يستمرّ التخبّط في كيان العدو بين مختلف الأجهزة والشخصيات حيال مفاوضات ترسيم الحدود مع لبنان مع الحديث عن اقتراب توقيع الاتفاق. جهات مقربة من رئيس حكومة الاحتلال يائير لابيد دافعت عن اتفاق كاريش، وقالت لصحيفة “إسرائيل هيوم”: “هل هذا الاتفاق تسوية؟ الإجابة هو نعم.. 10 سنوات لم يصلوا الى اتفاق لأنهم لم ينجحوا في الوصول الى تسوية والآن نجحوا.. هناك نافذة فرص حتى 31 تشرين الأول/ أكتوبر، وحينها ينهي الرئيس اللبناني فترة ولايته وتُغلق نافذة الفرص”.
وأشارت الجهات المقرّبة من لابيد الى أن “من يدفع ويريد هذا الاتفاق هي المؤسسة الأمنية والعسكرية التي ترى فيه مصدر استقرار في المنطقة”، مضيفة أنه “في النهاية هناك تهديد أمني حقيقي.. تنازلنا عن عدة أمتار لكن سيكون هناك اتفاق”.
وعن ادعاءات السفير الأمريكي السابق في الأراضي المحتلة ديفيد فريدمان، علّقت مصادر لابيد: “فريدمان يثرثر، هو يقوم بحملة دعائية ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن.. هذا الاتفاق مهمّ لبايدن ولـ”إسرائيل”.. لـ”إسرائيل” مُهمّ بسبب الأمن، الاستقرار الإقليمي مقابل لبنان والرغبة في إضعاف حزب الله. لا يتعلق الأمر باستسلام، أي المفاوضات هي تنازل”.
وبخصوص السجال حول الجهة التي ستصادق على الاتفاق وما اذا كان سيُعرض على الكنيست، بيّنت المصادر نفسها أن “الاتفاق سيوضع أمام الكنيست، لكن يجب التذكير أن الاتفاقيات “الابراهيمية” أيضا وصلت الى الكنيست بعد ان تم التوقيع عليها ونحن صوّتنا لصالحها وأضفنا أن الأمر يتعلق بإنجاز تاريخي. سيكون الكابينت من سيناقش ذلك، والحكومة، الى جانب المستشار القانوني والضمانات الأميركية”، وأردفت “بكل الأحوال التنازلات ليست بعيدة المدى.. لا أهمية لعدد المقاعد (في الكنيست) بالنسبة للاتفاق، كما في الاتفاقيات “الابراهيمية”.. الادعاءات السياسية هي سياسية حزبية بحدّ ذاتها”.
نتنياهو: لابيد استسلم لنصر الله
من جهته، قال رئيس المعارضة في الكنيست بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي “نحن اليوم في فترة خطيرة”، وأضاف “بسبب حكومة لابيد وبني غانتس وعباس – “إسرائيل” ضعيفة جدًا ومعرّضة لخطر كبير.. حان الوقع لنقول “خلص” (بالعربي). لابيد استسلم لتهديدات حزب الله، هذا الاتفاق هو غير قانوني ولن نكون ملزمين به”.
وتابع نتنياهو: “خلال ثلاثة أشهر فقط، بعد تهديد واحد من قبل (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله، لابيد استسلم بشكل مخزٍ. قاتلنا لابيد من أجل استخراج الغاز من المياه لصالح الاسرائيليين.. هو أخذ غاز مواطني “إسرائيل” وأعطاه لـ(السيد) نصر الله وحزب الله. السفير فريدمان قال إن “تل أبيب” حصلت على صفر ولبنان حصل على 100%. لابيد وزّع الكعكة وبالكاد أبقى لنا بعض الفُتات. ماذا سيفعل (السيد) نصر الله بهذه المليارات؟ هو سيستخدم هذا المال للصواريخ التي سيوجهها نحو “إسرائيل”. اذا كان لابيد يتصرف هكذا مقابل حزب الله، فالمُخيف كيف يتصرف مقابل ايران! هذا الاتفاق غير قانوني لأن تسليم “أراضٍ سيادية لـ”إسرائيل”” يتطلّب إمّا أغلبية 80 عضو كنيست أو استفتاءً عامًا.. لا يوجد هذا ولا ذاك “.
لبنان موحّد و”اسرائيل” منقسمة
أمّا المعلقة السياسية في قناة “كان” غيلي كوهين فقالت “إن دولة كلبنان وهي في صراع ومنقسمة سياسيًا، تظهر موحّدة أكثر بكثير ممّا في “إسرائيل” بكل ما يتعلق بموضوع النزاع على الحدود البحرية”، وتابعت “هناك توافق أساسي على هذا الاتفاق، وهو مقبول على الجانب اللبناني. لماذا هذا مهمّ؟ لأن “إسرائيل” تبدو بشكل مختلف..”، وأردفت “صحيح أنه بالأمس قال مصدر اسرائيلي سياسي كبير إن رئيس الحكومة ووزير الأمن (الحرب) بني غانتس وافقا على اقتراح هوكشتاين، لكن هناك العديد من علامات الاستفهام ليس حول الاتفاق المتبلور وكيف ستتم المصادقة عليه، بل أيضا داخل الحكومة وأيضا داخل الكابينيت”.
Discussion about this post