لا تزال تصريحات وزير المالية والوزير في وزارة الحرب الإسرائيلية، بتسلئيل سموتريتش، تلقى اصداءها في كيان الاحتلال. اذ اعتبرتها الأوساط الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة على أنها “مقززة”، فيما وصفتها صحيفة هآرتس العبرية، بأنها ترقى إلى مستوى جرائم الحرب. مطالبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بطرده من الحكومة.
النص المترجم:
يعارض الوزير في وزارة الدفاع بتسلئيل سموتريتش خصخصة جرائم الحرب. فبعد الاعتداء الجماعي الذي قام به مئات المستوطنين – وبينهم مؤيدوه أيضاً – في البلدة الفلسطينية حوارة، قال سموتريتش إن جريمة حرب في تلك القرية يجب أن تتم بالفعل، ولكن من جانب الدولة وليس من أي مصدر خارجي. هاكم نظرية أخلاق الوزير المريضة: “معاذ الله أن يقوم أناس خاصون”، هكذا تلوى سموتريتش في لسانه، “أعتقد أن قرية حوارة يجب أن تمحى”، قضى صراحة، “أعتقد أن دولة إسرائيل هي ما ينبغي أن تقوم بذلك”.
غداة نشر أقواله التي تقشعر لها الأبدان، وبعد أن وصفت وزارة الخارجية الأمريكية أقواله بأنها “منفرة ومقززة”، سارع سموتريتش “لإصلاح” ما قاله. “درء للشك، لم أقصد في أقوالي محو قرية حوارة، بل العمل بشكل مركز ضد المخربين”، هكذا تلوى عبثاً. درء للشك؟ لم يترك سموتريتش أي مجال للشك هنا، فقد كان صريحاً وقاطعاً ولا لبس في أقواله، بل سجل وصور حين قالها.
رفيقه في الحزب العنصري-القومجي هو الآخر، تسفيكا بوغل، خرج بأقوال منفرة وخطيرة. على حد قوله، فإن أعمال الشغب في حوارة كانت “الردع الأقوى منذ السور الواقي”. واعترف بوغل بأنه يريد رؤية “حوارة محروقة ومغلقة”. وانطلاقاً من هذا، قررت المستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا، إقرار التحقيق معه في الشرطة.
لكن مقارنة به، فإن سموتريتش وزير كبير، يروج لتدمير قرية على سكانها وفرض عقوبة جماعية على آلاف الناس، غالبيتهم الساحقة أبرياء. يريد سموتريتش لإسرائيل أن تكون “مي لي”، القرية الفيتنامية التي ذبح سكانها وأحرق بيوتهم جنود أمريكيون. كان يفترض بهذه أن تكون درة حياته السياسية. كان ينبغي لرئيس الوزراء نتنياهو أن يطرده مكللاً بالعار من مناصبه. حقيقة أن سموتريتش يواصل عمله وكأن شيئاً لم يحصل، تدل على أن حكومة إسرائيل تقف إلى جانبه وتؤيد قوله. هذه الرسالة هي التي تنقل إلى المستوطنين المشاغبين وإلى جنود الجيش الإسرائيلي.
ينبغي أن يحول سموتريتش إلى شخصية منبوذة ومدانة. وعلى الولايات المتحدة، التي صدمت بأقواله، أن تمنع دخوله إلى حدودها. وعلى كل الحكومات المحبة للقانون الدولي أن تقاطعه. هكذا يجب أن يفعل لمشبوه بجرائم حرب؛ أن يحل إلى “لاهاي”.
المصدر: هآرتس
الكاتب: غرفة التحرير
Discussion about this post