ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن هناك خلافٌ على مستوىً عالٍ في الحكومة الأميركية حول ما إذا كان يجب الضغط على أوكرانيا للسعي إلى إنهاء دبلوماسي لحربها مع روسيا.
وأوردت الصحيفة إنّ جنرالاً أميركياً كبيراً دعا إلى إجراء مفاوضات، في حين جادل مستشارون آخرون للرئيس الأميركي جو بايدن بأنّ “الوقت مبكر جداً”.
كما أضافت أنّ رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، مارك ميلي، “أوضح في الاجتماعات الداخلية أنّ الأوكرانيين حققوا قدر ما يمكن أن يتوقعوه بشكل معقول في ساحة المعركة قبل حلول فصل الشتاء، ولذا ينبغي عليهم محاولة تعزيز مكاسبهم على طاولة المفاوضات، بحسب مسؤولين مطلعين على المناقشات”.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ كبار المسؤولين الآخرين عارضوا الفكرة، مؤكدين أنّ أيّاً من الجانبين غير مستعد للتفاوض، وأنّ أي توقف في القتال سيعطي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقط، فرصةً لإعادة تنظيم صفوفه.
وأشار التقرير إلى أنّه “في الوقت الذي يعتقد مستشارو بايدن أنه من المرجح أن يتم تسوية الحرب من خلال المفاوضات في نهاية المطاف، فإن المسؤولين خلصوا إلى أنّ اللحظة غير مناسبة وأنه لا ينبغي النظر إلى الولايات المتحدة على أنها تضغط على الأوكرانيين للتراجع بينما لديهم زخم كبير داخل المعارك”.
وتابع التقرير أنّ هذا النقاش انتشر إلى العلن في الأيام الأخيرة، حيث أدلى ميلي بتعليقات عامة تلمح إلى نصيحته الخاصة، وقال في خطاب ألقاه في نيويورك يوم الأربعاء: “اغتنموا اللحظة”.
كذلك، قال الجنرال الأميركي في مقابلة على قناة “سي إن بي سي” يوم الخميس: “لقد رأينا الجيش الأوكراني يقاتل الجيش الروسي إلى طريق مسدود. وما يخبئه المستقبل غير معروف، لكننا نعتقد أن هناك بعض الاحتمالات لبعض الحلول الدبلوماسية”.
وأكدت الصحيفة أنه “على الرغم من هذا النقاش، فقد حرص البيت الأبيض على إبعاد نفسه عن أي تصور بأنه يدفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتنازل عن الأراضي للقوات الروسية حتى في الوقت الذي تسحب فيه موسكو قواتها من مدينة خيرسون الاستراتيجية”.
ومنذ أيام، أفادت صحيفة “واشنطن بوست”، في تقرير، بأنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن طلبت عبر قنوات خاصة من سلطات كييف إبداء انفتاح في موضوع الحوار مع روسيا.
وكان منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي، أكّد أنّ “الولايات المتحدة لا تبحث عن صراع مع روسيا وتريد “حقاً حلّاً تفاوضياً للأزمة في أوكرانيا”.
وفي 24 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، دعا عددٌ من أعضاء مجلس النواب الأميركي، بايدن، إلى بذل جهود دبلوماسية مباشرة للتوصل إلى تسوية تفاوضية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والانخراط في حوار مباشر مع روسيا.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد قال في وقتٍ سابق، إنّ القيادة الروسية وعلى رأسها الرئيس فلاديمير بوتين، لا تزال كالسابق، “مستعدة لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا”.
ويذكر، في السياق، أنّ مستشار رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولاك، قال في 13 آب/أغسطس، إنّ “كييف ليس لديها دافع لاستئناف المفاوضات مع موسكو” معتبراً أنّ ذلك “سيعني انتصاراً لروسيا”.
Discussion about this post