تعلن كتيبة نابلس (سرايا القدس) عن “جهوزيتها للتصدي لقوات الاحتلال وإجرامه بحق أبناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا”، لتفرض بذلك واقعاً مختلفاً على الكيان المؤقت يحبط مشاريعه التهويدية والاستيطانية، ويحيي الهوية الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة التي لطالما حاول الاحتلال طمسها وتغير معالمها.
بتاريخ 30 حزيران / يوليو 2022، كانت العملية النوعية للكتيبة حيث كمن مجاهدو سرايا القدس للمستوطنين الذي يقتحمون “قبر يوسف” في نابلس لأداء الطقوس اليهودية، وتمكنوا من تحقيق إصابة مباشرة وإدارة حرب إعلامية ونفسية على الكيان.
ما قصة “قبر يوسف”
معلم تاريخي ديني، يقع في منطقة بلاطة البلد شرقي مدينة نابلس، وضمن إطار تهويد المدن الفلسطينية يدعي الاحتلال أنه قبر يعود الى النبي يوسف، تبلغ مساحته 600 متر مربع، وهو عبارة عن غرفتين وساحة خارجية، وعليه قبة مبنية على الطراز الإسلامي. سيطر عليه الاحتلال منذ الاجتياح عام 1967، وحوّله الى مكان لأداء الطقوس اليهودية يقتحمه المستوطنون في المناسبات. ومنذ العام 1986 أنشأ الاحتلال فيه مدرسة يهودية لتدريس التوراة. وفي العام 1990 تحول القبر إلى نقطة عسكرية يسيطر عليها الجيش، وصنف ضمن ما تعرف بـ “وزارة الأديان” واحدا من الأوقاف اليهودية. الا أن علماء الأثار الإسرائيليين كانوا قد نفوا وجود قبر النبي يوسف لتبقى هذه الرواية من ذرائع الاحتلال لتنفيذ المشاريع التهويدية.
نابلس
تعتبر نابلس مركزاً لشمال الضفة الغربية إضافةً إلى كونها عاصمة لمحافظة نابلس التي تضم حوالي 60 قرية ويُقدر عدد سكانها بحوالي 385 نسمة حسب الإحصاء الفلسطيني عام 2019. تُعرف أيضا باسم جبل النار، وتقع بشكل عام بين الأغوار الشمالية والساحل الفلسطيني. ويتنوع اقتصادها بين، قطاع الزراعة (من أهم محاصيله الزراعيّة الزيتون، والخوخ، والرمّان، واللوز، والدرّاق)، والصناعة (صناعة الصابون، والأثاث، والحجارة، والبلاط، والنسيج، والكيمياويّات، والمصنوعات اليدويّة)، وقطاع المنتجات الغذائيّة المحلية، بالإضافة الى قطاع الحلويّات النابلسية التي من أهمها الكنافة النابلسيّة وبعض الشركات (استثمار واتصالات).
الواقع الاستيطاني
بدأ الاستيطان شمال الضفة الغربية (نابلس، جنين، طولكرم، قلقيلية، طوباس)، وتبلغ عدد المستوطنات المقامة على أراضي محافظة مدينة نابلس 12 مستوطنة وقد أخليت مستوطنة اسمها حومش على أراضي قرية برقة عام 2005 ليصبح العدد 11 مستوطنة جميعها يتبع للمجلس الإقليمي “شمرون” الذي يضم مستوطنات شمال الضفة الغربية البالغ عددها 35 مستوطنة. في حين يبلغ عدد المستوطنين في مستوطنات محافظة نابلس نحو 18500 مستوطن.
بين عامي 1996 و2013 أقام الاحتلال على أراضي محافظة نابلس 30 بؤرة استيطانية، والبؤر عادة لا يعترف بأنها مستوطنات شرعية من قبل حكومة الاحتلال إلا أنها تخضع لحماية جيش الاحتلال، وأغلب هذه البؤر تبعد عن المستوطنات الأم التابعة لها مسافة تتراوح ما بين 2-6 كيلومتر.
_ عام 2014 صادر الاحتلال 20 دونما لصالح بناء أكثر من 48 وحدة استيطانية جديدة.
_ صادر الاحتلال 500 دونم خلال العام 2015، ومنها أراضي زراعية ومناطق أثرية.
_ عام 2016 أقر الاحتلال بناء 54 وحدة استيطانية مصادراً 1200 دونم من مساحة قرى نابلس.
_ أما عام 2017، كثّف الاحتلال من مشاريع الاستيطان حيث أنشأ 4 وحدات استيطانية جديدة وصادر مئات الدنمات من الأراضي الفلسطينية. وأهم هذه المستوطنات “عميحاي” التي تعد أول مستوطنة يقرر الاحتلال بناءها رسميا منذ العام 1992. هدفت الى “إسكان” المستوطنين الذين تم إخراجهم من البؤرة الاستيطانية عمون الواقعة على أراضي سلواد (رام الله). بنيت على مساحة 2500 دونم من أراضي قرية جالوت وتقع في القسم الجنوبي لنابلس.
_ عام 2021، أقرّ الاحتلال مشروعاً كبيراً يستهدف كامل منطقة جنوب نابلس مع بناء 534 وحدة استيطانية جديدة.
كذلك شق الاحتلال الطرق الالتفافية للربط بين المستوطنات في نابلس، ومنها شارع ” كفار تفوح” الذي يبلغ طوله 5 كيلومترات، ويربط بين 3 مستوطنات. وشارع “نابلس الالتفافي” الذي يمتد على مساحة 24 كيلومتر، ليربط بين مستوطنات شرق نابلس بتلك في الشمال ويصل نحو الجنوب أيضاً. وشارع “شافي شمرون” الذي يبلغ طوله 8 كيلومتر ويربط بين مستوطنة “شافي شمرون” ومعسكر لجيش الاحتلال في “جبل عيبال” شمال نابلس.
حواجز جيش الاحتلال
من ناحية حواجز قوات الاحتلال التي تعزل بلدات نابلس ثمّ تعزل المدينة عن محيطها من مدن الضفة الغربية الأخرى وتحد من حركة الفلسطينيين على حساب المستوطنين، فقد أنشأ الجيش 10 حواجز ضمن نابلس، أبرزها:
_ حاجز الطور: هو حاجز داخلي يفصل مدينة نابلس عن “جبل جرزيم”، يضم بوابة حديدية وبرجا للمراقبة ومكعبات اسمنتية.
_ حاجز زعترة: يسميه الاحتلال حاجز “تبواح”، وهو داخلي أيضاً يقع جنوب مدينة نابلس ويفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها.
_ حاجز حوارة: حاجز داخلي على المدخل الجنوبي لمدينة نابلس، يضم مسارات لعبور السيارات وبرجا للمراقبة، وهو حاجز يعززه الاحتلال من فترة لأخرى حسب الوضع الأمني.
_ حاجز دير شرف: هو حاجز مقام قرب قرية دير شرف شمال غرب مدينة نابلس، يضم برجاً للمراقبة ومكعبات اسمنتية، ويعتبر حاجزا داخلياً.
_ حاجز عورتا: حاجز داخلي مقام على مدخل قرية عورتا جنوب شرق مدينة نابلس، أغلق الاحتلال بواباته منذ العام 2015 أغلق مما اضطر الفلسطينيين طرق طويلة للخروج من القرية.
وفي الفترة الأخيرة، حوّل الشباب المقاوم وكتيبة نابلس (سرايا القدس) هذه الحواجز الى أهداف يومية أو شبه يومية لتكبيد الاحتلال الخسائر واستنزافه.
Discussion about this post