الصين تُقلق واشنطن وطهران من قلب الرياض ؟
١-وصل الرئيس الصيني الى السعودية قبل ايام قليلة وترأس قمتين فيها.الاولى القمة الصينية الخليجية ، والثانية القمة الصينية العربية والتي حضرها رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني. والتي وقع خلالها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الصيني شي جين بينغ، اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين المملكة والصين. وأكدا على أهمية تعميق التعاون المشترك في مبادرات “الحزام والطريق”، والترحيب بانضمام المؤسسات السعودية المعنية إلى شراكة الطاقة والاستثمارات المختلفة في إطار “الحزام والطريق”.
٢- كما وقعت الصين مع السعودية على اتفاقيات بقيمة 30 مليار دولار فضلا عن الاتفاقيات مع الدول العربية الاخرى. مما خلقت توجساً لدى الجانب الاميركي.فقال البيت الأبيض معلقاً( إن زيارة الرئيس الصيني شي للسعودية “مثال على محاولات الصين بسط نفوذها في أنحاء العالم”، مشددا على أنها لن تغير سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط).
لهذا تعمّد الرئيس الصيني إرسال عدة رسائل مهمة .. واهمها :
١-أعلن الرئيس الصيني في القمتين ان الصين عكس الولايات المتحدة. فهي لن تتدخل بعادات وتقاليد وطقوس الدول العربية والاسلامية. وهو نقد مبطن للسياسات الاميركية .وتزامن مع الضغط الاميركي لتمرير قوانين حماية الشذوذ الجنسي ” المثلية ” في الدول العربية والاسلامية !
٢- وأكد الرئيس الصيني أن بلاده تدعم قيام “دولة فلسطينية” عاصمتها القدس على حدود عام 1967، قائلا إن القضية الفلسطينية تهم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتضع الضمير الأخلاقي للبشرية على المحك!
٣-عدم اعتراض الصين على فقرة ” الجزر الاماراتية المحتلة” والتي وردت في البيان الختامي للقمة الصينية العربية والخليجية . وذكر البيان أن النزاع المتعلق بجزر “طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى” يجب حله من خلال المفاوضات بين إيران والإمارات بموجب قواعد القانون الدولي. ومن جانبه، عبر الجانب الصيني عن دعمه للمملكة في الحفاظ على أمنها واستقرارها، وأكد معارضته بحزم أي تصرفات من شأنها التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية، ورفض أي هجمات تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية والأراضي والمصالح السعودي. وهنا توجست ايران ان هذا الكلام يعنيها هي.مما سبب استياء لطهران وعلى اثره قامت وزارة الخارجية الايرانية باستدعاء السفير الصيني في طهران وابلغته ان الجزر الثلاث “جزء لا يتجزأ” من أراضي البلاد، و”لم ولن تخضع أبدا للمفاوضات مع أي دولة”.
ايران غاضبة ومتوجسة !
١-إيران التي تتعرض الى إحتجاجات واسعة جغرافيا وديموغرافيا وفي مدن ايرانية مختلفة ، اضافة للتدهور الأقتصادي ،وتشديد الحصار الاميركي المركب والعزلة الدولية،والخوف المتصاعد لدى النظام الايراني من تمرد القوميات الكبرى ضد النظام الحاكم . فأخذت ايران تتوجس من الحليف الصيني الذي ذهب نحو الخصم الايراني في المنطقة وهو السعودية .والتي وقع معها على اتفاقيات استراتيجية واقتصادية وبنية تحتية ومجالات اخرى فاق ماوقعته الصين مع ايران من اتفاقيات استراتيجية.
٢-ويبدو ان الصين غير متهافته على إيران بموضوع ” الحزام والطريق “وهذا بحد ذاته خلق توجساً عاليا لدى الايرانيين .لأن في السعودية توفر النفط الذي تحتاجه الصين .والموقع الاستراتيجي الأقرب الى خط الحرير الجديد النازل من باكستان وميناء جوادر الباكستاني باموال صينية ، والأرض السعودية المنبسطة ،والتلاصق الجغرافي والاخوي مع العراق ومع الدول العربية وصولا للبحر المتوسط واوربا. أضافة أن تواجد الصين في السعودية يقوض نفوذ الولايات المتحدة، وكلها مغريات دسمة للصين واكثر من المغريات الايرانية. ناهيك ان ايران غير محبوبة من قبل الدول الخليجية والعربية !
٣-بحيث سارعت إيران لترسل رسالة تحذيرية، وردا على تصريحات الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال زيارته للسعودية، والبيان الصيني السعودي الذي طالبا فيه إيران “بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”.وقال محمد جمشيدي المساعد السياسي لمكتب الرئيس الإيراني، إن “على الزملاء الصينيين أن يتذكروا أنه عندما دعمت السعودية وأمريكا تنظيمات داعش والقاعدة في سوريا ودمرت اليمن بالعدوان العسكري الوحشي، كانت إيران هي التي قاتلت الإرهابيين لإرساء الاستقرار والأمن في المنطقة لكي لا ينتشر الإرهاب شرقا ..
٤-وهنا أوصلت ايران رسالة الى الصين بأنكم وقعتم اتفاقيات مع دولة راعية للإرهاب وسوف يتمدد ارهابها نحو الشرق اي نحو الصين ويقصدون السعودية. وهذا ربما سيخلق أزمة جديدة من خلال تحريك حلفاء ايران في العراق واليمن على تعكير النفوذ الصيني في السعودية.وهذا سيقربها من واشنطن. لا سيما وان ايران دولة براغماتية وتبحث عن مصالحها اولا.وهل نسينا كيف دعمت اتفاق الغاز بين اسرائيل ولبنان ” حزب الله ” أخيرا؟
مؤامرة على العراق .. ولكن !
١-الكلام ادناه ربما يُزعج البعض، ويقطع رزق البعض الآخر الذي بات منتفعا من بهروجة”الاتفاقية الصينية ” التي يرقصون عليها منذ أكثر من سنتين والتي هي في اذهانهم فقط . فالحقيقة التي في العمق ان ما تريده ايران والكويت والامارات ايضاً هو عدم نهوض العراق ورهنه نهائياً بيد الصين حتى لاينتعش مطلقاً. لانها دوله عظمى وهي التي سوف تتحكم فيه كورقة استراتيجية بيد بكين.. وان هذا المخطط انتبهت له بريطانيا ووقفت له بالمرصاد وليس الساسة العراقيين الذين لا يعنيهم مستقبل بلدهم. وفقط هو مجرد بنك يدر عليهم الاموال فقط
ولكن كيف ؟
الصين لديها استراتيجية شراء الدول أو اراضي فيها أو أصول فيها من خلال ( أعطاء المال كقروض ) وعند عدم السداد تبدي الصين مساومة الدول ( وحصرا الدول التي يقودها فاسدون ، والدول غير المستقرة ماليا وسياسيا وامنيا ) لكي تتنازل هذه الدول الصين عن الموانىء والشواطىء والمدن والمعامل والاصول فيها … الخ .وفعلته الصين في السودان ودول افريقية وفي لاوس وفي باكستان وفي جيبوتي وفي سيرلانكا وبنغلادش .. الخ .وتريد فعله في العراق مادام العراق يقوده فاسدون. لان الفاسدين لا يفون بوعودهم وحينها تستولي الصين على العراق ومواقعه الاستراتيجية واقتصاده … الخ !
٢-ولكن الولايات المتحده غير مستعده لخسارة العراق.وستضرب بيد من حديد. وعلى الرغم من المداهنة بيت الصين وبريطانيا من تحت الطاولة .لأن بريطانيا تريد هي التي تقود العراق لوحدها، وتفرض شروطها على الصين في العراق وتكون شريكا للصين في خط الحرير الجديد وهي التي تملي على ايران وتركيا ودول الخليج واسرائيل .
٣-ولكن الولايات المتحدة ليس لديها النفس البريطاني الطويل.فبدأت حملتها بمكافحة الفساد في العراق .وابلغت رئيس الوزراء محمد شياع بأنها خلفه وتدعمه في ملف الفساد .وبدأت بادراج اربع مصارف على قائمة عقوبات الخزانة الامريكيه. وحذرت 14 مصرف من انها قاب قوسين من وضعهم على قائمة الحظر.وبلاسخارت اعطت كلمة السر لانطلاق الحملة من خلال ارتفاع صرف الدولار الى ١٥٢.لكي تُخرج الناس للشوارع قريباً وستكون هنالك مظاهرات واحداث موازيه لِما يحدث في ايران لارباك ايران وعملائها في العراق لتشتيت تجمعهم.
٤-ولم تكتف بلاسخارت بهذا بل ذهبت مسرعة الى النجف الأشرف والتقت مع المرجع الاعلى السيد السيستاني ( حفظه الله ) لتبلغه بالقرار الدولي بمكافحة الفساد ( واحتمال تدخل أممي ) واحتمال تتوسع الاحداث في ايران فضروري ان يبقى العراق بحماية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ويمنع ايران من نقل مشاكلها العراق. والسفير البريطاني بنفس اليوم ذهب الى الكاظمية والتقى مع السيد حسين الصدر .وعادت بلاسخارت وذهبت الى كربلاء المقدسة .وكلها استعدادات ليكون عام 2023 هم عام المخاض العراقي لولادة عراق جديد ،ونظام جديد ليست فيه القوى الفاسدة وقوى الاسلام الراديكالي !
Discussion about this post