بعد أسبوعين على الأزمة الفرنسيّة الإيطاليّة في شأن السفينة الإنسانيّة “أوشن فايكنغ”، وافق وزراء الداخليّة الأوروبّيون في اجتماعهم في بروكسل، أمس الجمعة، على خطّة عمل سعياً منهم لـ”عدم تكرار هذا الوضع”.
وفي 12 تشرين الثاني/نوفمبر حذرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا من أنّ “روما قد تواجه عواقب في حال عدم تغيير موقفها”، وذلك بعد رفض إيطاليا قبول دخول سفينة المهاجرين “أوشن فايكنغ”.
ويأتي الاجتماع الذي عُقد في بروكسل بطلب من باريس، في أعقاب الأزمة الأخيرة مع روما حول “أوشن فايكينغ” و234 مهاجراً كانوا على متنها.
وقد رست السفينة في نهاية المطاف في فرنسا، في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، على نحو استثنائي بعدما رفضت الحكومة الإيطاليّة اليمينيّة المتطرّفة بقيادة جورجيا ميلوني استقبالها.
ولدى وصوله إلى الاجتماع، كرّر الوزير الفرنسي جيرالد دارمانين أنّ فرنسا لن تستقبل طالبي اللجوء الذين يصلون إلى إيطاليا ما دامت روما لا تحترم “قانون البحار”.
وتقترح خطّة العمل الطارئة التي عرضتها المفوّضية الأوروبّية، يوم الاثنين وأيّدها الوزراء، 20 إجراءً، الهدف منها تعزيز التعاون مع دول مثل تونس أو ليبيا أو مصر من أجل منع عمليّات المغادرة من أراضيها، فضلاً عن تكثيف عمليّات ترحيل المهاجرين غير الشرعيّين.
وتنصّ خطّة العمل على تحسين التنسيق وتبادل المعلومات بين الدول والمنظّمات غير الحكوميّة المعنيّة بإنقاذ المهاجرين في البحار. وتعتزم الخطّة “تعزيز المناقشات داخل المنظّمة البحريّة الدوليّة بشأن مبادئ توجيهيّة للسفن التي تُنفّذ عمليّات إنقاذ في البحر”.
وقال دارمانين إنّ على دول شمالي البحر الأبيض المتوسّط أن “تفتح موانئها لسفن إنقاذ المهاجرين” التي تُبحر في مياهها الإقليميّة.
من جهته، قال نائب رئيس المفوّضية الأوروبّية مارغريتيس شيناس إنّ “طريقة التعامل مع أزمة سفينة أوشن فايكنغ كانت نوعاً من الارتجال”.
ووصف الاجتماع بـ”الإيجابي”، مضيفاً: “لدينا 20 إجراءً محدّداً، واتّفاق سياسي مهم. الجميع ملتزم العمل على عدم إعادة تكرار هذا النوع من المواقف”.
لكنّه أقرّ بأنّ “هذا ليس الحلّ النهائي”، داعياً الدول الأعضاء إلى الدفع قُدماً بالمفاوضات المتعلّقة بالإصلاحات في ملفّ الهجرة واللجوء في الاتّحاد الأوروبّي والمتعثّرة منذ ما يزيد على عامين.
Discussion about this post