولين في محاولة لتصحيح الأمور، لكن الأزمة تفاقمت بعد الأحداث الأخيرة في غزة والضفة”.
وقبل العدوان حاولت القاهرة الدخول على خط الوساطات بين الاحتلال وغزّة. وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية إن “طاقم رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، توقع أن تمنحهم إسرائيل الوقت لتهدئة التوترات، لكن لابيد ووزير الدفاع بيني غانتس سمحا باغتيال قائد الجهاد الإسلامي في شمال غزة، تيسير الجعبري. اذ شهدت الأيام الأربعة التي سبقت التصعيد الفعلي إجراءات أمنية مشددّة شلّت الحياة في غلاف غزّة جراء تهديدات حركة الجهاد الإسلامي بالقصف إن لم يفرج الاحتلال على أحد قياديها في الضفة الغربية بسام السعدي الذي اعتقله الاحتلال من منزله في جنين.
وتضيف الصحيفة أنه، في مساء اليوم التالي، ومع تأكيد المصريين على أنهم يقتربون من اتفاق وقف إطلاق النار، اغتال الاحتلال نظيراً للجعبري في جنوب غزة خالد منصور. وبعد 55 ساعة من القتال تم التوصل الى “اتفاق” لوقف إطلاق النار “أرادت مصر أن يشمل بياناً يشير الى أن القاهرة ستسعى جاهدةً للإفراج عن السعدي وخليل عواودة، عارضت إسرائيل الأمر، ما أثار استياء المصريين مرةً أخرى”.
ونقل موقع “i24 news” الإسرائيلي بأنه في أعقاب التوتر بين إسرائيل ومصر، ألغى عباس كامل زيارته التي كانت مقررة الى الكيان خلال الأيام بعد عدوان الاحتلال على غزّة، وذكرت القناة “13” العبرية بأن “هناك في إسرائيل خلاف حول شدة التوترات مع مصر والتقدير لدى غالبية المسؤولين السياسيين والأمنيين بأن الحديث يدور عن سوء فهم حول إنهاء العملية بين البلدين وأنه يمكن حله”.
كذلك، تابعت “هآرتس” أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان قد طلب من رئيس حكومة الاحتلال يائير لابيد، خفض التوتر في الضفة الغربية، و”كبح جماح الجيش الإسرائيلي لمنع صدام آخر مع حركة الجهاد الإسلامي في غزة”. الا أن الاحتلال تجاهل الحديث واغتال الشهيد إبراهيم نابلسي ورفيقيه إسلام صبوح وحسين طه. وفي هذا السياق، قال موقع “واللاه” العبري بأن مصر “كانت غاضبة أنه فورا بعد وقف إطلاق النار في غزة إسرائيل نفذت عملية اعتقالات، قتل خلالها عدد من الفلسطينيين في نابلس”. كما ذكرت الصحيفة أن “المصريين غضبوا، بعدما اتضح أن المحادثة بين السيسي ولابيد لم تترجم توجيهاً إلى جيش الاحتلال ولم تُنقل إلى مسؤولين إسرائيليين كبار آخرين. فيما اعتبرت القاهرة، أن أحداث نابلس تمثّل “وضع إسرائيل إصبعها في عين السيسي”.
ويستمر الاحتلال في نقض بنود “الاتفاق” مع تمديد اعتقال السعدي لمدة 5 أيام إضافية ورفضها الافراج عن الأسير خليل عواودة رغم تجميد الاعتقال الاداري بحقه، والعواودة مضرب عن الطعام لليوم 163 على التوالي وسط تدهور خطير جداً في صحته.
Discussion about this post