وصمة الإرهاب باتت جاهزة، تُرمى في وجه كل مَن يُغضب سموّه أو يعارض سياسته الجديدة! إذ أطلقت صحيفة «عرب نيوز» أخيراً قائمة «دعاة الكراهية» تضمّنت أسماء من لا يغضب لذكرهم الراعي الغربي من «مطاوعة» شكّلوا الجسم الديني للدولة وحراسها المأمورين، إلى جانب أسماء مدوّنين وإعلاميين معارضين… هكذا، صدر الفرمان الأميري بالقضاء على كل من يقول لا للسياسة الجديدة، بدءاً من الترفيه وصولاً إلى رفض التطبيع مع الصهاينة
بدأت صحيفة «عرب نيوز» السعودية، بنشر قوائم أطلقت عليها تسمية «دعاة الكراهية». بحسب تعريف رئيس التحرير فيصل عباس، ترمي هذه القائمة إلى تتبع وتوثيق «ايديولوجيا التطرف، ومحاسبة رجال دين وكتاب ونشطاء على أعمالهم، وتحليل تأثير كلماتهم على شعوب العالم». المثير للسخرية أنّه قبل عام 2017 ـــــ المرحلة التي سبقت وصول محمد بن سلمان إلى سدة الحكم كولي للعهد والحاكم الفعلي للمملكة ـــــ كان الكتاب والمثقّفون الذين يروّجون للانفتاح والتعددية يودَعون السجون. لسنوات، عُلِّقت المشانق، بتهم جاهزة وقوائم تكفيرية سمّيت يومها بقوائم «دعاة العلمانية» بهدف التشهير بهم وبكتاباتهم.
ألحقت «عرب نيوز» التقارير المكتوبة بمقاطع صوتية وتسجيلات مصوّرة تدين كل من تشمله القائمة، على قاعدة «لا يمكن أن يكون هناك تسامح مع عدم التسامح». حوالى 29 اسماً بدأت فيها الصحيفة التي تصدر من الرياض. وخلت القائمة المختارة بعناية، من أسماء جورج بوش الابن، وكوندليزا رايس وكولن باول، مهندسي حرب العراق، حتى أرييل شارون وشمعون بيريس ونتنياهو مهندسي الحروب على العرب والفلسطينيين. وتضمّنت القائمة أسماء من لا يغضب لذكرهم الراعي المحلي والغربي من رجال دين سعوديين، عاشوا مجدهم الخاص والعام يوم كان نظام المملكة يشجع على «الجهاد» في أفغانستان والعراق والشيشان، وتضمّنت أيضاً أسماء رجال دين يهود، ومدونين غربيين، ومشاهير آسيويين بوذيين وهندوس عرفوا بتطرفهم وكرههم للعرب والمسلمين.
كما ورد اسم عمر عبد العزيز ، الناشط السعودي والمدون على موقع يوتيوب. اشتهر عمر قبل سنوات من خلال برنامجه «فتنة» الذي ينتقد سياسات النظام السعودي، من منفاه في مونتريال الكندية. اشتغل عبد العزيز مع جمال خاشقجي على مشاريع عدة منها «جيش النحل الإلكتروني» في مقابل «الذباب الإلكتروني» التابع لحكومة الرياض. وبعد مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في تركيا، في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2018، عمل عمر على برنامج جديد حمل عنوان «قلها وامشِ». عبارة كان خاشقجي يستخدمها للتعريف عن نفسه عبر موقع تويتر. تقرير الصحيفة السعودية يتّهم المدون عبد العزيز بإظهار دعمه لتنظيم «داعش» في سوريا والعراق وحركة «حماس» الفلسطينية.
وكان الداعية سفر الحوالي المذكور في قوائم «عرب نيوز» للكراهية، قد اعترض قبل اعتقاله على إنفاق الحكومة السعودية حوالى 65 مليار دولار على الترفيه ودور السينما، متسائلاً «ألن يكون من الأفضل إنفاق هذه المليارات على الاستعداد للجهاد؟».
وينضم إلى «دعاة الكراهية»، عوض القرني، الأستاذ في «جامعة الإمام محمد بن سعود» الإسلامية في الرياض. القرني كان لسنوات طويلة نجم القنوات السعودية ومفتيها المفضل. كل ذلك انتهى بعد الخلاف الخليجي مع قطر. إذ اعتُقل على إثرها ومُنع من الكتابة، واتُّهم بتلقي أموال ضخمة من حكومة قطر، ونشر محتوى على تويتر من شأنه أن «يعرّض النظام العام للخطر ويثير الرأي العام» بحسب المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض التي تتعامل مع قضايا الإرهاب.
قوائم طويلة ومواد مكتوبة بجهد وعناية، نختار منها، اسم المغنية الهندية لاكسمي دوبي، صاحبة مقولة «كل بيت سيكون زعفراناً» التي تروّج لسيطرة الديانة الهندوسية على جميع الأديان في القارة الهندية. تزين دوبي خلفيات أغانيها المصورة بألوان تمثل الهندوسية أو ما بات يعرف بموسيقى «بوب الزعفران» الذي يعتمده القوميون المتطرفون، وتتعهد في كلمات أغانيها بقتل أي شخص يعترض طريق بناء معبد «الإله راما» مكان مسجد بابري في مدينة أيوديا شمال البلاد، والذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر.
Discussion about this post