عقدت أرمينيا وأذربيجان جلسة محادثات في واشنطن، أمس الاثنين، برعاية الولايات المتحدة، بعد ساعات من تبادل الطرفين الاتهامات بشأن جولة قصف جديدة على طول حدودهما، في نزاع أسفر عن مقتل المئات في الأشهر الأخيرة.
واستضاف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وزيري خارجية البلدين المتحاربين.
وقال بلينكن قبل الاجتماع إنّ “الولايات المتحدة ملتزمة بمفاوضات السلام بين أرمينيا وأذربيجان”، مضيفاً أنّ “الحوار المباشر أفضل وسيلة لسلام دائم، ونحن مسرورون جداً لدعم ذلك”.
وأفاد مسؤول أميركي، طلب عدم كشف هُويته، بأنّ “الاجتماع كان أقل من مفاوضات السلام بالمعنى الحرفي للكلمة، وأكثر من توفير فرصة للطرفين المتحاربين للالتقاء والتحدث”.
وتعهد رئيس مجلس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، قبل أسبوع فقط، بعدم اللجوء للقوة، وذلك خلال قمة في روسيا مع الرئيس فلاديمير بوتين.
وقبل أسبوع، اختتمت قمة روسيا وأذربيجان وأرمينيا في سوتشي. وأعلن الرئيس الروسي أنّ “القمة الثلاثية بين روسيا وأرمينيا وأذربيجان بشأن ناغورنو كاراباخ أظهرت قدرة الأطراف على الاتفاق في المستقبل”.
وعُقدت القمة الثلاثية في منتجع سوتشي الروسي “لمناقشة الأوضاع في إقليم ناغورنو كاراباخ والإجراءات الإضافية التي من شأنها تعزيز الاستقرار والأمن في منطقة القوقاز”، بحسب الكرملين.
وأكد بوتين أنّ بلاده تبذل قصارى جهدها لتحقيق استقرار شامل للعلاقات بين باكو ويريفان.
وليل الأحد الاثنين، أطلقت وحدات من القوات المسلحة الأذربيجانية النار على مواقع أرمينية في المنطقة الشرقية من الحدود، ولم يسجل وقوع ضحايا، وفق بيان لوزارة الدفاع الأرمينية.
وزارة الدفاع الأذربيجانية اتهمت القوات الأرمينية “بإطلاق النار بأسلحة خفيفة من عيارات مختلفة” على مواقع باكو، من دون التبليغ عن وقوع أضرار.
وفي منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، تجددت الاشتباكات عند الحدود الأرمينية – الأذربيجانية، وسط اتهامات متبادلة من الجانبين ببدء التصعيد، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى من الجانبين.
وخاضت أذربيجان وأرمينيا مواجهات عدة منذ عقود ضمن نزاع للسيطرة على منطقة ناغورنو كاراباخ، كان أشدها معارك عام 2020.
وخلّفت حرب خريف 2020 بين أرمينيا وأذربيجان أكثر من 6 آلاف و500 قتيل من الجانبين، وانتهت بهزيمة عسكرية أرمينية واتفاق سلام برعاية موسكو، إذ نشرت روسيا نحو ألفي عنصر من قوات حفظ السلام في المنطقة في أعقاب الحرب.
ونصّ إعلان وقف إطلاق النار على توقف القوات الأرمينية والأذربيجانية عند مواقعها الحالية، وانتشار قوات حفظ السلام الروسية على امتداد خط التماس في ناغورنو كاراباخ والممر الواصل بين أراضي أرمينيا وناغورنو كاراباخ.
والتقى باشينيان وعلييف في بروكسل مرات عدة برعاية الاتحاد الأوروبي. كذلك، سبق لوزيري خارجية البلدين أن التقيا في أيلول/سبتمبر في نيويورك بواسطة وزير الخارجية الأميركي.
Discussion about this post