إدارة بايدن تكتفي بإصدار نسخة سرية من استراتيجية الدفاع الوطني، الأمر الذي يثير الجدل في واشنطن.
جرت العادة في البيت الأبيض أن تصدر استراتيجية الدفاع الوطني، واستراتيجية الأمن القومي، قبل أن يطلب الرئيس ميزانية العام التالي.
بالنسبة إلى إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، فقد كان مرتقباً أن تصدر الاستراتيجيتان مطلع العام الجاري، كي يتسنى لأعضاء الكونغرس دراستهما قبل التصويت على طلب ميزانية العام 2023.
ولكن، حتى الساعة، اكتفت إدارة بايدن بإصدار نسخة سرية من استراتيجية الدفاع الوطني فقط، وقامت وزارة الدفاع بتسليم الاستراتيجية إلى الكابيتول، بالتزامن مع طلب الميزانية في شهر آذار/ مارس الفائت، في محاولة لإثبات أن الميزانية تستند إلى استراتيجية مدروسة.
إلا أن عدم إتاحة استراتيجية الدفاع الوطني حتى الآن يثير الجدل في واشنطن. وفي هذا السياق، رأى السيناتور، ديب فيشر، من الحزب الجمهوري، أن “عقد الجلسة (الخاصة بمناقشة الميزانية) من دون أي معلومات مفصلة بشأن الميزانية، وعندما نكون غير قادرين على مناقشة أي من وثائق استراتيجية الإدارة علناً، يقوّض بشكل مباشر قدرة اللجنة على إجراء عملها الرقابي”، مضيفاً أنه “من المخالف لروح الحكومة الشفافة أن تهدف جلسات الاستماع العلنية هذه إلى دعمها”.
وتتخذ الاستراتيجية أهمية استثنائية مع تواصل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وتدهور العلاقات الأميركية – الصينية.
هذا الأسبوع، أعلنت منسّقة السياسة الدفاعية والحد من التسلح، كارا أبركرومبي، أن استراتيجية الأمن القومي ستصدر “قريباً” من دون تحديد موعد لهذه الخطوة، كما هي الحال أيضاً بالنسبة إلى النسخة الكاملة “غير السرية” من استراتيجية الدفاع الوطنية.
وكشفت المسؤولة الأميركية أن “الموضوعات لن تشهد تغييراً كبيراً” بالمقارنة مع استراتيجية الأمن القومي التي صدرت في شهر آذار/ مارس عام 2021، ولكنها توقعت أن تكون لغة التقرير أكثر حدة في التعبير عن مصالح الولايات المتحدة وهواجسها.
وعلى خط مواز، أعلن العميد الألماني فريتز أورباخ، الملحق الدفاعي للاتحاد الأوروبي في واشنطن، أن الوثيقة قد تصدر في “غضون أسابيع”.
وفي حين ذكرت النسخ السابقة من الاستراتيجيتين الصين وروسيا كأكبر تهديدٍ للولايات المتحدة، حرصت أبركرومبي على التقليل من أهمية النسخ المرتقبة، مستبعدة إجراء تعديلات كبيرة على الرؤية الأميركية السابقة.
ولكن دورية “ديفنس نيوز” العسكرية كشفت في شهر آب/ أغسطس الماضي أن إدارة بايدن “أعادت كتابة الاستراتيجية الدفاعية للتركيز بشكل أكبر على روسيا”؛ بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا، مشيرة إلى أنه “في ذلك الوقت، كان البيت الأبيض يفكر في إصدار الوثيقة في أيلول/ سبتمبر”، ولكن ضيق الوقت، وتطور ظروف الحرب في أوكرانيا، وتسارع الأحداث، أخرت إصدار الوثيقة.
Discussion about this post