رصد المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية بصنعاء، أكثر من 20 انتهاكاً أميركياً للسيادة الوطنية في المحافظات المحتلة، خلال الفترة الممتدة بين حزيران/يونيو 2022، و8 آذار/مارس 2023، منها 12 تحركاً عسكرياً.
وأوضح المركز، في تقرير، أنّ التحركات العسكرية الأميركية التي رصدها “تمثّلت في زيارات وفود عسكرية وأمنية إلى محافظات حضرموت، المهرة وشبوة”.
وأشار المركز إلى أنّ 7 انتهاكات، خلال الفترة ذاتها، “تمثلت في زيارات للسفير الأميركي الجديد، ستيفن فاغن، وانتهاك للمبعوث الأميركي لدى اليمن، تيم لينيدر كينيج، الذي زار محافظة شبوة، منتصف العام الماضي، وعقد اجتماعاً مع المحافظ المعين من قِبل دول العدوان عوض بن الوزير العولقي، في منشأة بلحاف الغازية في تموز/يوليو من العام ذاته”.
وبيَّن التقرير أنّ “زيارة المبعوث الأميركي جاءت بالتوازي مع تحركات أميركية فرنسية لاستئناف جريمة نهب الغاز اليمني المسال، من شبوة، للحد من أزمة الغاز التي ضربت الأسواق الأوروبية والأميركية نتيجة تداعيات الحرب في أوكرانيا”.
ووفقاً لنتائج الرصد، تجاوزت زيارات السفير الأميركي، خلال الأشهر الماضية من تعيينه كسفير لدى اليمن، الزيارات التي قام بها السفراء السابقون لواشنطن، ماثيو تولر، ومن بعده كريستوفر هنزل.
وفي الوقت الذي اقتصرت تدخلات السفيرين السابقين لواشنطن باليمن على تكريس الوجود العسكري الأميركي في محافظتي المهرة حضرموت، ودعم المليشيات الموالية لدول تحالف العدوان كخفر السواحل في هاتين المنطقتين، عمد السفير الأميركي الحالي، الذي تسلّم مهامه مطلع حزيران/يونيو الماضي، على التدخل في الشؤون السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية في المحافظات المحتلة، بحسب التقرير.
وفي السياق، شدّد المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية على أنّ تدخلات السفير الأميركي الجديد “مخالفة للأعراف الدبلوماسية، وتُعدّ تجاوزاً لمهامه، وشكل من أشكال فرض وصاية واشنطن على قرار وتحركات المرتزقة في المجلس الرئاسي العميل، وحكومة العمالة والارتزاق”.
وعلى مدى الأشهر الماضية، توسّعت تدخلات سفارة واشنطن في المحافظات المحتلة، بفتح قنوات تواصل مع شباب حضرموت، إلى جانب تكرار تحركات السفير الأميركي في المحافظة، برفقة وفود عسكرية واستخباراتية أميركية، وعقد لقاءات متعددة مع قيادات في السلطات المحلية وعسكرية في المكلا، وفق التقرير.
ووفقاً لخارطة تواجد القوات الأميركية المحتلة في المحافظات المحتلة، ينتشر العشرات من عناصر المارينز الأميركي في معسكرات، تتبع دول العدوان ما بين محافظتي حضرموت والمهرة.
وبيّن التقرير أنّ “التحركات المشبوهة للسفير الأميركي تجاوزت حضرموت إلى محافظة المهرة، التي زارها الجمعة الماضية، برفقة وفد عسكري أميركي يقوده قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية نائب الأدميرال براد كوبر، وقائد الأسطول الأميركي الخامس والقوات البحرية المشتركة (CMF)، بذريعة مناقشة جهود الأمن البحري الإقليمي”.
كذلك، عقد الوفد العسكري الأمريكي اجتماعاً بمطار الغيظة المغلق أمام أبناء المهرة منذ 2018، بحضور ما يسمى قائد خفر السواحل بوزارة الدفاع في حكومة المرتزقة المدعو خالد القملي، وبعد ساعات من الاجتماع، شهدت سواحل المهرة انتشاراً لزوارق أميركية وأخرى سعودية.
ووفقاً لأكثر من مصدر في محافظة المهرة للمركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية، أبدى الجانب الأميركي رغبته في الاستثمار في محافظة المهرة، دون الكشف عن نوعية المشاريع الاستثمارية.
وفي ظل تصاعد ردود الأفعال المناهضة لصفقة بيع ميناء قشن لإحدى الشركات الإماراتية، أكّدت مصادر مطلعة لمركز الإعلام بالمحافظات الجنوبية، أنّ هناك رفضاً أميركياً لأي تراجع عن صفقة بيع الميناء الذي يقع في منطقة استراتيجية على البحر العربي.
ولفت التقرير إلى أنّ “الزيارات المتكررة لسفراء وقيادات عسكرية أميركية لمحافظة المهرة، عكست تحولاً في الاهتمام الأميركي بالمحافظة، بعدما كان منحصراً في السابق، في لقاءات السفراء بمحافظي المحافظة المتعاقبين بالرياض، دون زيارة المحافظة”.
وأفاد المركز الإعلامي بأنّ “الزيارة الأخيرة للسفير الأميركي، برفقة وفد عسكري رفيع إلى الغيظة، تزامنت مع تسليط الإعلام الغربي الضوء على المحافظة، وترويجه لمزاعم بريطانية وأميركية بشأن مخاوف مصطنعة تتهدد الملاحة البحرية”.
وفي ختام التقرير، شدّد المركز على أنّ “انتهاكات الولايات المتحدة التي تطال السيادة اليمنية، تأتي في ظل صمت مطبق لمرتزقة العدوان”، مؤكّداً أنّ “الولايات المتحدة تحاول تكريس تواجدها العسكري في المحافظات الجنوبية المحتلة قبل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي حالة الانقسام الذي تعيشه البلاد منذ مطلع العام 2015”.
ويبدو أنّ الولايات المتّحدة تتّجه إلى استراتيجيّةٍ جديدةٍ في اليمن، وفي المنطقة امتداداً الى شرق آسيا، عبر خطط انتشارٍ جديدة لقواها العسكرية.
وقبل أيام، كشف قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، عن إنشاء واشنطن قواعد عسكريةً في محافظتي حضرموت والمهرة شرق اليمن، ليحط بعدها قائد الأسطول الخامس الأميركي رفقة السفير الأميركي في اليمن، في مقرّ التحالف العسكري في المهرة.
وفي شباط/فبراير الماضي، اتهم عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، علي القحوم، الولايات المتحدة بالتصعيد والسعي لاستمرار الحرب في اليمن، وتكثيف وجودها العسكري قبالة السواحل اليمنية، واصفاً إعلانها ضبط شحنات أسلحة بـ “المزاعم الكاذبة”.
وذكر القحوم أنّ “السلوك العدواني الأميركي في هذه المرحلة، في ازدياد، ويتحرك بنشاط في الوجود العسكري، وتدفق القوات العسكرية والحضور العسكري المكثف قبالة السواحل اليمنية وباب المندب وفي حضرموت والمهرة، وبناء القواعد العسكرية”.
Discussion about this post