اثرت أسعار المحروقات خلال الازمة الحالية على مختلف القطاعات الحيوية في لبنان وعلى تشغيل معامل القطاعات الانتاجية وعلى الزراعة وضخ المياه وعلى التنقل والتدفئة واسعار السلع. نتناول في هذا الملف اثر المحروقات على التدفئة مع اقتراب موسم البرد في لبنان، وكذلك انعكاسها على اكلاف النقل.
المحروقات والتدفئة
في ظل الازمة العالمية للمحروقات وارتفاع اسعارها انعكس ذلك ارتفاعا في أسعار المحروقات في لبنان، والتي تاثرت وتتاثر اساساً بطبيعة الحال بسعر صرف الدولار في السوق الموازية فزادت اسعارها اضعافا مضاعفة، كما توقع خبراء ان يقع شحٌّ في توفر المحروقات وخاصة المازوت في موسم الشتاء القادم قريبا في لبنان تاثرا بالازمة العالمية وباستمرار الازمة النقدية اللبنانية.. هذا يعني انه اذا استطاع اللبناني ان يدفع الثمن الغالي لقاء تأمين الدفء فسيواجه ازمة تحصيل هذه المادة.
يزداد الطلب في الشتاء على مادة المازوت بشكل كبير بسبب وقوع الكثير من المناطق اللبنانية في المرتفعات والتي تشهد 3 الى 4 اشهر باردة ومنها موجات من البرد الشديد. وبما ان سعر صفيحة المازوت ناهز 900 الف ليرة فذلك يعني كلفة كبيرة للتدفئة بالمازوت سيدفعها المواطن في الشتاء. كذلك الامر فالتدفئة بالاعتماد على كهرباء المولدات او الغاز او الحطب سترتب اكلافا باهظة. ولكن تعتبر التدفئة بالغاز غير فعالة كثيرا في البرد الشديد والاعتماد الضروري يكون على المازوت والحطب.
ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي ابو شقرا وفي تصريح لموقع المنار اعتبر ان ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء يؤدي الى زيادة اسعار المحروقات، متهما مصرف بلبنان بالتلاعب بالدولار لأن لديه شركات تشتري الدولار من السوق. واشار ابو شقرا ان”سعر برميل الديزل اويل ارتفع عالميا، ومن الغد سيرتفع في لبنان ليلامس ال 900 الف ليرة لبنانية، متسائلا كيف يمكن للمواطن ان يؤمن ثمن مازوت التدفئة خلال الشتاء؟”.
وبالارقام واستنادا الى الاسعار الحالية والمرشحة للارتفاع:
يحتاج كل منزل الى كمية من المازوت قد يصل الى 100 صفيحة بحسب بعض الدراسات خلال موسم الشتاء ، فتكون الكلفة 90 مليون ليرة لبنانية
أما الحطب فتصل الحاجة الى نحو 6 طن منه خلال الموسم وكلفة الطن الواحد حاليا من 6 الى 8 مليون اي نحو 40 مليون ليرة لبنانية
أي منزل يستعمل الغاز للتدفئة قد يستهلك قارورة غاز كل 4 أيام ما يعني الحاجة الى ما يقارب 8 قوارير في الشهر، واذا كان سعر قارورة الغاز حاليا حوالي 450 الف فهذا يرتب حوالي 3 مليون ونصف شهريا اي حوالي 15 مليون في موسم البرد
اما لجهة كلفة الكهرباء فان فاتورة المولدات تزيد بشكل كبير في الشتاء بسبب زيادة مصروف التدفئة وسخانات المياه.
المواصلات
تبلغ كلفة النقل في سيارة التاكسي 50 الف للتنقل القريب ويزيد حسب المسافة اما الفانات 30 الف ليرة.
اما من يتنقل بسيارته الخاصة فالسيارة التي تستهلك 20 ليتر/ 170 كلم، تحتاج اكثر من 5,000 ليرة في الكيلومتر.
والمعروف ان السيارة تقطع شهريا من مئات الى الاف الكيلومترات حسب طبيعة الحاجة والتنقل، وبحسب الدراسات تبلغ كلفة مشوار من بيروت الى طرابلس ذهابا وايابا اكثر من مليون ليرة. مما يعني ان كلفة النقل بالسيارة الخاصة لا تقل عن 15 مليون ليرة شهريا لمن يستخدم سيارته يوميا للانتقال الى العمل وقضاء اموره وخاصة اذا كان الانتقال غير قريب.
اذا كان الحل الاساسي هو اعادة النظر باسعار المحروقات او على الاقل سعر المازوت في الشتاء، فإن الحطب يبدو اوفر حاليا للتدفئة في المناطق الجبلية وشديدة البرودة، لمن استطاع اليه سبيلا، او التدفئة على لغاز مع تحمل محدودية فعاليته في موجات البرد الشديدة. وهنا نتذكر مبادرة حزب الله في استقدام المازوت باسعار مدروسة للمواطنين ومجانا لبعض المؤسسات وهو لا يزال في الشتاء يسعى ضمن مبادراته الاجتماعية المنوعة للتخفيف عن الناس. اما في النقل فيبقى الحل ايضا اعادة النظر في الاسعار واعادة تفعيل خطط النقل العام ودعم المحروقات لقطاع النقل ، وقد اقرت الحكومة باقتراح من وزير العمل زيادة بدلات النقل بما يخفف نسبيا اكلاف النقل، ويلجأ الكثير من المواطنين االى تخفيف التحركات الى الحد الادنى الضروري او استخدام الدراجات النارية التي اصبحت ظاهرة متزايدة.
المصدر: موقع المنار
Discussion about this post