يصادف اليوم ذكرى رحيل زعيم فنزويلا القائد هوغو تشافيز، الذي لا يزال بطلاً وقائداً في أذهان المواطنين في فنزويلا، فلم تتراجع شعبيته المرتفعة وخصوصاً لدى الطبقات الفقيرة.
وفي خلال إحياء الذكرى، أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أنّه بعد 10 سنوات من رحيل القائد هوغو تشافيز (1954-2013)، فإن أفكاره وصلاحيته “موجودان في كل معركة وقتال وانتصار”.
وفي نشاط مع عمال مصنع الصلب أورينوكو، غويانا، بولاية بوليفار، قال الرئيس الفنزويلي: “في الأيام التي نتذكّر فيها رحيل الزعيم البوليفاري، هناك عقد من الولاء والنصر، مما جعل كل المعارك متحدة”.
وشدد مادورو، على أنّه “بعد 10 سنوات، يمكنني القول إنّ تشافيز، قائدنا المحبوب، لم يغِب لثانية واحدة عن النضالات والمعارك التي نخوضها”، مشيراً إلى أنّ القائد لم يُنس، ولم ينحنِ جانباً، ولم يغِب عن معاركهم، بل على العكس، فقد كانت أفكاره وتوجّهاته “حاضرة في كل معركة، وفي كل قتال ونصر”.
وأردف مادورو أنّ الإمبريالية الأميركية والأوليغارشية الداخلية “قلّلت من شأن السلطة الفنزويلية، وكذلك من شأن الشعب، وقيادة الثورة”، مضيفاً: “أنا كإنسان وقائد ورئيس سياسي، وبعد 10 سنوات، يمكنني أن أقول إننا كاملون ومنتصرون”.
ولفت الرئيس الفنزويلي إلى أنّ “حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن وقّعت المرسوم للمرة الثامنة معلنة أنّ فنزويلاً تشكّل تهديداً غير عادي، منذ ثماني سنوات منذ آذار/مارس 2015، عندما وقّع الرئيس باراك أوباما لأول مرة هذا المرسوم سيّئ السمعة”.
وأكد أنّ ثماني سنوات من العقوبات والهجمات الإجرامية، ومع الطبقة العاملة الموحّدة، إلا أنّ “فنزويلا تمضي قدماً، وتخرج بأمان، وتهزم الحصار، وتواجه الإمبريالية وتهزمها”.
راوول كاسترو في فنزويلا لإحياء الذكرى العاشرة لوفاة تشافيز
من جهته، وصل الرئيس الكوبي السابق راوول كاسترو بعد ظهر أمس السبت، إلى كراكاس على رأس وفد كبير للمشاركة في إحياء ذكرى الرئيس الفنزويلي الأسبق هوغو تشافيز، بعد 10 سنوات من وفاته، على ما أعلنت وسائل الإعلام الرسمية.
وذكرت صحيفة “غرانما” الرسمية على موقعها الإلكتروني أنّ “الجنرال راوول كاسترو روز توجّه بعد ظهر السبت إلى جمهورية فنزويلا البوليفارية الصديقة للمشاركة في اللقاء العالمي للفكر البوليفاري الحي للقائد هوغو شافيز فرياس في القرن العشرين”.
ويرافق راوول كاسترو (91 عاماً) بشكل خاص رئيس الوزراء الكوبي مانويل ماريرو كروز والقائد راميرو فالديس ووزير الخارجية برونو رودريغيز.
كما يضم الوفد وزير الصحة خوسيه أنجيل بورتال ميراندا، ووزير الطاقة والمناجم، فيسنتي دي لا أو ليفي.
تشافيز… صديق فلسطين
كان تشافيز رئيس فنزويلا الـ61. صار رئيساً للبلاد في 2 شباط/فبراير عام 1999. عُرف بحكومته ذات السلطة الديمقراطية الاشتراكية واشتهر لمناداته بتكامل أميركا اللاتينية السياسي والاقتصادي مع معاداته للإمبريالية وانتقاده الحاد لأنصار العولمة من الليبراليين الحديثين وللسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية.
يُعد شخصية مهمة جداً في أميركا اللاتينية، حيث قاد فنزويلا مُتحدياً السياسات الأميركية، وعمل على إنشاء مرحلة سياسية فريدة من عمر أميركا اللاتينية، أعادت إلى القارة مدّها اليساري وتعاطفها مع قضايا المستضعفين في العالم أجمع.
وتشهد الشخصيات المتربّعة على رئاسة العديد من الدول في القارة على أنّ الحالة التشافيزية، التي حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها احتواءها، باتت ظاهرة عصيّة على التدجين.
ويقول متابعون إنّه كتب وقرأ كثيراً إلا أنّه أحب أكثر أن يتحدّث، وقد كان تشافيز يحب مخاطبة شعبه على الدوام، ويخاطبهم بمعدل 40 ساعة أسبوعياً، ولم يعقد الرئيس الراحل أي اجتماعات روتينية، إلّا أنّه كان يدعوهم إلى اجتماعات أسبوعية تذاع إمّا على التلفاز أو الإذاعة.
وكان صاحب القميص الأحمر الشهير، الذي وُلِد في 28 تموز/يوليو عام 1954 في الكوخ الطيني لجدته روزا إنيز تشافيز في قرية سابانيتا الفقيرة المعدَمة، وفيّاً للفقراء الذين عايشهم في أفقر أحياء بلد يعوم على النفط.
فمنذ تسلّمه السلطة بعد انتخابات ديمقراطية في عام 1998، عكف تشافيز على تشكيل دستور جديد للبلاد يستوحي أفكار سيمون بوليفار (1783 – 1830)، محرّر معظم دول أميركا اللاتينية من الاحتلال الإسباني.
كان لتشافيز سجل عسكري متميّز مع الجيش الفنزويلي. قام بمحاولة انقلاب فاشلة عام 1992 ضد حكومة كارلوس أندريس بيريز وتوجّهاتها الليبرالية الحديثة وأودع في إثرها السجن.
بعدما أطلق سراحه عام 1994، أسس حركة الجمهورية الخامسة التي تعرف اختصاراً بـ MVR Movimiento Quinta República وهي حركة يساريّة تعلن أنّها الناطق السياسي باسم فقراء فنزويلا.
اختير تشافيز كرئيس للبلاد في انتخابات عام 1998 بسبب برنامجه الانتخابي الداعم للفقراء في البلاد الذين يشكّلون الأكثرية من السكان، كما أعيد انتخابه عام 2006، شنّ تشافيز حملات عديدة في فنزويلا ضد الأمراض والأمية وسوء التغذية والفقر وأمراض اجتماعية أخرى.
وعلى الصعيد الخارجي، كان معروفاً بعدائه للولايات المتحدة على طول الطريق، حيث اتهمها بدعم محاولة انقلاب عسكري أبعده عن السلطة لمدة يومين في العام 2002. في العام 2004، نجح في نزع فتيل الأزمة التي حاولت واشنطن تغذيتها بين فنزويلا وكولومبيا على الحدود بين البلدين.
كما عُرف بمعاداته الشديدة لكيان الاحتلال الصهيوني، وكان مُقرّباً جداً من الزعماء العرب، وعُرف بوقوفه إلى جانب القضية الفلسطينية دائماً؛ حيث لقّبه الكثيرون بـ “صديق العرب، أو صديق فلسطين، أو تشافيز العربي”.
حين قامت “إسرائيل” بالعدوان على قطاع غزة عام 2008-2009؛ أعلن تشافيز أنّ فلسطين هي دولة مستقلة حرّة، وأن السفير الصهيوني؛ شخصٌ غير مرغوب به على الأراضي الفنزويلية.
فأعاده لـ”إسرائيل”، وسحب سفيره من “تل أبيب”، وقلّص التعامل معها لأدنى مستوى، حيث قال: ينبغي جرّ الرئيس “الإسرائيلي” إلى محكمة دولية ومعه الرئيس الأميركي، لو كان لهذا العالم ضميرٌ حي. يقولون إنّ الرئيس “الإسرائيلي” شخصٌ نبيل يدافع عن شعبه، أيّ عالم عبثي هذا الذي نعيش فيه؟”.
في شباط/فبراير 2012 أجريت له عملية جراحية في كوبا، وفي تشرين الأول/أكتوبر 2012 أعيد انتخابه لولاية جديدة لـ 6 سنوات وفي كانون الأول/ديسمبر 2012 خضع لجراحة في هافانا لإزالة ورم سرطاني ولم يهدر أي فرصة للحديث مع الشعب، ووصف في إحدى المرات مديري شركات النفط بأنّهم يعيشون في شاليهات فاخرة لإقامة حفلات، وفي 5 آذار/مارس 2013 توفي تشافيز.
Discussion about this post