قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، إنّ موسكو وبكين ستواصلان تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، معتبراً أنّ “محاولات بناء عالم أحادي القطب اكتسبت شكلاً قبيحاً في الآونة الأخيرة”.
وأضاف بوتين، خلال لقائه نظيره الصيني شي جين بينغ في قمة “شنغهاي” المنعقدة في أوزبكستان، أنّ “روسيا والصين تؤيدان تشكيل نظام عالمي قائم على القانون الدولي وليس على بعض القواعد المختلقة”، مؤكداً أنّ “السياسة الخارجية للبلدين تلعب دوراً رئيسياً في ضمان الاستقرار العالمي والإقليمي”.
وبشأن الحرب في أوكرانيا،بيّن بوتين أنّ روسيا تثمن عالياً موقف الصين المتوازن من الأزمة الأوكرانية، وتفهمها للمخاوف في هذا الصدد، قائلاً: “نتفهم تساؤلاتكم ومخاوفكم، وخلال لقاء اليوم سنشرح بالتفصيل موقفنا المتعلق بهذه لمسألة”.
أما فيما يتعلّق بتدخلات واشنطن في تايوان، شدد الرئيس الروسي على “التمسك بحزم” بمبدأ الصين الواحدة، مديناً استفزازات الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية في تايوان.
حجم التجارة بين روسيا والصين سيصعد إلى مستويات تاريخية
وعن العلاقات بين البلدين، رجّح الرئيس الروسي أنّ يصل حجم التبادل التجاري بين بلاده و وبكين في نهاية العام 2022 إلى مستوى قياسي جديد، متجاوزاً في المستقبل القريب 200 مليار دولار.
وأفاد بوتين بأنّ “العلاقات متعدّدة الأوجه بين البلدين تتطور بنشاط، في العام الماضي زادت التجارة بنسبة 35% وتجاوزت 140 مليار دولار”، مردفاً أنّه “خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام زاد حجم التبادل التجاري بنسبة 25%”
وتشهد التجارة بين روسيا والصين في 2022 زخماً كبيراً مع توجه موسكو شرقاً في سياسة العقوبات الغربية ضدها.
تطوير التسويات بالعملة الوطنية
وبيّن الرئيس الروسي، أنّ شركة “غازبروم” الروسية تضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل مشروع بناء خط أنابيب غاز إلى الصين عبر منغوليا.
وأوضح خلال القمة الثلاثية مع نظيره الصيني، والمنغولي أوخناغين خورلسوخ، أنّ بلاده مهتمة بالتعزيز الشامل للعلاقات مع كل من الدولتين، مشيراً إلى أنّ “هذه العلاقات تتطور بشكل ديناميكي ومثمر وعلى أساس المنفعة المتبادلة”.
ولفت إلى أنّ “هذه الصيغة (الروسي – الصيني – المنغولي) لها أهمية خاصة، ويكملها بشكل فعال التعاون الثنائي ويوفر قيمة مضافة عالية لجميع الدول الثلاث”، مستطرداً أنّ “الشراكة الثلاثية الوثيقة أمر طبيعي، نظراً لكل من القرب الجغرافي وتقاليد الصداقة الراسخة والدعم المتبادل والاحترام والتعاطف بين شعوبنا”.
كذلك، دعا الرئيس الروسي، كلاّ من الصين ومنغوليا إلى التحول إلى نظام تسوية المدفوعات بالعملة الوطنية، وتشجيع التعاون بين دوائر الأعمال في البلدان الثلاثة،مبيناً أنّ “حصة التسويات بالعملات الوطنية في التجارة بين روسيا والصين ارتفعت في الربع الأول من هذا العام إلى 27.5%”.
وأضاف: “سيكون من المهم التحول إلى منصات الدفع الوطنية مثل نظام المراسلة الخاص بالبنك المركزي الروسي، ونظام الدفع الصيني… كما ينبغي تشجيع المزيد من تطوير التعاون متعدد الأوجه بين دوائر الأعمال في روسيا والصين ومنغوليا بكلّ طريقة ممكنة”.
الرئيس الصيني: مستعدون للتعاون العملي مع موسكو
من جانبه، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أنّ “بكين ترغب بالعمل مع موسكو على اعتبار أنّ البلدين هما من القوى العظمى”، مضيفاً: “نرغب ببذل جهود مع روسيا للعب دور توجيهي لبث الاستقرار والطاقة الإيجابية في عالم تهزّه اضطرابات اجتماعية”.
وشدد على أنّ بلاده مستعدة لدعم موسكو في القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، مشيراً إلى أنّ “الصين مستعدة للعمل مع روسيا لتوفير دعم قوي للمسائل المرتبطة بمصالحنا الرئيسية المتبادلة، وتعميق التعاون العملي على صعيد التجارة والزراعة ومجالات أخرى”.
كذلك، رأى الرئيس الصيني أنه يجب على البلدين تعزيز تعاونهما في منظمتي “شنغهاي” و”بريكس” والمنظمات الدولية الأخرى”. وختم تصريحه بالقول إنّ “على روسيا والصين حماية المصالح المتعلقة بالأمن الإقليمي، وكذلك مصالح الدول النامية”.
Discussion about this post