أطلقت سرايا القدس على معركة التصدي لعدوان الاحتلال على قطاع غزّة عام 2014 اسم “البنيان المرصوص”، حيث اشتركت كل تشكيلاتها ووحداتها العسكرية وإمكاناتها الصاروخية ومجاهديها في رسم صورة عمل متكامل استمر 51 يوماً.
_ الوحدة الصاروخية
الدور الكبير وقع على الوحدة الصاروخية حيث أطلقت سرايا القدس 62 صاروخاً من نوع براق 100 وبراق 70 وفجر 5، طالت عمق الاحتلال في “تل أبيب” والقدس المحتلة ونتانيا التي تثبت في هذه المعركة كهدف جديد، بالإضافة الى المرافق الحيوية للاحتلال أهمها مطار بن غوريون الذي خرج عن الخدمة، ومفاعل ديمونا النووية كما العديد من المواقع العسكرية. وقد ختمت السرايا المعركة أيضاً بالرشقات الصاروخية.
وقد واصلت وحدة التصنيع الحربي التابعة لسرايا القدس خلال أيام المعركة إنتاجها للصواريخ المتنوعة وخاصة صواريخ براق 70 وبراق 100، ووثّقت السرايا ذلك في شريط فيديو بثته عبر موقعها الالكتروني في إطار رسالة واضحة للاحتلال مفادها أن المخزون الصاروخي للسرايا يسمح لها بمواصلة المعركة بزخم كبير حال استمر الاحتلال في عدوانه على القطاع، كما انه لا يمكن استنزافها.
في اليوم الـ 48 للمعركة (23/8/2014)، أجبرت الوحدة الصاروخية وزير الأمن الداخلي للاحتلال “يتسحاق أهرونوفيتش” على الهروب أثناء عقده لمؤتمر صحفي عند سماعه صافرات الإنذار في مدينة أسدود المحتلة، بعد أن قصفتها سرايا القدس بـ 3 صواريخ “جراد”، ودعا اهرونوفيتش سكان مستوطنات غلاف غزة غير المضطرين للبقاء الخروج منها لفترة من الزمن حتى “استقرار الأوضاع”.
كذلك أطلقت سرايا القدس 60 صاروخاً من نوع C8K وهو أوروبي المنشأ تستخدمه عادةً الطائرات المروحية من طراز m17 الروسية، لكن المقاومة الفلسطينية استطاعت الحصول عليه. كما يمكن إطلاقه أيضاً من خلال منصات ثابتة أو محمولة على سيارات عسكرية.
_ الوحدة المدفعية
استهدفت سرايا القدس مبنى مخابرات الاحتلال الذي يقع داخل موقع “كرم أبو سالم” وبوابة موقع “أبو مطبق”، وموقع إسناد في “صوفا”، كما ضربت حشود وتجمعات الاحتلال العسكرية في مناطق مجمع “أشكول” الاستيطاني. وقد اضطر الاحتلال بعد كثافة نيران قذائف الهاون الى تغيير أسلوب عمله، فلجأ الى طائراته الاستخباراتية محاولاً رصد مناطق إطلاق الهاون والصواريخ لمهاجمتها. الا أن استخدام الهاون أدى الى مقتل 20 جنديا بالإضافة الى إحداث أضرار كبيرة في المستوطنات وآليات الاحتلال حسب المعلومات التي اعترف بها جيش الاحتلال. و”الهاون” عبارة عن قطعة مدفعية صغيرة ذات عيار قوي للضرب العمودي، من الأسلحة النارية القديمة، بسيطة وقليلة التعقيد، وعياراتها الشائعة 60 ملم ،80 ملم، 120 ملم. وقد أطلقت السرايا 884 قذيفة هاون و1572 صاروخ 107.
وقذائف الـ RBG، مكبّدة الاحتلال الخسائر المادية بالآليات والبشرية عبر مقتل وإصابة عدد من الجنود. يُذكر منها العملية في منطقة الكلية الزراعية شمال بيت حانون بتاريخ 18 تموز / يوليو تم خلالها تدمير “ميركافا 4 ” تابعة للاحتلال.
وقد أطلقت وحدة ضد الدروع في السرايا صاروخي “كورنيت” و4 صواريخ “مالوتكا” لأول مرة
_ التصدي البحري
كذلك تصدت سرايا القدس لمحاولة إنزال للاحتلال عبر الساحل البحري بتاريخ 7 تموز / يوليو حيث رصدت تحرك غير اعتيادي لعدد من الزوارق المطاطية الاسرائيلية قبالة شاطئ مدينة رفح، وتبين فيما بعد أن بعضها تعمل إلكترونياً وتحمل عدد من الدمى التي تصدر أصوات بشكل واضح وملفت، وبعضها الآخر محمّل بالجنود والذخائر.
_ الهجوم السيبراني
لم تقتصر المعركة على الجولات العسكرية الميدانية بل اتخذت بُعداً آخر مهماً وأكثر تطوراً في الحرب النفسية وحرب الأدمغة مع كيان الاحتلال، حيث أن السرايا نفّذت هجوماً سيبرانياً اخترقت به أجهزة حوالي 40000 ضباط وجندي. وأرسلت السرايا رسائل تهديد كتبت فيها:” إلى جميع الصهاينة قيادتكم الغبية تقودكم إلى الهلاك وما ينتظركم في غزة أمرين الأسر أو الموت المحقق”.
نتائج المعركة
أهم نتائج وتداعيات المعركة على الاحتلال لخّصها الناطق العسكري باسم سرايا القدس “أبو حمزة” في خطابه عام 2017 (في الذكرى الثالثة للمعركة) حيث قال “إن استراتيجية إبعاد الحرب عن الجبهة الداخلية الصهيونية، التي مارسها العدو، أفشلتها رشقات صواريخ “براق” التي أصابت عمق العدو مدخلةً أكثر من مليوني صهيوني تحت مرمى النيران ومعلنة مرحلة جديدة تؤسس لأم المعارك”، وأضاف “إن المقاومة استطاعت وبكل فخر أن تذهب بأسطورة الحرب الخاطفة السريعة التي يتغنى بها كيان العدو؛ إلى كابوس حرب استنزاف ظلت فصوله حتى اللحظة الأخيرة للمعركة”، في حين كان أهرونوفيتش قد صرّحخلال زيارة قام بها لمستوطنات غلاف غزة: إن “إسرائيل لن تقبل أن تنجر لحرب استنزاف”.
في بيانها في الذكرى الثامنة للمعركة (2022) أعلنت حركة الجهاد الإسلامي في بيانها “إننا وبعد ثمانِ سنوات على المعركة، نؤكد أن قدراتنا في تعزيز مستمر، ونواصل الليل بالنهار؛ سعيًا لامتلاك كل أسباب القوة أمام عدونا…وليس أمام قادة العدو والمستوطنين سوى الرحيل عن كل شبر من فلسطين، طال الزمان أم قصر، “ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً”.
Discussion about this post