منذ استلام السيد إبراهيم رئيسي سدة الرئاسة، والجمهورية الإسلامية في إيران تشهد حراكاً دبلوماسياً وخارجياً نشطاً، باتجاه العديد من الدول، المجاورة والقريبة وحتى تلك البعيدة، ومهما اختلفت شدة العلاقات ما بين الدولتين. ويأتي في مقدمة هذه العلاقات، مسار العلاقة الإيرانية الروسية، والتي تمظهرت بشكل كبير بالأمس الأربعاء، خلال فعاليات قمة الدول المطلّة على بحر قزوين، التي عقدت في تركمانستان.
فمنذ وصول الرؤساء الى القمة، كان لافتاً اللقاء الثنائي الذي جمع السيد رئيسي بنظيره بوتين، والذي تبعه محادثات قبل القمة ولقاء ثنائي بعدها، تتطرقا فيها الى الكثير من القضايا والمواضيع والتحديات المشتركة، لا سيما بما يتعلق بالعلاقة الثنائية بين البلدين، في ظل ما يجري في العالم من تطورات وتغيرات استراتيجية.
اللقاء الثنائي بين الرئيسين
وخلال اللقاء الذي جمع الرئيسين وكذلك في القمة، جرى التطرق الى العديد من المواضيع، وتخللها العديد من النقاط اللافتة والتي يجب التوقف عندها:
_ حرص الرئيس بوتين على إرسال التحية لقائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي، وتمنيه من السيد رئيسي إيصال ذلك.
_الإعلان أن التجارة المشتركة بين البلدين قد نمت خلال العام الماضي بنسبة 81 % و31% في الأشهر الأولى من هذا العام. والتأكيد على استراتيجية وعمق العلاقات ما بينهما، والاتصال الدائم، خاصة فيما يتعلق بقضايا التعاون السياسي والأمن، لعملهم سوياً في مناطق ساخنة مثل سوريا.
_ الكشف عن وجود اتفاقات ثنائية قيد التنفيذ، بما يتعلق بالطاقة والغذاء، ويتابع حسن تطبيقها وتنفيذها مسؤولون رفيعو المستوى لدى البلدين، من خلال زياراتهم المشتركة والدورية، بهدف تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية.
_ تجربة التعاون في سوريا وغيرها من المجالات تشير إلى امكانية اتخاذ خطوات مفيدة للدولتين بل وللمنطقة ككل وأن وجهة نظر إيران تجاه روسيا هي استراتيجية، وهي بالتالي ترى وجوب تعزيز هذه العلاقات الاستراتيجية في مختلف المجالات.
_ التزام إيران بتنفيذ كل الاتفاقات التي عقدت بين الجانبين، والتي تتعلق بالاقتصاد والتجارة وصناعة الطيران والعلوم والتكنولوجيا.
_ الاتفاق على التعاون الثنائي فيما يخص بحر قزوين، بما يتعلق بالنقل والعبور وكذلك الصيد والسياحة، والمجالات الأخرى كالنفط والغاز.
_التشديد على أهمية ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب، والذي وصفه الرئيس بوتين بالمشروع الطموح، لأن يمتد بطول 7200 كيلومترامن مدينة سان بطرسبرج الروسية، إلى موانئ في إيران والهند.
إيران كما روسيا الى التحالفات الإقليمية والدولية بعيداً عن الغرب
هذه الفعالية وغيرها، تؤكد بأن إيران كما روسيا ما بعد عمليتها العسكرية في اوكرانيا, لم تعد تريد وضع كل بيضها في سلة الاتفاق النووي وما يعرف بإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA). فهي تسعى بنشاط إلى إقامة علاقات تجارية وتحالفات استراتيجية مع جيرانها، والدول القريبة منها أو حتى تلك التي لا تنتمي للمعسكر الغربي والأمريكي، بحيث يمكنها التمتع بفوائد التحالفات الإقليمية، مثل منظمة شنغهاي للتعاون، أو البريكس الذي يضم البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب إفريقيا. وهذا ما يتم من خلال علاقاتها المتميزة بهذه الدول، وعلى رأسهم روسيا.
Discussion about this post