يُعقد غداً الثلاثاء في العاصمة الأردنية “عمّان”، مؤتمر بغداد الثاني بمشاركة عدد من الدول الإقليمية، والذي سيشارك فيه وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران حسين أمير عبد اللهيان ممثلاً عن بلاده، مثلما حصل خلال العام السابق.
وبالرغم من أن هذا المؤتمر يعقد على مستوى قادة الدول المشاركة فيه، إلا أنه من المحتمل أن تكون أسباب عدم مشاركة الرئيس السيد إبراهيم رئيسي شخصياً، في الدورة الثانية للمؤتمر تعود للنقاط التالية:
_للتأكيد على أن حل القضايا الإقليمية يكون من خلال دول المنطقة نفسها، وبالتالي لا يجب أن تشارك الدول من خارجه كفرنسا، التي يشارك رئيسها إيمانويل ماكرون بالمؤتمر.
_ لا تريد إيران أن تعطي فرنسا مكسباً سياسياً وإعلاميا ما، خاصةً أن الأخيرة هي أحد أبرز الدول المشاركة في الحرب التركيبية على الجمهورية الإسلامية.
لقاء سعودي – إيراني
لكن تكمن الأهمية الأكبر لهذا المؤتمر، هو فيما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن السفير الإيراني في لبنان “مجتبى أماني”، الذي قال بأن هذه القمة بشأن العراق التي ستعقد في عمّان في 20 كانون الأول / ديسمبر الجاري قد تشهد لقاء ثنائيا بين ممثلي إيران والسعودية، وتكونُ منطلقا لعودة المحادثات الثنائية، في إطار جهود جديدة لاستعادة العلاقات بين البلدين.
كما تحدث السفير أماني عن خلاف الدولتين حول القضايا التي يجب البدء في معالجتها، بحيث كانت المحادثات السابقة تتوقف عند الخلاف على الأولويات، فالسعودية تريد تدخلا إيرانيا في اليمن يحدّ من قوة حكومة أنصار الله في صنعاء. فيما تصرّ إيران على أن أساس الحوار هو تنظيم العلاقات بين البلدين، من خلال إعادة فتح سفاراتهما أولا، ومن ثم السعي للمساعدة في القضايا الإقليمية.
لكن بحسب مصادر مواكبة لهذا المؤتمر، فإنه لم يتم ترتيب أي لقاء “حتى الآن” بين الجانبين على هامشه، لكن تصريح وزير الخارجية عبداللهيان اليوم يفتح الاحتمال امام حصول ذلك، عندما قال: “مستعدون لعقد اجتماع على مستوى وزراء الدفاع والخارجية لدول الجوار والدول الخليجية”، معتقداً بأن “اجتماع بغداد 2 يمكن أن يكون خطوة كبيرة للخروج من المشاكل”، مضيفاً حول العلاقات ما بين البلدين بأن “على الرياض اتخاذ قرار بشأن اتباع سياسة بناءة مع طهران”.
الجولات السابقة
يذكر بأن البلدين عقدا سابقا 5 جولات تفاوضية، بوساطة من حكومة العراق، اقتصر التمثيل فيها على المستوى الأمني للجانبين. وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن الطرفين قد يعقدان جولة سادسة. فيما كشف الوزير عبد اللهيان حينها بأن الوسيط العراقي أبلغهم استعداد الرياض لإطلاق محادثات علنية على المستوى السياسي، مؤكداً على أن بلاده تبادل السعودية الاستعداد نفسه من أجل إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي قطعت عام 2016، على إثر الإعدام الجائر للشهيد الشيخ باقر النمر.
فهل يكون “بغداد – 2” باب حل للأزمة ما بين البلدين، أم يكون للدور السعودي في الحرب التركيبية على إيران مؤخراً، سبباً في تعقيد هذه الجهود؟ّ!
Discussion about this post