في 4 كانون الأول/ديسمبر 2011، هبطت طائرة أمريكية متطورة من طراز RQ-170 من قبل سلاح الجو التابع لحرس الثورة الإسلامية بعد دخولها الفضاء في البلاد. وهكذا، تمكنت إيران من الوصول إلى واحدة من أكثر المعدات سرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، وهي الطائرة بدون طيار المتطورة RQ 170 Sentinel المعروفة باسم “قندهار الوحش”.
إيران ثاني أكبر مصنع ومشغل للطائرات بدون طيار في العالم
حينها أعلن قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني بعد إعادة فتح أجهزة تخزين بيانات الطائرة بدون طيار بالكامل، أن مشروعها الهندسي العكسي جارٍ. إلا أنّ خبراء عسكريين غربيين شكّكوا في هذه القضية. فهم لم يتوقعوا أن تمتلك إيران قدرات هندسية عكسية لبناء نماذج أولية للطائرة بدون طيار. لكن على الرغم من مفاجأة الأمريكيين وحتى إنكارهم، وبعد 9 سنوات من هبوط RQ-170، تم إنتاج جميع أنواع النسخ الإيرانية وتشغيلها. وهي شاهد 141 و161 وشاهد 181 وشاهد 191 التي استخدمت في عمليات قتالية ضد داعش في شرق سوريا، وشاهد 171 أو سيمرغ التي يمكن اعتبارها أهم طائرة بدون طيار إيرانية: من حيث المدى النهائي، هذه الطائرة بدون طيار تساوي شاهد 129 وفطرس ولديها مدى واسع جدًا. يبلغ نصف قطر تشغيل هذه الطائرة بدون طيار 2200 كم، مما يعني أنها يمكن أن تعمل لعشرات الدقائق في هذا النطاق.
واليوم، تُستخدم الطائرة بدون طيار في مهام مدنية، مثل البذر السحابي، وأصبحت إيران الآن ثاني أكبر مصنع ومشغل للطائرات بدون طيار في العالم. وقامت بالتوزيع على نطاق واسع على حلفائها في الإقليم، وخاصة حزب الله والفصائل العراقية، تمّ تحويل بعضها إلى طائرة بدون طيار انتحارية.
تخوّف من هندسة عكسية للأسلحة القادمة من الحرب الأوكرانية
وفقًا لشبكة cnn، فإن روسيا ترسل الأسلحة التي قدمها الغرب والتي تمّ الاستيلاء عليها في ساحات القتال في أوكرانيا إلى إيران، والتي قد تكون قادرة على عكس هندسة التكنولوجيا. ونقلت عن أربعة مصادر مطلعة، وحلف شمال الأطلسي ومسؤولين غربيين آخرين لاحظوا عدة حالات استولت فيها القوات الروسية على صواريخ جافلين المضادة للدبابات وأنظمة ستينجر المضادة للطائرات التي تركها الجيش الأوكراني وراءه. ووفقًا للمصادر، فقد نقلت روسيا بعضًا من هذه الأسلحة إلى إيران، وذلك، على الأرجح، حتى تتمكن من تفكيكها وتحليل التكنولوجيا من أجل إنشاء نسخها الخاصة من الأسلحة. وقالت المصادر إن روسيا تعتقد أيضا أن تزويد إيران بالأسلحة التي تم الاستيلاء عليها يشجع على الحفاظ على تحالف بين البلدين.
الهندسة العكسية نموذج للتأثير العكسي للعقوبات
في البداية، شكك البعض بقدرة إيران على التقدّم التقني، إلا أنّ الحروب في المنطقة بالإضافة إلى الحرب الأوكرانية، أكّدت أن إيران تمتلك ترسانة من الأجهزة الجوية التي طورتها باستخدام مجموعة متنوعة من التكتيكات، التي تجمع بين الهندسة والهندسة العكسية والذكاء المطلق.
تحاول إيران بناء أساطيل يمكنها الطيران لمسافات أبعد. قال جون كرزيزانيك، الباحث الذي يركز على إيران في مشروع ويسكونسن للحد من الأسلحة النووية: “يبدو أن لديهم بعض الطائرات بدون طيار التي يمكن أن يصل مداها إلى عدة آلاف من الكيلومترات”. وقال نائب الأدميرال براد كوبر، قائد القوات البحرية الأمريكية: “تمثل إيران مصدر القلق الأكثر خطورة في المنطقة، ويتجلى هذا القلق بطريقتين: القدرة وأعداد الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار”.
وبحسب قائد الأسطول الأمريكي الخامس، فإنّ هذه القدرة لدى إيران ظهرت على غفلة، “كانت [إيران] تعمل على تنمية القوى العاملة في مجال تطوير وتصنيع الطائرات بدون طيار لأنهم كانوا ينمون قوتهم العاملة في مجال تشغيل الطائرات بدون طيار بمرور الوقت”. ويعزو السبب إلى الحكومة التي دعمت هذه الاستراتيجية “بكل إخلاص”، وخصصت الموارد لها.
الواقع أن الإيرانيين تمكنوا من خلال الهندسة العكسية القفز فوق ما يسمى العقوبات، من خلال السعي لتطوير ترسانتها الخاصة من دون الاعتماد على التصنيع الخارجي، فتحولت إلى ثاني أكبر منتج للطائرات بدون طيار في العالم.
Discussion about this post