الاختلاف بين البشر يأتي نتيجة أن هناك أناسًا لا يستخدمون عقولهم بشكل يناسب العصر الذي يعيشونه، فهم يحيون بعقول ثابتة، مقابل أولئك الذين يمتلكون عقلية متطلعة دائمًا نحو النمو والتطور.
تحدد طريقة تفكيرنا الطريقة التي نتعامل بها مع المواقف الصعبة والانتكاسات، وكذلك استعدادنا للتعامل مع أنفسنا.
وتوضح الكتب الأربعة التي نستعرضها معًا كيف يمكننا تحقيق أهدافنا من خلال تغيير طريقة تفكيرنا.
أنت لست ما يخبرك به عقلك
يكشف الكاتب “جيرفي شوارتز” في هذا الكتاب أنك لستَ ما يخبرك به عقلك، حيث يستكشف رسائل الدماغ الخادعة التي تبرمجنا لنفكر دائمًا في أفكار ضارة، مثل أنك لست جيدًا بما فيه الكفاية للقيام بعمل ما.
ويروي لنا كيف يمكن تغيير هذه الروابط بين الخلايا الدماغية من خلال تحدي هذه الرسائل وتركيز اهتمامنا على الأفكار الجيدة. وللقيام بذلك، يمكننا برمجة الشبكة العصبية للدماغ لجعلها تعمل من أجلنا، وليس ضدنا.
ويحكي لنا الكاتب أن أحد العملاء كان ممثلاً موهوبًا، ولكن بدأت الرسائل الدماغية الخادعة تجعله يعتقد أنه لا يستحق الأشياء الجيدة التي تحدث له.
وهذا أدى إلى معاناته رهاب المسرح، وكذلك الشعور بأنه شخص غير محبوب لسنوات.
وبصرف النظر عن تجاربه التي مر بها في طفولته، فقد تأثر من تجربة واحدة فقط عندما كان عمره 20 عامًا، حيث وقف عاجزًا أمام منتج شهير في برودواي، ومنذ ذلك الحين وعقله تجاهل صفاته الإيجابية وركز على عيوبه فقط.
ويرى الكاتب أن هذه الرسائل الكاذبة والمزعجة ملأت ذهنه؛ فبدأ يتفادى الاختبارات تمامًا.
يؤكد “جيرفي شوارتز” أنه ليس ذلك الشخص الموجود في الرسائل التي يرسلها له عقله، وحتى أنت لست ذاك الشخص السيئ الموجود في ذهنك.
طريقة تفكيرك طريقك للنجاح
ترى الكاتبة كارول دويك، أستاذة علم النفس في جامعة ستانفورد الأمريكية، أن عقلنا هو الذي يحدد إذا ما كان يمكننا أن نتعلم لنتغير وننمو أم لا.
وتقول كارول دويك إن طريقة تفكيرنا تؤدي دورًا حاسمًا في كيفية رؤية أنفسنا والآخرين، وذلك من خلال مفهوم العقلية الثابتة أو الجامدة مقابل العقلية التي تنمو باستمرار.
حيث يعتقد الناس ذوو العقلية الثابتة أنهم ولدوا موهوبين بشكل طبيعي في القيام ببعض الأمور وفي الوقت نفسه غير قادرين على عمل أمور أخرى، في حين أن الأشخاص الذين لديهم عقلية النمو يعتقدون أنهم يمكنهم أن يصبحوا موهوبين في أي شيء إذا حاولوا جاهدين بما فيه الكفاية.
لذا يواصلون نموهم في جميع مراحل حياتهم، لاكتساب مهارات جديدة، لأن الحياة في جميع جوانبها في حالة مستمرة من التغيير.
وتعتقد الكاتبة أن لعب كرة السلة أو الرسم أو حل مسائل الرياضيات ليست قدرات وراثية، حيث يتفق معظم العلماء أنه إذا كنت تريد أن تصبح عازف كمان، لا تحتاج فقط إلى الموهبة أو التدريب على آلة الموسيقية، ولكن يجب تكريس سنوات من حياتك لممارسة عزف الكمان.
تغير العقل
ترى الكاتبة البريطانية “سوزان غرينفيلد” أن التقنيات الرقمية تترك بصماتها على عقولنا، والوجود اليومي للبشر الذي أصبح متمركزًا حول الهاتف الذكي، والآيباد، والحاسوب المحمول. وكيف يغير ذلك جذريًّا ليس من أنماط حياتنا اليومية فحسب بل أيضًا من هوياتنا وحتى أفكارنا الداخلية بطرق لم يسبق لها مثيل.
تعيد منصات التواصل الاجتماعي تشكيل مفاهيم التواصل والصداقة، فقد يكون لديك ما يقرب من 800 صديق على الفيسبوك، ولكنك لا تخرج إلا مع عدد ضئيل من الناس في واقع الحياة. وقد سيطرت منصات التواصل على حياتنا اليومية من خلال فرض قواعد اجتماعية جديدة وآداب يجب علينا الالتزام بها.
كيف تؤثر التقنيات الرقمية على الثقافة والقراءة من خلال الكتب الإلكترونية والكتاب التقليدية، وكيف تؤثر الألعاب الإلكترونية على العلاقات الاجتماعية. كل هذه الأشياء أدت إلى تغيير عقولنا وهذا ما يجب أن ننتبه له.
العقل الخارق
تهدف الكاتبة الصحفية البريطانية “كارول فوردرمان” في هذا الكتاب إلى رفع مستوى التركيز باستخدام أساليب جُربت من قبل أشخاص كثيرين وحققت نجاحًا جيدًا. ويأتي ذلك باستخدام طرق عملية غير تقليدية لتنشيط الذاكرة وهي:
– الاهتمام بنوع الغذاء.
– الاهتمام بتقوية الذاكرة وتنشيطها.
– الاهتمام بالموسيقى.
– النوم العميق.
– ممارسة التمرينات الرياضية.
– التركيز.
– الاهتمام بتدريب العقل.
وترى أن أهم القواعد المتعلقة بالتذكر هي عبارة عن علاقة الربط بين الأشياء مثل الصور والموسيقى والأصوات وبين ما نريد أن نتذكره دومًا من دون نسيان.
حيث إنه يمكنك تذكر أي معلومة جديدة إذا قمت بربطها بأي شيء تعرفه أو تتذكره بالفعل، فمثلاً من الممكن أن تستحضر في ذهنك اسم الشارع في أحد العناوين عند ربطه بصورة معينة تكون على دراية بها.
من افضل كتب عن الرأسمالية
وستتمكن بهذا من تطوير طريقتك المعتادة في التفكير، ورفع كفاءتك الذهنية وتقوية ذاكرتك، وهذا يؤثر في التغييرات التي تحدث في أسلوب حياتك وسلوكياتك، في الحفاظ على سلامة عقلك.
كما توضح الكاتبة كيفية زيادة القدرة على التركيز وتطوير المهارات المتعلقة بحل المشكلات، وزيادة القدرة على الإبداع والابتكار باستخدام أساليب مولِّدة للأفكار، واستخدام أساليب خاصة لتذكُّر الأسماء والتواريخ والأرقام.
Discussion about this post