كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمة في المنتدى الروسي الأفريقي في سان بطرسبرغ، أنّ روسيا “ستكون مستعدة خلال الأشهر الـ3 المقبلة لتقديم الحبوب بشكل مجاني لعدد من الدول الأفريقية”.
وأكّد بوتين أنّ روسيا “متّهمة بأنها تُطوّر العلاقات التجارية والإنسانية مع أفريقيا”، مشدّداً على أنّ “الغرب يضع عراقيل جديدة أمام واردات الحبوب، ويتهمنا بإعاقة توريد هذه الحبوب”.
وأوضح الرئيس الروسي أنّ موسكو “تسعى إلى تكوين نظام أكثر عدلاً لتوزيع الموارد، وبالتالي تفادي أزمة عالمية”، معلناً أنّ روسيا “مستعدة لنقل تجربتها في الإنتاج الزراعي للدول الأفريقية، ومستعدة أيضاً للمساعدة في مجال الطاقة”.
العلاقات التجارية مع أفريقيا شهدت نمواً
وفي كلمة سبقت المنتدى، أكد الرئيس الروسي أنّ “العلاقات التجارية مع البلدان الأفريقية شهدت نمواً، وزاد معدل مبيعات السلع بنسبة 35% تقريباً، على الرغم من الوباء والعقوبات”.
ولفت بوتين، في اجتماع مع رئيس الاتحاد الأفريقي ورئيس اتحاد جزر القمر ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، إلى أن بلاده “تؤيد انضمام الاتحاد الأفريقي إلى الهياكل الدولية الرائدة، وكانت من أوائل من دعم مبادرة منح أفريقيا عضوية في مجموعة العشرين”، مضيفاً أنّ موسكو “تتوقّع أن يتمّ اتخاذ هذا القرار في أيلول/سبتمبر في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي”.
وأشار بوتين إلى أن “روسيا تعتبر الاتحاد الأفريقي منظمة إقليمية رائدة، تشكّل بنية أمنية حديثة في القارة، وتخلق الظروف لضمان مكانة أفريقيا اللائقة في نظام العلاقات الاقتصادية العالمية”.
تحتاج روسيا وأفريقيا إلى إنشاء اتحاد للنقل
بدوره، أكد مساعد الرئيس الروسي إيغور ليفيتين، اليوم الخميس، أن روسيا وأفريقيا بحاجة إلى إنشاء اتحاد للنقل لتطوير الخدمات اللوجستية.
وقال ليفيتين، خلال جلسة تحت عنوان “طرق لوجستية جديدة بين روسيا وأفريقيا”، على هامش القمة الروسية الأفريقية المنعقدة اليوم في سان بطرسبرغ بروسيا إنّ هناك “حاجة إلى إنشاء ما يشبه التحالف مع أفريقيا في مجال النقل، على الأقل”.
وأضاف: “أعتقد أن وزارة النقل جنباً إلى جنب مع قطاع الأعمال الروسي، يمكنها فهم السياسة المشتركة الموجودة بالفعل في أفريقيا، والتوجّه إلى القارة ليس فقط عبر دول الخليج العربية، ولكن أيضاً عبر قناة السويس”، معقّباً بأنّ “الأمر قد يكون أكثر صعوبة وأكثر تكلفة، لكن على الدولة أن تدعمه”.
روسيا وبوروندي توقّعان اتفاقية للتعاون في مجال الذرة السلمية
كما وقّعت روسيا وبوروندي اتفاقية بين الحكومتين للتعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، كذلك على هامش القمة الروسية الأفريقية.
وأفاد مراسل وكالة “سبوتنيك”، بأن وزير الخارجية والتعاون الدولي البوروندي، ألبرت شينغيرو، والمدير العام لمؤسسة الطاقة الذرية الحكومية “روساتوم”، أليكسي ليخاتشيوف، وقّعا اليوم، اتفاقية للتعاون في مجال الذرة “للأغراض السلمية”، في سان بطرسبرغ.
وذكرت “روساتوم” أن الاتفاقية “ستجعل من الممكن البدء بالتنفيذ العملي لمشاريع تعاون محدّدة في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك المساعدة على إنشاء وتحسين البنية التحتية النووية لبوروندي”.
وأشارت إلى أنّها ستتيح أيضاً “التنظيم القانوني في مجال الأمان النووي والإشعاعي وإجراء البحوث الأساسية والتطبيقية في مجال استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية، وإنتاج النظائر المشعّة واستخدامها في الصناعة والطب والزراعة، والتعاون في مجال تطبيق التكنولوجيات الإشعاعية والطب النووي، وتعليم وتدريب المتخصصين في الصناعة النووية”.
كما تنصّ الاتفاقية على إنشاء لجنة تنسيق مشتركة وتنفيذ مشاريع محددة وبحوث علمية، وكذلك تبادل الخبراء، وتنظيم الندوات والمؤتمرات، والمساهمة في تعليم وتدريب الكوادر العلمية والتقنية، وتبادل المعلومات العلمية والتقنية وتوريد المعدات والمواد والمكوّنات.
توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الأمن الصحي بين روسيا وأوغندا
وفي سياق متصل، أفادت وزيرة الصحة الأوغندية جين روث أسيج، أنّ بلادها وروسيا ستوقّعان على مذكرة تفاهم ثنائية للتعاون في مجال الأمن الصحي وسيما صناعة اللقاحات.
وقالت أسيج خلال القمة الروسية الأفريقية المنعقدة في مدينة سان بطرسبرغ، إنّ “الشراكة مع روسيا آخذة في النمو وهي قوية للغاية، واليوم سنوقّع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الصحة، خاصة الأمن الصحي، وهو اتفاق ثنائي نتعهّد فيه بالعمل معاً لبناء القدرات في مجال الأمن الصحي، سيما صناعة اللقاحات”.
وتابعت أنه ” يجب أن أشكر أصدقاءنا حقاً على تحديد أوغندا، والشراكة مع أوغندا في هذا المجال شديد التخصص”.
كذلك، وقّعت الوكالة الفدرالية للنقل الجوي “روس أفياتسيا”، على هامش القمة، اتفاقيات تعاون مع جمهورية أفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو في مجال النقل والطيران.
بيسكوف: سيتم بحث الوضع في النيجر خلال القمة
من جهة أخرى، صرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، بأن الوضع في النيجر سيتمّ بحثه خلال القمة الروسية الأفريقية”، مؤكداً أن “مثل هذه الأحداث لا يمكن تجاهلها”، في إشارة إلى إعلان عسكريين في جيش النيجر، عبر شاشة التلفزيون الرسمي في البلاد، عزل الرئيس محمد بازوم، وإغلاق الحدود وفرض حظر التجوال في جميع أنحاء البلاد.
وقال بيسكوف، خلال إحاطة إعلامية، إنه “بطبيعة الحال، تتم مناقشة الوضع في النيجر على هامش القمة، وبالتأكيد ستتم مناقشته بطريقة ما، خلال أحداث القمة التي ستعقد اليوم وغداً، إذ لا يمكن تجاهل مثل هذه الأحداث في القارة الأفريقية”.
هذا، وتعقد قمة روسيا – أفريقيا الثانية، إضافة إلى المنتدى الاقتصادي الروسي – الأفريقي، في الفترة 27 – 28 تموز/يوليو الجاري، بمدينة سان بطرسبورغ الروسية.
وتعتبر القمة الروسية الأفريقية، الحدث الرئيسي والأكبر في العلاقات الروسية الأفريقية. إذا يهدف عقد هذه القمة إلى تحقيق “مستوى جديد نوعياً للشراكة المتبادلة المنفعة التي تلبّي تحديات القرن الحادي والعشرين”. ويدعو هذا الحدث إلى “تعزيز التعاون الشامل والمتساوي بين روسيا والدول الأفريقية في جميع أبعاده السياسة والأمنية والاقتصادية والمجالات العلمية والتقنية والثقافية والإنسانية”، بحسب منظّميه.
كما يعدّ المنتدى الاقتصادي الذي سيعقد في إطار القمة الروسية الأفريقية الثانية حدثاً فريداً من نوعه في علاقات روسيا مع دول القارة الأفريقية، ويهدف لتنويع أشكال ومجالات التعاون الروسي الأفريقي، وكذلك تحديد تطوّر هذه العلاقات على المدى الطويل.
ومن الجدير بالذكر أن القمة الروسية – الأفريقية الأولى، عقدت في تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، بمدينة سوتشي الروسية.
Discussion about this post