في ظل الصراع الحال والمتصاعد ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، يواجه الكيان المؤقت معضلةً كبيرة، قد تكون الأيام المقبلة كفيلة بتظهيرها بشكل أكبر، والتي ربما لا تقف عند حدود معينة.
فبحسب موقع والا العبري، فإن الصين قد حذرت كيان الاحتلال خلال الأسبوع الماضي، من الإضرار بالعلاقات الثنائية بسبب الضغوط الأمريكية. حيث تسلمت سفيرة “إسرائيل” في الصين “إيريت بن آبا” رسالة صينية حول العلاقات الثلاثية، وصفت بالحادة والمباشرة والأولى من هذا النوع التي تتلقاها إسرائيل، عبر “ليو جينشاو” أحد كبار الدبلوماسيين في الصين، والذي يرأس قسم العلاقات الدولية في الحزب الشيوعي (ما يعادل منصب وزير في الحكومة).
وأشار الموقع، بأن “جينشاو” قد افتتح اجتماع بالسفيرة، بالتأكيد على أهمية العلاقات بين الكيان والصين، لا سيما في مجالات الابتكار والتكنولوجيا. وهنا كشف الموقع، بأنه نشأت توترات بين “إسرائيل” والصين في العام الماضي، حول موقف بكين من القضية الفلسطينية. حيث كثف الدبلوماسيون الصينيون خطواتهم وتصريحاتهم ضد “إسرائيل” أكثر من ذي قبل، في مؤسسات الأمم المتحدة خصوصاً في مجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن الدولي.
اما سفيرة “إسرائيل” فقد حاولت الدفاع بالقول للمسؤول الصيني بأن السياسة الخارجية لكيانها مستقلة، بما في ذلك ما يتعلق بالصين. لكنها شددت على أن “نمط سلوك” الصين، وتصويتها في مجلس الأمن ومؤسسات الأمم المتحدة الأخرى، لا يساعد في تعزيز العلاقات بينهما. مضيفةً بأنه كما تتوقع الصين ألا يؤثر طرف ثالث على العلاقات بينها وبين الكيان، فإن الأخير يتوقع أيضًا ألا تؤثر أطراف ثالثة على علاقاته مع الصين، ملمّحةً السفيرة إلى وجود ضغط إيراني على الصين.
العلاقات الثنائية تتدهور
وفيما يعكس مدى تدهور العلاقات ما بين الجانبين، كشف مقال لـ “نال شنايدر” نشر منذ أيام في موقع “ذا تايمز أوف إسرائيل”، أن بعد سنوات من ازدهار التجارة ما بينهما، يرى البعض أن العلاقات الإسرائيلية الصينية بدأت في التدهور، بحيث تُظهر البيانات أن النشاط الاقتصادي الثنائي قد انخفض منذ العام 2019، عندما بدأت إسرائيل بفحص الصفقات مع بكين تحت ضغط من الإدارة الأمريكية.
وأضاف “شنايدر” بأن هذه التقديرات أطلقها الجنرال السابق أساف أوريون خلال حفل إطلاق مركز السياسة الإسرائيلية الصينية في تل أبيب التابع لمعهد دراسات الامن القومي، والذي قال فيه “لقد انتهى شهر العسل في العلاقات بين إسرائيل والصين”، و”تظهر سلسلة من المؤشرات أننا في فترة جديدة في العلاقات بين الدولتين، وأن العلاقات أصبحت الآن أكثر تعقيدًا وشحنًا من ذي قبل.”
وبحسب أوريون فإن التجارة الثنائية بلغت ذروتها في العام 2018، وفي السنوات الـ 6 الماضية، انخفض عدد الشركات الإسرائيلية المصدرة إلى الصين بنسبة 15٪ إلى 480 شركة. ويعود هذا الإنخفاض، الى الضغوط المتزايدة على الكيان، من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أولاً، ولاحقاً من إدارة الرئيس الحالي جوزيف بايدن، لمراقبة العلاقة التجارية عن كثب، لا سيما بما يتعلق بالصفقات الكبيرة التي يحتمل أن تكون حساسة.
Discussion about this post