في مارس العام الماضي تم إختيار عبد الحميد الدبيبة رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة خلال ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف، بهدف توحيد مؤسسات الدولة وإجراء إنتخابات رئاسية في 24 ديسمبر من العام نفسه. لكن ومع الأسف تم تأجيل الإنتخابات لأسباب عديدة وبحسب المحللين والخبراء السياسيين فإن أحد اهم الأسباب هو إنحياد رئيس الحكومة عن مهامه وترشحه لمنصب رئيس الدولة.
وبعد مرور اكثر من شهرين على فشل الإنتخابات، أعلن مجلس النواب الليبي برئاسة المستشار عقيلة صالح عن سحب الثقة من حكومة الوحدة ورئيسها، وتكليف حكومة جديدة برئاسة وزير الداخلية السباق بحكومة الوفاق، فتحي باشاغا، خلفاً لعبد الحميد الدبيبة. في المقابل رفض الدبيبة قرارات مجلس النواب وأعرب عن تمسكه وعدم تسليمه منصبه إلا لحكومة منتخبة من قبل مجلس نواب جديد.
ولتحقيق ذلك أكد الدبيبة سعيه نحو إجراء إنتخابات برلمانية ومن ثم المضي نحو الإنتخابات الرئسية، في هذه الأثناء لا يزال الإنقسام المؤسساتي يزداد سوءً في ظل وجود حكومتين إحداها في طرابلس مُعترف بها دولياً والثانية في سرت مُعترف بها من قبل مجلس النواب الليبي فقط.
هذا الإصرار دفع الدبيبة لإقحام القضاء الليبي في الصراع السياسي القائم في البلاد، حيث أنه وبحسب مصادر مقربة من رئيس حكومة الوحدة، تمكن الأخير من إقناع المحكمة العليا لإعادة تفعيل الدائرة الدستورية، التي وبموجبها يحق للدبيبة تقديم طعون ضد قرارات مجلس النواب الليبي والتي جاء من ضمنها إجراء عدد من التعديلات الدستورية وسحب الثقة من حكومته وتعيين حكومة جديدة.
وبحسب الخبراء والمختصين في القانون الليبي، فإنه وبتفعيل الدائرة الدستورية وتقديم الطعون ضد مجلس النواب الليبي، سينجح عبد الحميد الدبيبة من تنفيذ وعوده وإقصاء رئيس مجلس النواب من المشهد السياسي والإنفراد برئاسة الحكومة الليبية المؤقتة إلى أجلٍ غير مسمى.
هذا وقد جاء على لسان وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، خلال ترأسها للدورة الـ158 من إجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، أن عبد الحميد الدبيبة مُتمسك بموقفه ويرفض تسليم مهامه إلى حين إجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة كما يتطلع لها الشعب الليبي.
الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي محمد الفيتوري، قال أنه في حال نجح عبد الحميد الدبيبة في إفشال محاولات مجلس النواب الليبي التي ترمي إلى إختيار رئيس جديد للمحكمة العليا بدلاً عن الرئيس الحالي للمحكمة العليا محمد الحافي، فمن المتوقع أن ينجح في العبور بالبلاد نحو إنتخابات برلمانية كما صرح مؤخراً.
الفيتوري طرح سؤالاً مهماً جداً وهو في حال تم إجراء إنتخابات برلمانية وتم إختيار رئيس جديد للبرلمان، هل سيعمل الدبيبة بالفعل من أجل إنجاح الإنتخابات الرئاسية، أم سيكون البرلمان الجديد خاضع له ويُنصبه رئيساً للبلاد رغماً عن مطالب الشعب الليبي؟
Discussion about this post