تظاهر الآلاف في عدة مدن برازيلية، أمس الخميس، “دفاعاً عن الديموقراطية” في مواجهة هجمات الرئيس جايير بولسونارو المتكررة على نظام التصويت، قبل أسابيع من حلول موعد الانتخابات.
وتُنظّم التظاهرات على وقع مخاوف من احتمال عدم احترام الرئيس اليميني المتشدد، الذي يحل متأخراً في استطلاعات الرأي، نتيجة انتخابات تشرين الأول/أكتوبر.
وقال عميد جامعة ساو باولو، كارلوس جلبيرتو جونيور، أمام حشد من مئات الأكاديميين ورؤساء النقابات ورجال الأعمال وأفراد المجتمع المدني: “بعد 200 عام على استقلال البرازيل، علينا التفكير في مستقبلنا… لكننا نركّز بدلاً من ذلك على منع انتكاسنا”.
ورفع الآلاف لافتات خارج حرم الجامعة نددوا فيها ببولسونارو، ودعوا إلى “احترام التصويت واحترام الشعب”.
وتنكر البعض بشكل آلات التصويت الإلكتروني التي أشار بولسونارو إلى أنّ الاعتماد عليها سيجعل الغش أمراً سهلاً.
وقالت المهندسة المعمارية سابرينا كونها (62 عاماً) لـ”فرانس برس”: “أشار رئيسنا بالفعل إلى أنه سيقوم بكل ما يمكن لمنع الانتخابات”، مضيفةً: “كنت عضواً في الحركة الطلابية خلال فترة حكم النظام الدكتاتوري العسكري (1964-1985)، وأعرف ما الذي ينتظرنا”.
وعُرض خلال التجمّع الذي أقيم في الجامعة تسجيلاً مصوّراً يظهر فنانين برازيليين لدى قراءتهم عريضة “للدفاع عن سيادة القانون الديمقراطي”.
وجمعت الوثيقة التي تمّت تلاوة مضمونها في جامعة “كينغز كوليدج لندن” أكثر من 900 ألف توقيع.
وجاء في النص: “نعيش لحظة خطرة للغاية، بالنسبة إلى الأوضاع الديمقراطية الطبيعية، تهدد المؤسسات وتنطوي على تلميحات بعدم الامتثال لنتائج الانتخابات”.
ووقع عدد من منافسي بولسونارو في الانتخابات على العريضة، بمن فيهم الرئيس اليساري السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي قال في تغريدة: “كان بلدنا يتمتع بالسيادة والاحترام. علينا استعادته”.
ونظّمت تظاهرات أيضاً في ريو دي جانيرو وبرازيليا وريسيفي.
وقالت المتظاهرة في برازيليا مايرلا سيفا (24 عاماً): “مرّت أربع سنوات تخللتها معاناة كبيرة.. جاءت اللحظة لننظم أنفسنا لمنع بولسونارو من الفوز”.
بولسونارو يتلقى انتقادات واسعة
ويدلي الناخبون البرازيليون بأصواتهم إلكترونياً في مراكز الاقتراع. لكن لطالما أصر بولسونارو على ضرورة وجود نسخة ورقية من كل صوت يتم الإدلاء به، مشيراً إلى أنّ “غياب الدليل الورقي يفسح المجال للغش”.
ولم يقدّم أدلة على إمكانية وقوع عمليات تزوير، بينما شددت حكمة الانتخابات العليا على أنّ النظام منصف وشفاف.
والشهر الماضي، كرر بولسونارو هذه الادعاءات خلال اجتماع مع سفراء أجانب، لتؤكد السفارة الأميركية، في وقت لاحق، أنّ النظام الانتخابي البرازيلي يمثّل “نموذجاً للعالم”.
وأثارت هجماته المتكررة على النظام الانتخابي مخاوف محللين من إمكانية رفضه القبول بالهزيمة على غرار نظيره الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي اقتحم أنصاره مقر الكونغرس في واشنطن بعدما خسر عام 2020 أمام منافسه جو بايدن.
ونشرت رابطات أعمال تجارية برازيلية عديدة رسائل مفتوحة للتعبير عن قلقها حيال الوضع، بما فيها “اتحاد المصارف البرازيلية” (Febraban) و”اتحاد صناعات ولاية ساو باولو” (Fiesp).
وقال وزير العدل السابق جوزيه كارلوس دياس، في تعليقه على الوضع، إنّ البرازيل تشهد “لحظة غير مسبوقة اجتمع فيها رأس المال والعمال دفاعاً عن الديمقراطية”.
وينظر إلى الانتقادات الصادرة عن دوائر المال والأعمال على أنّها تمثّل انتكاسة لبولسونارو، الذي كسب دعماً واسعاً من القطاع في انتخابات 2018.
وبناءً على آخر استطلاع للرأي نشره معهد “داتافولها”، في 28 تموز/يوليو، يتقدّم لولا على بولسونارو بفارق 18 نقطة، علماً بأنّ الأول يبدو الأوفر حظاً للفوز في الاقتراع مع بلوغ نسبة التأييد المعلن له 47%.
Discussion about this post