بعد أيام من تحذير المجلس العسكري في النيجر، من أي تدخّل عسكري في بلادهم، أعلنت قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”، أمس الجمعة، وضع خطة لتدخّل عسكري محتمل في النيجر.
ويأتي هذا التطور بعدما هدّدت المجموعة الأفريقية، في 30 تموز/يوليو الماضي، باتخاذ إجراءات “قد تشمل استخدام القوة”، إذا لم تتمّ إعادة النظام السابق خلال أسبوع.
وفي غضون ذلك، أكدت كل من بوركينا فاسو ومالي، الدولتين الأفريقيتين اللتين طردتا الاستعمار الفرنسي من أراضيها، أنّ أيّ تدخّل عسكري ضد نيامي سيُعدُّ “إعلان حرب ضد واغادوغو وبامكو”، فيما أعلنت وزيرة الخارجية السنغالية، أيساتا تال سال، مشاركة بلادها في التدخل العسكري، إذا قرّرت “إيكواس” القيام به.
هنا، نعرض أبرز تدخلات “إيكواس” العسكرية سابقاً، وكيف تطوّرت، وإلى أين وصلت في بلدان، اتخذت مساراً شبيهاً بالمسار الذي حصل في النيجر قبل أسابيع.
ليبيريا
في عام 1990، أرسل زعماء غرب أفريقيا قوةً عسكريةً إلى ليبيريا، للتدخل في الحرب الأهلية بين قوات الرئيس صمويل دو، وفصيليْن انقلابيين.
وقد تمّ نشر قوة إقليمية، هي مجموعة المراقبة التابعة لـ”إيكواس”، بشكل غير مسبوق، لكنها تورّطت في سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان، وفقاً لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”.
وبلغ عدد القوات ذروته عند نحو 12 ألف جندي، وغادر آخرهم ليبيريا في عام 1999، بعد عامين من انتخاب زعيم الانقلابيين السابق، تشارلز تيلور، رئيساً.
وانتشرت قوات غرب أفريقيا مرةً أخرى في نهاية الصراع، الذي دام 14 عاماً، وانتهى في عام 2003. وتم نشر نحو 3600 من هذه القوات، تحت لواء عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، استمرت حتى 2018.
سيراليون
في عام 1998، تدخّلت قوة من مجموعة المراقبة التابعة لـ”إيكواس”، بقيادة نيجيريا، في الحرب الأهلية في سيراليون، لطرد مجلس عسكري وحلفاء انقلابيين من العاصمة فريتاون، وإعادة الرئيس أحمد تيجان كباح، الذي أطيح به في انقلاب قبل ذلك بعام.
وفي عام 2000، انسحبت القوة وسلّمت عمليات حفظ السلام لبعثة تابعة للأمم المتحدة. وانتهت الحرب التي استمرت عقداً في عام 2002.
غينيا بيساو
في عام 1999، أرسلت “إيكواس” نحو 600 جندي من مجموعتها للمراقبة، للحفاظ على اتفاق سلام في غينيا بيساو، التي كانت معرّضةً لحدوث انقلاب. وتسلّم الانقلابيون السلطة بعد 3 أشهر، وانسحبت القوة.
وأرسلت “إيكواس” بعثةً أخرى بين عامي 2012 و2020، بعد انقلاب آخر، لـ”ردع الجيش” عن التدخل في السياسة وحماية القادة السياسيين.
كما أرسلت المجموعة مفرزةً أخرى، قوامها 631 فرداً في عام 2022، للـ”مساعدة في استقرار البلاد” بعد انقلاب فاشل في ذلك العام.
ساحل العاج
أُرسلت قوة من غرب أفريقيا إلى ساحل العاج، في عام 2003، لمساعدة القوات الفرنسية في مراقبة اتفاق سلام هش، بين طرفين متناحرين أدى إلى تقسيم البلاد، إلى قسمين خلال السنوات الثماني التالية.
وفي عام 2004، اندمجت القوة في مهمة حفظ السلام، التابعة للأمم المتحدة.
مالي
أرسلت “إيكواس” جنوداً إلى مالي في عام 2013، في إطار مهمة لطرد المقاتلين المرتبطين بـتنظيم القاعدة من الشمال. وكما حدث في أماكن أخرى، تسلّمت بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة قيادة القوة في وقت لاحق من ذلك العام.
ويسيطر متشدّدون مرتبطون بتنظيمي القاعدة و”داعش”، على وسط وشمال مالي الآن، وامتدّ تمرّدهم القائم منذ عقد إلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.
جامبيا
في عام 2017، أرسلت “إيكواس” سبعة آلاف جندي إلى جامبيا من الجارة السنغال، لإجبار الرئيس يحيى جامع على الذهاب إلى المنفى والتنازل عن الرئاسة لأداما بارو الفائز في الانتخابات.
ولم تبدِ القوات الأمنية لجامع أي مقاومة للمهمة التي أطلق عليها اسم عملية استعادة الديمقراطية.
Discussion about this post