دعا الصحفي اليهودي جدعون ليفي الاتحاد الأوروبي الى مقاطعة “إسرائيل”، ووقف تمويل الدول الأوروبية للمراكز الثقافية والفنية الاحتلال لغاية امتثالها أمام القانون الدولي. كما دعا تلك الدول الى التوقف أيضاً عن النفاق بالقول إن الدعم مشروط بأن تكون المراكز في الدّاخل الفلسطيني المحتل (ضمن ما يسمى الخط الأخضر) ولا يكون للمراكز خارجه (في القدس والضفة)، معتبراً أنه لم يعد هناك فرق بين الداخل والخارج “جميعنا مستوطنون، جميعنا شركاء في المشروع الأساسي للصهيونية، وهو مشروع الاستيطان”.
المقال المترجم:
الجميع يكذب على الجميع ويكذبون على أنفسهم، الأوروبيون يكذبون على أنفسهم وعلى غيرهم، الفنانون والمثقفون في إسرائيل يلعبون لعبة “كم نحن جميلون”.
قرر الاتحاد الأوروبي، القيام بمشروع ثقافي وضخ مئات ملايين اليورو لمؤسسات الثقافة في إسرائيل، ومن غير المناسب أن يتم ضخ أموال هائلة كهذه لدولة الفصل العنصري. ومع ذلك فإن الاحتلال يصرخ من تحت كل حجر.
هكذا وجدت أوروبا حلا إبداعيا كاسم المشروع الأساسي لها؛ “أوروبا المبدعة”، سنفرق بين “إسرائيل الجميلة”، وبين ساحتها الخلفية، القبيحة والمتوحشة والمظلمة، والجميع سيكسبون.
كما هو الحال في المشروع العلمي Horizon Europe Creative قرر الاتحاد الأوروبي ألا تشمل المنح المؤسسات الثقافية في المستوطنات. فهناك خط أخضر ويفصل الاتحاد بين مسرح تل أبيب وبين المراكز الثقافية في غوش عتصيون (المستوطنات جنوب الضفة الغربية المحتلّة).
لتعلم أوروبا؛ فحسب وثيقة عرضتها وزارة الثقافة الإسرائيلية على المحكمة العليا قبل بضع سنوات، 16 مسرحا من الـ 24 مسرحا المدعومة في إسرائيل، 5 فرق موسيقية و5 فرق رقص، حصلت في 2017 على زيادة من الحكومة بسبب عروضها في المستوطنات.
بمعنى آخر، معظم المسارح وبعض المؤسسات الثقافية الأخرى تدعم المستوطنات، أو على الأقل لا تمتنع عن الظهور فيها. هم على حق. لم يعد هناك فرق كبير بين مشاهدي المسرح في بيت ليسين (مستوطنة في الداخل المحتل) أو بيت إيل (مستوطنة في الضفة): كلاهما يدعم المستوطنات بشكل مباشر أو غير مباشر.
الخط الأخضر مات منذ زمن؛ فلم يعد هناك أي طريقة للفصل بين إسرائيل السيادية (الداخل المحتل) وإسرائيل المحتلة (أراضي الـ 67 المحتلّة). ولم يعد هناك أي طريقة أخلاقية للتمييز بين الإسرائيليين في تل أبيب وبين المستوطنين الأشرار في “يتسهار. جميعنا مستوطنون، جميعنا شركاء في المشروع الأساسي للصهيونية، وهو مشروع الاستيطان، حتى لو كان بعضنا ينتقده، ينتقد ولا يفعل تقريبا أي شيء.
حكومتنا تمول وجيشها يحمي والفنانون عندنا يعرضون، ومن غير المريح الاعتراف بهذا، لذلك، يستمر حفل الأقنعة هذا، الذي يذهبون إليه وهم يرتدون قناع الاحتلال ويحاولون الشعور وكأنهم بدونه، والجميع يخرجون رابحين من خداع النفس هذا؛ الأوروبيون يشعرون بالراحة، هم يتمسكون بمبادئهم ولا يساعدون الأبارتهايد، في حين يعرف كل أوروبي مثقف عن وجوده (في إسرائيل)
نفتالي بينيت حاول كشف الكذب، وفعل ذلك لثأر سياسي، وقال للأوروبيين ما كان يجب أن يكون واضحا لهم منذ فترة طويلة؛ إما أن تقاطعوا كل إسرائيل بسبب الأبارتهايد وإما أن تواصلوا التدليل عن طريق المنح الثقافية والعلمية وكأنه لا يوجد أبارتهايد (قانون طوارئ إسرائيلي).
في حال أرادت أوروبا أن تكون صادقة فعليها مقاطعة كل إسرائيل، إلى حين امتثالها للقانون الدولي، كما فعلت مع جنوب أفريقيا. فهناك نجح الأمر، وهو سينجح هنا. إذا كنتم لا تعتقدون بأن الأمر يتعلق بالأبارتهايد، بل بدولة ديمقراطية، عندها أعطوها كل الدعم، ولكن فقط هناك أمر واحد لم يخطر بالبال، هو النفاق.
Discussion about this post