أعربت تركيا عن رفضها بياناً للاتحاد الأوروبي أعلن فيه معارضته انضمام “جمهورية شمال قبرص التركية”، غير المعترف بها دولياً سوى من جانب تركيا، إلى منظمة الدول التركية كعضو مراقبة.
وقالت دائرة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي، في بيانٍ اليوم السبت، إن “الاتحاد الأوروبي يرفض تصريحات تركيا بشأن قبول الكيان القبرصي التركي الانفصالي المسمى (جمهورية شمال قبرص التركية) غير المعترف به دولياً، في منظمة الدول التركية بصفة مراقب”.
ورفضت أنقرة بيان الاتحاد الأوروبي، وقالت وزارة الخارجية التركية في بيانٍ، اليوم السبت، إنّ “محاولة الاتحاد الأوروبي منع قبرص الشمالية من أن تكون عضواً في المجتمع الدولي لا ينسجم مع النوايا الحسنة، وتكشف نفاق الاتحاد الأوروبي الذي أصبح أسير سياسات اليونان وقبرص الجنوبية”.
وأضافت الخارجية التركية “نرفض البيان الصادر عن دائرة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي حول انضمام قبرص الشمالية بصفة عضو مراقب إلى منظمة الدول التركية”.
وأكّدت الخارجية التركية أن “القبارصة الأتراك هم جزء لا يتجزأ من العالم التركي، ومن حقهم الطبيعي إقامة العلاقات مع الدول التركية… وعلى المجتمع الدولي الاعتراف بقبرص الشمالية والكف عن اعتبار قبرص الجنوبية المالك الوحيد للجزيرة”.
ومنظمة الدول التركية تأسّست عام 2009، وكان اسمها “المجلس التركي” قبل أن يعاد تسميتها في 2021 إلى “منظمة الدول التركية”.
وتضم المنظّمة 4 جمهوريات سوفياتية سابقة موزعة بين القوقاز (أذربيجان) وآسيا الوسطى (كازاخستان وقرغيزستان أوزبكستان)، وكذلك دولتين مراقبتين هما تركمانستان-وهي جمهورية سوفياتية سابقة في آسيا الوسطى-والمجر.
الجدير بالذكر، أنّ جزيرة قبرص قسّمت بعد تدخل عسكري تركي عام 1974، جاء عقب انقلاب في الجزيرة ومحاولة ضمها إلى اليونان، وفرضت تركيا سيطرتها على 37% من مساحة قبرص.
وتتمركز في الشطر الجنوبي اليوناني هو الدولة المعترف بها عالمياً وهي ضمن الاتحاد الأوروبي، في حين أنّ شطرها الشمالي الذي لا تعترف به إلا تركيا، تتمركز قوات تركية، بعدما أُعلن في عام 1983 عن قيام جمهورية شمال قبرص التركية.
وتجرى المفاوضات حول إعادة توحيد قبرص منذ لحظة تقسيمها تقريباً، وتوقفت مراراً، واستؤنفت في شباط/فبراير 2014 بعد انقطاع دام عامين بمبادرة من الرئيس القبرصي الحالي، نيكوس أناستاسيادس.
وتجري المحادثات بين المكونين التركي واليوناني، حول إعادة توحيد قبرص بوساطة من الأمم المتحدة، لكن من غير المعروف متى ستستأنف، وذلك بعد فشل الجولة الأخيرة، التي جرت في بلدة كرانس مونتانا السويسرية، عام 2017.
وسبق أن أكّد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الاستعداد لتسخير كل إمكانيات بلاده للدفاع عن حقوق تركيا ومصالحها ضد اليونان. فيما أكّد وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو أنّ أنقرة “سترسل مزيداً من القوات إلى جمهورية قبرص التركية (الشمالية) لحماية الأتراك فيها، وستوفّر كلّ ما يحتاجونه من أسلحة”.
وتشهد العلاقات بين تركيا واليونان العضوين في حلف شمال الأطلسي، خلافات منذ سنوات طويلة في عدة جوانب أهمها الحدود البحرية والجوية ومسألة قبرص والتنقيب عن الغاز، وهو الأمر الذي دفع القوات التركية إلى تسيير دوريات جوية شبه يومية حول الجزر اليونانية القريبة من السواحل التركية.
وتصاعدت حدة التوتر بين اليونان وتركيا بشكلٍ كبير، عندما بدأت تركيا التنقيب عن الغاز الطبيعي في مياه، تقول اليونان إنها تابعة لها؛ في وقت أعلن الجانبان، تداخل المناطق الاقتصادية الخالصة لكليهما.
Discussion about this post