من أجمل معاني المفردات التي نتغنى بها معنى التعاطف، و نعتقد أن الشخص المتعاطف هو الشخص الرحيم ذو القلب الكبير فهل ما نعرفه صحيح؟..
لنعرف الإجابة علينا بمعرفة حقيقة التعاطف و أسبابه. التعاطف هو تلبّس الحالة التي أمامنا سواءً كانت شخص او فكرة و ذلك لفهمه أو فهمها بصورة أكبر، و في التلبس إنكار للذات و تقبل ما يقع عليها من ظلم و ذل مدعين أن الاسم الأكبر لما يحدث هو تقبل الاخر او الحب اللامشروط.
و هذا يختلف كل الاختلاف عن العطف و الذي هو التصرف (الفعل) الذي نفعله بعد معرفتنا بما يمر به غيرنا وهنا نحاول مساعدته او انقاذه.
التعاطف سلبي .. فيه نكتفي بتلبس مشاعر الغير و هي مشاعر منخفضة بالطبع فنبقى على تردد منخفض و نجذب كل ما يشابهنا بالتردد لكن من الطرف الاخر، فالتعاطف المفرط يجذب القسوة المفرطة و كلاهما وجهان لعملة واحدة.
بالعطف لا نتلبس مشاعر الغير بل نتصرف وفقا لارادتنا بمساعدته و هذا ما يجعل الفرق عظيما بين العطف و التعاطف.
فعندنا تتعاطف لا تتوقع أن تحفظ كرامتك لانك بالأساس ابتعدت عن مركزك فتهت. و بما أن الطريق يبدأ بخطوة تليها خطوات تملؤها العثرات، ففي البداية لن نجد طريقة لفهم الاخر بعيوبه و مشاكله إلا بالتعاطف الذي يذيقنا الويل، ثم يأتي الألم و هو المنقذ الحقيقي لأنه المحفز على ترك هذا الدور فقد انتهى وقته و حان وقت تعلم الدرس الذي يليه.
حينها نعود إلى أنفسنا و غالباً نتطرف بالعودة بنفس مقدار التفريط الذي كنا عليه.
وفي آخر المطاف، بعد هذا و ذاك نخرج من جسد المشاعر (السجن) و نسكن في القلب (التفهم و الحب اللامشروط) فنكون شعرنا ثم عرفنا. ولكل من يعتقد أنه متعاطف لأن قدرته على التحمل عالية أقول: هذا ليس السبب الحقيقي، بل أنت كذلك لأن حاجتك إليه هي العالية فابحث في حاجاتك جيداً و استمع لداخلك..
Ghufran Jamil
Discussion about this post