أوضحت أكثرية الورقة البيضاء (63) في جلسة مجلس النواب الأخيرة لانتخاب رئيس للجمهورية، أن الاستحقاق الرئاسي يسلك طرقاً وعرة على بُعد 27 يوماً فقط من انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال عون ومع غياب حكومة حتى اللحظة.
اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن أن تلك الجلسة مثّلت “اختباراً للنوايا وحددت الى حد ما الخيارات السياسية…وأن انتخاب رئيس الجمهورية مرهونٌ بالاتفاقات السياسية”، وأضاف “الأميركي والسعودي يريدان إيصال رئيس صدامي للبلد”. فيما لم يحسم حزب الله بعد اسم المرشح الذي سيصوّت له في البرلمان أو الاسم الذي سيدعمه.
وقد غيّب في الأيام الماضية ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلّة ومسودة الاتفاق المكتوب الذي سلّمته السفيرة الأمريكية دوروثي شيا الى الرؤساء الثلاث، ملف رئاسة الجمهورية عن الواجهة، لكن لم يخلُ الأمر من التصريحات التي تكشف بعض هذه “النوايا”.
ففي حديث له، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي سمّت كتلته النائب ميشال معوّض أن “لا بد من رئيس لديه خبرة في الاقتصاد خصوصا بظل المشاورات مع صندوق النقد”! ثمّ عاد وشدّد “سأبقى على ميشال معوّض، ولكن منفتح على أسماء أخرى بالتنسيق مع معوّض”! معتبراً ان “لا أحد يمتلك الأغلبية في المجلس النيابي وتبين أن ما طرحته مع حزب الله وما يطرحه رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن الاتجاه هو نحو رئيس توافقي”.
إنّ معوّض أيضاً هو “المرشح النهائي” لحزب القوات اللبنانية على حدّ قول رئيسه سمير جعجع الذي قال أيضاً “نحن نرى في ميشال معوض المواصفات التي تستوفي الشروط في الوقت الراهن”! لكن يبدو أن معوّض كان الرئيس “المطابق” لما أراده السفير السعودي في لبنان وليد البخاري. اذ اجتمع جعجع بالبخاري في 20 أيلول / سبتمبر الماضي أي قبل أقل من 10 أيام من جلسة مجلس النواب الأخيرة (29/9/2022)، وصرّح من معراب “تحدثنا عن المواصفات بالطبع، ولكن الأسماء لها بحث آخر”. ومعوّض هو وكيل مؤسسات الـ USAID (الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وهي وكالة تابعة لحكومة الولايات المتحدة الفيدرالية) ومشاريعها في البلد. ومنذ العام 1993 شارك معوّض في إنشاء مؤسسة “رينيه معوض”- الولايات المتحدة الاميركية ومركزها في واشنطن، وهي تقوم بتمويل برامج في لبنان.
وادعى جعجع أنه قام “بجهد كبير من أجل تجميع أكبر عدد من الأصوات للمرشح ميشال معوّض إلا أن بعض الأفرقاء فضلوا إما تسمية شخص آخر أو الورقة البيضاء”، فيما كيف يفسّر جعجع الذي “يجمع الأصوات” غياب رئيسة كتلة الجمهورية القوية النائب ستريدا جعجع عن الجلسة؟
من ناحية ثانية نقل الاعلام اللبناني ومصادره، أسماءً يُتداول بها في الأوساط السياسية والحزبية لترشيحها للرئاسة ومنهم الوزير السابق زياد بارود والنائب نعمة فرام والوزير السابق وديع الخازن، فيما طرح جنبلاط بعض الأسماء البديلة عن النائب معوض، كصلاح حنين وشبلي ملاط. لكن أمام المشهد الحالي وظل غياب التوافق بين الكتل وتناقض بعضها الآخر، يُتوقع أن يدخل البلد في الفراغ الرئاسي مطلع شهر تشرين الثاني / نوفمبر المقبل.
أمّا بموضوع الحكومة، فيبدو أن حماسة التشكيل ارتفعت وأشارت مصادر الاعلام اللبناني أن النوايا جدية لدى الأطراف السياسية لتشكيل حكومة قبل نهاية ولاية الرئيس عون. وأن الملف تمت مناقشته في اجتماع الرؤساء الثلاثة في بعبدا على هامش مناقشة ملف ترسيم الحدود البحرية والنص المكتوب. فهل تسبق ولادة الحكومة قبل تحديد الاسم الرئاسي التوافقي “المنتظر”؟
Discussion about this post