منذ استلامه لمهام رئاسة الحكومة العراقية، أجرى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني زيارات مكوكية، الى دول عديدة في المنطقة كالجمهورية الإسلامية في إيران والكويت والسعودية، والى القارة الأوروبية بأقوى دولتين فيها: المانيا على الصعيد الاقتصادي، وفرنسا على الصعيد العسكري. زيارات تهدف بعكس كل ما يروّج لها أعداء محور المقاومة من أنها من أنها تتعارض مع مصلحته، بل هي لتوطيد علاقات العراق الخارجية بكل استقلالية بما يخدم مصالحه.
فالرئيس شياع السوداني يهتم خلال زياراته لجميع الدول، بملفات كثيرة يأتي في مقدمتها الأمني والاقتصادي، بما يتماشى مع التحديات التي يواجهها بلده.
أبعاد الزيارات وآثارها
لذلك يمكننا استعراض الكثير من الإيجابيات في هذا الإطار:
_لحث الدول العربية كالسعودية وغيرها من دول الخليج الفارسي، التي لم تتقبل بعد سقوط صدام حسين وما حلّ مكانه من نظام ديمقراطي، على التعامل بصورة ايجابية مع واقع العراق الجديد، وفتح أفاق التعاون في مختلف الصعد.
_ إن العلاقات الخارجية لرئيس الوزراء، الذي يمثّل سلطة القرار العليا، سواء كانت إقليمية او دولية هي بغاية الأهمية، لأنها ستعود بالآثار على البلد بأسره وليس فقط على الفريق السياسي الذي جاء به.
_ أظهر خيار دبلوماسية العلاقات المنتجة، الذي تنتهجه حكومة الرئيس السوداني، بأنها تعتمد معيار التوازن بين الشرق والغرب، وبين إيران والدول العربية، بشكل لا يجعل العراق طرفاً في أي اشتباك، بل طرفاً في جهود للتواصل. فشياع السوداني يرى بأن العراق هو عنصر يتكامل مع دول على المنطقة، وبالتالي فإن استقرار تلك البلدان يأتي من استقرار البلد، وعليه فإن العلاقات معهم تحكمها المصالح المتبادلة.
_ زيارة السوداني الاخيرة الى فرنسا أدّت الى عقد اتفاقية استراتيجية، ستشكل حتماً اختبار لمدى قدرة فرنسا على أداء أدوار خارج المصلحة الأمريكية بل وربما منافسة لها (خاصةً على الصعيد الاقتصادي).
كما أن زيارته الى ألمانيا أدت للكثير من النتائج الإيجابية والاتفاقيات المهمة، خاصة على صعيد المشاريع الكهربائية.
_ للعراق موقع استراتيجي يعطيه الكثير من الامتيازات، فهو يعد مركزاً للتجارة والاقتصاد والطاقة، وبالإمكان ربطه ضمن كل مشاريع النقل المرتبطة به وبالمنطقة خاصةً على صعيد النفط.
العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية
قد تكون حكومة الرئيس السوداني لم تظهر سياسة تحدٍ علنية ضد الإدارة الأمريكية، لكنها وفقاً لمصادر مطّلعة، تواجه بصلابة الكثير من الضغوط والتدخلات الأمريكية، لكنها توازن ذلك بطريقة تتماهى فيه مع ظروف وملابسات المرحلة الراهنة وتعقيداتها الاستثنائية. كما أن الذهاب إلى الشرق والابتعاد عن الغرب وبالأخص أمريكا، ربما يجر للحكومة الحالية لمتاعب كبيرة. ولعلّ الخطوات الأمريكية الأخيرة وما تسببت به من مشكلة في انخفاض قيمة الدينار العراقي وارتفاع سعر الصرف الدولار بالمقابل، أكبر شاهد على ذلك، بسبب تعسف واشنطن من تسليم حاجته من الدولار الموجود في حساب ودائع النفط الخاص به لدى البنك الفيدرالي الأمريكي، وهذا ما يعرقل التحرير الاقتصادي للعراق.
Discussion about this post