أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية، اليوم الأربعاء، عن وقف كامل لإطلاق النار في إقليم قره باغ بمبادرة من الجانب الروسي.
وأشارت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيانها، إلى أنه “تم التوصل إلى اتفاق لتعليق تدابير عملية مكافحة الإرهاب، وذلك بالشرط إلقاء القوات المسلحة الأرمنية والتشكيلات المسلحة غير الشرعية الموجودة في إقليم قاره باغ أسلحتها، ومغادرة المواقع القتالية والمواقع العسكرية ونزع الأسلحة بشكل كامل ومغادرة الأراضي الأذربيجانية”.
وتابعت الدفاع بالقول إنه في الوقت نفسه يتم تسليم كافة الأسلحة والمعدات الثقيلة ويتم ضمان تنفيذ هذه العمليات بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الروسية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية، أمس الثلاثاء، إطلاق عملية عسكرية “لمكافحة الإرهاب” في قره باغ بغية استعادة النظام الدستوري.
وجاء في بيان الوزارة: “تم إطلاق إجراءات ذات طبيعة موضعية “لمكافحة الإرهاب”، من أجل ضمان أحكام البيان الثلاثي، وإحباط استفزازات واسعة النطاق في منطقة قره باغ الاقتصادية، ونزع سلاح تشكيلات القوات المسلحة الأرمينية وضمان انسحابها من أراضينا، وتحييد قواتها العسكرية، وتوفير سلامة السكان المدنيين العائدين إلى الأراضي المحررة من الاحتلال، والمدنيين المشاركين في أعمال البناء والترميم وأفرادنا العسكريين، واستعادة النظام الدستوري لجمهورية أذربيجان”.
وناغورني قره باغ هي منطقة في القوقاز كانت منذ فترة طويلة موضوع نزاع إقليمي بين أرمينيا وأذربيجان. الغالبية العظمى من السكان هم من الأرمن، وفي عام 1923، حصلت المنطقة على وضع منطقة الحكم الذاتي داخل جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية.
في عام 1988، بدأت حركة إعادة التوحيد مع أرمينيا في الإقليم، وفي 2 سبتمبر/ أيلول 1991، تم إعلان الاستقلال عن أذربيجان، وتغيير الاسم إلى جمهورية ناغورني قره باغ.
منذ عام 1992 إلى عام 1994، حاولت أذربيجان السيطرة على الجمهورية المعلنة من جانب واحد؛ وكانت تلك عمليات عسكرية واسعة النطاق، قُتل خلالها ما يصل إلى 30 ألف شخص.
وفي عام 1994، اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار، لكن وضع الجمهورية لم يتحدد أبدًا.
وفي نهاية سبتمبر/ أيلول 2020، استؤنفت الأعمال القتالية في قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان، والتي كانت استمرارًا لصراع طويل بين البلدين أسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين، لتعلن روسيا ليلة 10 نوفمبر تشرين الثاني 2020، التوصل لاتفاق ثلاثي لوقف إطلاق النار بشكل كامل، بدعم من موسكو، والبقاء في المواقع المحتلة، وتبادل الأسرى وجثث القتلى.
واتفقت أذربيجان وأرمينيا، بوساطة روسية، على وقف كامل لإطلاق النار، والبقاء في المواقع الموجودة لدى الطرفين، وتبادل الأسرى والجثث، كما تم نشر قوات حفظ سلام روسية في المنطقة، بما فيها ممر لاتشين.
وتتمركز قوات حفظ السلام الروسية في المنطقة، بما في ذلك ممر لاتشين. وفي العام الماضي، بدأت يريفان وباكو، من خلال وساطة روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مناقشة معاهدة سلام مستقبلية.
وفي نهاية شهر مايو/ أيار من هذا العام، قال رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، إن يريفان مستعدة للاعتراف بسيادة أذربيجان داخل الحدود السوفيتية، أي مع قره باغ.
وفي سبتمبر الجاري، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن القيادة الأرمينية اعترفت بشكل أساسي بسيادة أذربيجان على قره باغ، وكما قال الزعيم الأذربيجاني، إلهام علييف، فإن “أذربيجان وأرمينيا قد توقعان معاهدة سلام قبل نهاية العام إذا لم تغير يريفان موقفها”.
Discussion about this post