فى عام 1986 غنت فرقة “The Bangles” – الأساور – أغنية عن اللوحات القديمة على المقابر وذكرت فنون قدماء المصريين كنموذج، وعلى الرغم من أنه لم يكن مؤرخًا فنيًا ولا عالمًا فى المصريات إلا أن مؤلف الأغانى ليام ستيرنبرج كان يشير إلى إحدى السمات الأكثر لفتًا للانتباه للفن البصرى المصرى القديم، وهى سمة تصوير الأشخاص والحيوانات والأشياء على سطح مستو ثنائى الأبعاد، والسؤال هو: لماذا فعل المصريون القدماء هذا؟ وهل مصر القديمة هى الثقافة الوحيدة التى خلقت الفن بهذا الأسلوب؟
جون بينز الأستاذ الفخرى فى علم المصريات بجامعة أكسفورد فى المملكة المتحدة قال لموقع لايف ساينس: “هناك مبادئ معروفة على نطاق واسع تنظم كيفية إنشاء وتفسير الفن البصرى المصرى القديم، فى الأصل كانت الكتابة فى أعمدة رأسية وكانت الصور أفقية كما أن التعليقات الهيروغليفية المصاحبة للفنون المصرية القديمة المرسومة على الجدران تقدم معلومات لا يسهل وضعها في الصورة، في كثير من الأحيان لا تمثل هذه المشاهد أحداثًا حقيقية بل تمثيلًا معممًا ومثاليًا للحياة”.
ومع ذلك لم تكن كل الصور التصويرية فى مصر القديمة ثنائية الأبعاد فقط وفقًا لما قاله بينز الذى أضاف: “تم وضع معظم فن التصوير المصرى القديم فى بيئة معمارية حيث تضمنت بعض التراكيب على جدران المقابر نماذج بارزة، تُعرف أيضًا بالنحت البارز حيث يتم نحت منحوتة مسطحة في الغالب على جدار أو مثبتة على جدار”.
وفى قبر أخثوتب وهو مسئول ملكى عاش فى عهد الأسرة الخامسة نحو 2400 قبل الميلاد يمكننا أن نرى اثنين من الكتبة نحتت أجسادهما على السطح المستوي للجدار، كما أوضح بينز.
وتابع بينز: “لقد أثر الفن المصري على الفن في الشرق الأدنى القديم، حيث يمكن رؤية نفس القواعد المتبعة في العديد من تقاليد الفن القديمة الأخرى، كما يستخدم فن المايا أيضًا مشاهد تصويرية وعلى الرغم من أن الفن اليوناني والروماني الكلاسيكي استثناء إلا أن هناك أمثلة على نماذج فنية مماثلة للرسم المصرى القديم ثنائي الأبعاد بأوروبا في العصور الوسطى”.
Discussion about this post