مع تنامي مجموعات المقاومة في الضفة الغربية المحتلّة لم تعد اقتحامات المناطق والمخيمات الفلسطينية مجرد إجراء روتيني لجيش الاحتلال، بل باتت بفعل التصدي الفلسطيني غير قادرة على تحقيق أهدافها كما تُوقِع الجنود في مرمى نيران الفلسطينيين.
في هذا الإطار ينتقد وزير قضاء الاحتلال الأسبق يوسي بيلين في مقال له في صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية اقتحام الجيش لمدينتي نابلس وجنين لـ “فعل أمور غير مجدية”، وقارنها بحال الجنود خلال الحروب مع لبنان حين كانوا “مثل البط في مرمى البصر خلال الاشتباكات مع حزب الله”.
المقال المترجم:
في الليلة بين الأحد والاثنين وصل جنود الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود وعناصر الشاباك إلى نابلس إلى موقعٍ لكنهم لم يتمكنوا من أسر الشخص المطلوب.
تم تعريف العملية على أنها ناجحة، ونشر الجيش الإسرائيلي رسالة يبدو أنها مأخوذة من صحيفة من خمسينيات القرن الماضي جاء فيها “إن يد مقاتلي حرس الحدود والوحدات الخاصة في الفيلق، إلى جانب الجيش الإسرائيلي وقوات الشاباك، ستصل إلى أي مكان يختبئ فيه الإرهابيون. وستواصل النشاط المشترك في يهودا والسامرة من أجل حماية مواطني إسرائيل”.
تذكرت “الشريط الأمني” في لبنان، وقاعات الطعام العسكرية حيث علقت لافتات ضخمة تفيد بأن وجود الجنود هناك يضمن سلام مستوطنات الجليل. صدّقه معظم الجنود. وكذلك الحال بالنسبة للعديد من قادتهم. فقط على أعلى مستوى كان يمكن سماع هتافات أخرى.
لم تعرف إسرائيل كيف تنهي حرب لبنان ووقعت في قطاع الأمن، حيث كان جنودنا مثل البط في مرمى البصر خلال الاشتباكات مع حزب الله. مئات الجنود قتلوا إلى أن قررنا الانسحاب من لبنان، وتبين لمن لم يفهم أن تواجدنا إلى جانب جيش لبنان الجنوبي هو الذي أشعل تبادل إطلاق النار، الذي كان ينتهي أحيانا بقتلى إسرائيليين. إن عودتنا إلى جنين ونابلس هي قصة مشابهة.
عام 1995 وقع الاتفاق الانتقالي مع منظمة التحرير الفلسطينية، وفي أعقابه خرجت إسرائيل من المدن الفلسطينية الكبرى، وقسمنا المناطق إلى مناطق “أ”؛ حيث المسؤولية المدنية والأمنية بيد الفلسطينيين. مناطق “ب”؛ حيث المسؤولية المدنية بيد الفلسطينيين والأمنية بيد إسرائيل. و”ج”؛ التي ستنقل منها إلى الفلسطينيين مناطق أخرى. نفذت تل أبيب فقط جزءا من التزامها، وخلال الانتفاضة الثانية دخلت قواتنا إلى المناطق “أ” في خرق للاتفاق، لكن المشكلة أننا نسينا الخروج من هناك.
بالنسبة للجيش، يدور الحديث عن فوضى، في حين يرى الفلسطينيون فرصة لتحقيق ذاتهم، وخلق الوحدة في المعسكر الفلسطيني، ونحن نقتحم المدن الفلسطينية، نفعل أمورا غير مجدية على نحو ظاهر، مثل إغلاق غرف وهدم منازل أو جمع مسدسات وبنادق.
إن دخول منازل السكان المحليين، في منتصف الليل، من أجل إيقاف رماة الحجارة، أمر غير متناسب، وكل هذه الأحداث تتسبب في تنامي جيل كامل من الكراهية الحارقة تجاهنا. إنه يسخر من القيادة الفلسطينية ويحول قوات الأمن الفلسطينية إلى نوع من المتعاونين.
يمكن لرئيس الوزراء يائير لابيد ووزير الدفاع بيني غانتس تغيير هذا على الفور. بقرار بسيط لا يحتاج إلى موافقات برلمانية أو غيرها. قررا ببساطة أن الجيش الإسرائيلي لا يدخل المنطقة “أ” كما أنه لا يدخل قطاع غزة، ولا يعتقل المشتبه بهم هناك في منتصف الليل.
Discussion about this post