أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّ الغرب فقد صدقيته “تماماً كشريك في العلاقات الاقتصادية والسياسية”، مشيراً إلى أن الغرب سيلاحظ، في المستقبل القريب، “انخفاضاً كبيراً في قدرته على توجيه الاقتصاد العالمي”، وسيتعين عليه التفاوض بصرف النظر عن رغبته في ذلك من عدمها.
وأوضح لافروف، خلال اجتماعٍ اليوم مع وسائل إعلام روسية، أنّ “أقصى أولويات الغرب اليوم هي إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في أوكرانيا، إلى درجةٍ أنه انخرط مباشرةً في القتال فيها”. كما أشار إلى أن واشنطن تدفع العالم إلى الانخراط في نهج العقوبات، واتخاذ مواقف عدائية تجاه روسيا، في محاولة فاشلة لوقف تشكُّل عالم متعدد الأقطاب.
وشدّد وزير الخارجية الروسي على أن بلاده ستقوم بكل ما يلزم للوصول إلى الاستقلالية الكاملة في جميع المجالات، كما أكد أن موسكو ستتخلص من النظام المالي الغربي، مضيفاً أن “ذلك يحتاج إلى وقت”.
وقال لافروف: “لن نركض خلف الغرب. لقد قطع جميع العلاقات بنا تقريباً. لدينا من نتعاون معه في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفي الرياضة، وسنركز على أولئك الذين لم يخذلونا أبداً، والذين توصلنا معهم أحياناً إلى حل وسط”.
وأكد لافروف أن واشنطن تريد استخدام الدولار من دون غيره، من أجل جذب الأسواق لمصلحتها، مضيفاً أن “البيت الأبيض يضغط من أجل تطويق روسيا واستهداف اقتصادنا، وسنستعيد الأصول الروسية”.
وصوّت مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس الفائت، لمصلحة إدخال تعديل في مشروع الموازنة الأميركية، من شأنه أن يسمح بمصادرة الأصول المجمّدة لرجال الأعمال الروس لمصلحة أوكرانيا.
وقبل أيام، أكّد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّ “ما يحدث الآن هو نتاج النهج الغربي الساعي لعزل روسيا”، مؤكداً أنّ “العملية العسكرية الخاصة كانت أمراً ضرورياً من أجل إحباط مخططات تحويل أوكرانيا إلى دولة معادية لروسيا، وإلى تهديد دائم لأمنها”.
وسبق أن، وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تصرفات دول الغرب ضد بلاده بأنها “حرب اقتصادية”، قائلاً إنّ “الغرب شنّ عقوبات عدوانية غير مسبوقة ضد روسيا، كانت تهدف، في وقت قصير، وبصورة أساسية، إلى سحق اقتصادنا، من خلال سرقة احتياطياتنا من العملات الأجنبية، وصولاً إلى انهيار العملة الوطنية (الروبل)، وإحداث تضخم مدمّر”.
Discussion about this post