قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، إنّ “أبناء دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا حسموا قرارهم بالانضمام إلى الاتحاد الروسي”، مؤكداً أنّ “هذا حقهم”.
وفي كلمة للرئيس الروسي في حفل مراسيم قبول انضمام الأربعِ مناطق الجديدة إلى روسيا، قال بوتين: “اليوم نقوم بالتوقيع على اتفاق انضمام المناطق الـ4 إلى الاتحاد الروسي”.
وأشار إلى أنّ “ضم المناطق الـ4 إلى الاتحاد الروسي يعكس الإرادة الشعبية للملايين”، موضحاً أنّ “روسيا لا تسعى لاستحضار الماضي الذي شهد انهيار الاتحاد السوفياتي”.
وفي وقتٍ سابق اليوم، وقّع بوتين مرسوماً بشأن الاعتراف بمقاطعتي خيرسون وزاباروجيا كأقاليم مستقلة، وفقاً للوثائق التي نشرت على موقع الكرملين.
ووصل قادة منطقتي زاباروجيا وخيرسون وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين يوم أمس الخميس، إلى موسكو “لاتخاذ قرار تاريخي”.
وانتهى، يوم الثلاثاء، الفرز الكامل للأصوات في مقاطعتي زاباروجيا وخيرسون وجمهورية لوغانسك الشعبية، حيث أيدت أغلبية الأصوات في الأقاليم الأربعة الانضمام إلى روسيا.
بالتزامن مع ذلك، أعلن الكرملين، على لسان المتحدث الرسمي باسمه دميتري بيسكوف، أنّ وضع هذه المناطق سوف يتغير جذرياً من الناحية القانونية، مع ما يحمله ذلك من أغراض الحماية والأمن لهذه الأراضي عقب نتائج الاستفتاءات.
الجدير بالذكر أنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال الأسبوع الماضي إنّ “الاستفتاءات في دونباس وزاباورجيا وخيرسون هي استجابة لنداء الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي للروس من أجل مغادرة أوكرانيا”.
ولفت بوتين إلى أنّ “أبناء هذه المناطق الأربع كانوا يتعرضون على مدار سنوات للقصف والتهديد على يد نظام كييف”، مؤكداً أنّ “أبناء دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا أصبحوا اليوم مواطني روسيا وللأبد”.
وتابع: “سنعيد بناء البنية التحتية في المناطق الجديدة التي انضمت إلى روسيا ورفع مستوى الأمن فيها”.
وأكد بوتين أنّ “الغرب يحاول من جديد إضعاف روسيا وتقسيمها وتأليب الشعوب على بعضها”، مشدداً على أنّ “الغرب يبذل كل ما في وسعه للحفاظ على المنظومة الاستعمارية”.
ولفت الرئيس الروسي إلى أنّ “الغرب لا يروق له وجود بلد غني مثل روسيا لا يقبل بالإملاءات”، مشيراً إلى أنّه “لا يريد أن تكون روسيا حرّة بل يريد نهب ثرواتها”.
وأوضح أنّ “الغرب أخلّ بوعوده بألا يتوسع حلف الناتو شرقاً”، مردفاً أنّ “روسيا تاريخها عريق ولن تمتثل للقواعد التي أرساها الغرب الذي دمّر مبدأ سيادة الأراضي ووحدتها”.
وتساءل الرئيس الروسي: “ماذا يعتقد الغرب أنّ حضارته نموذج للجميع على مبدأ من ليس معنا هو ضدنا؟”، مؤكداً أنّ “الكراهية للروس سببها رفضنا نهب بلدنا وإصرارنا على مصالحنا”.
وفي سياقٍ آخر، أكد أنّ “الشراكة بين ألمانيا وأميركا هي شراكة وهمية”، مشيراً إلى أنّ “الغرب يُصمّم السلاح البيولوجي كما حصل في أوكرانيا”.
وقال بوتين إنّ “5% فقط من الحبوب الأوكرانية وصلت إلى الدول النامية رغم الحملة الإعلامية الغربية ضد روسيا في هذا الإطار”، لافتاً إلى أنّ “الأنغلوساكسونية تقوم بأعمالٍ إرهابية وتدمّر البنية التحتية الطاقوية كما حصل في نورد ستريم والمستفيد واضح”.
وشدد بوتين على أنّ “العقوبات الغربية ضد روسيا لن تؤتي أكلها”، لافتاً إلى أنّ “العقوبات تطال شركاء أميركا”.
وأكد الرئيس الروسي جهوزية بلاده “لحلّ الأزمات في مجالي الغذاء والطاقة”، مضيفاً أنّ “النظام الغربي محكوم عليه بالفشل”.
ولفت بوتين إلى وجود “محاولات احتواء لروسيا والصين وإيران من قبل واشنطن والدول الأخرى إلى جانب شركاء أميركا الحاليين ستواجه السياسة نفسها”، مردفاً أنّ “العالم دخل مرحلة التحولات الجذرية”.
ولفت إلى أنّ “التعددية القطبية تتعزّز الآن وحركة التحرّر التي تشهدها الكثير من الدول ستشتدّ وتتطوّر”، مضيفاً أنّ “الماضي لن يتكرّر والمعركة التي نشارك فيها الآن هي معركة من أجل شعبنا ومن أجل روسيا التاريخية العظيمة”.
وتابع بوتين: “نحتاج اليوم إلى توحيد الشعب لإرساء العدالة والتسامح”، مشيراً إلى أنّ “الماضي لن يتكرّر والمعركة التي نشارك فيها الآن هي معركة من أجل شعبنا ومن أجل روسيا التاريخية العظيمة”.
Discussion about this post