في خضم ما تمر به ليبيا من تطورات وأحداث مؤثرة على البلاد بشقيها السياسي والأمني، في ظل الأزمة السياسية التي تعيشها، أعلن نائب وزير الخارجية الروسيّ، مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، أمس الاثنين، أنّ بلاده تنوي استئناف عمل سفارتها في طرابلس في المستقبل القريب.
وأشار بوغدانوف، في تصريحاته إلى أنّ تعيين السفير الروسي سيُعلَن قريبًا، مضيفًا أنّ الأمر يحتاج إلى حل المشكلات التنظيمية؛ “لأنه لا يوجد مكان للعمل الآن ونحتاج مؤقتًا إلى الفنادق” وفق قوله. وأكد أن هناك فرص إضافية ستظهر بعد استئناف العمل للسفارة الروسية بطرابلس، كما أنه من المقرر افتتاح قنصلية عامة روسية في بنغازي، متوقعاً عودة الشركات الاقتصادية الروسية إلى ليبيا، عقب استقرار الأوضاع.
فيما أعلنت السفارة الروسية في ليبيا إنها ستستأنف عملها في المستقبل القريب، وإنها بصدد البحث عن فندق مؤقت لعمل السفارة، مضيفة أن سفيراً جديداً سيتم تعيينه. وفي أوائل سبتمبر الحالي قال مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الروسية، ألكسندر كينشاك، إن بلاده تعمل بنشاط في القضايا التنظيمية والفنية على هدف استئناف عمل السفارة، مع التركيز على «ضمان الأمن» في المقام الأول.
وقد أظهرت التصريحات الصادرة عن المسؤولين الروس رغبة روسيا في العودة إلى المشهد الليبي مع تصاعد وتيرة الأزمات في البلاد، بعد أن صرح فتحي المريمي، المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي، بأن رئيس المجلس المستشار عقيلة صالح، سيزور روسيا خلال الأيام القريبة المقبلة، وأن الزيارة ستتناول المصالح المشتركة بين كل من ليبيا وروسيا.
وفي سياق الدعوات الروسية للحوار بين الليبيين، سبق وأن أعلنت روسيا ترحيبها بإعادة إنتاج وتصدير النفط وتعيين فرحات بن قدارة رئيساً للمؤسسة الوطنية للنفط، بعد الإقفال الجديد الذي شهده القطاع لأكثر من ثلاثة أشهر إثر النزاع بين حكومتي الدبيبة المنتهية الصلاحية وباشاغا المعين من قبل البرلمان، وعدّته أمراً سيُبعد قطاع النفط الليبي عن التجاذبات السياسية القائمة بين الأطراف الليبية المختلفة. كما أكد الجانب الروسي في أكثر من مناسبة عزمه تقديم الدعم اللازم للمؤسسة الوطنية للنفط للنهوض بقطاع النفط الليبي، وهو ما سيُساهم بالدفع بعجلة الإقتصاد الليبي في المقام الأول.
يُشار الى أن الدور الروسي المتوازن في التعامل مع مسائل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا العالقة والعالم بشكل عام أثبت على مدار السنوات أنه قائم على مبدأ الإحترام المتبادل والتعاون البنّاء. وفي القضية الليبية بشكل خاص فإن الإنفتاح الروسي على جميع الفرقاء في ليبيا، وجهودها لبناء حوار بينهم ومساعيها للتلاقي بين الأطراف إذ أكدته الثمار التي قطفها الليبيون على صعيد وقف إطلاق النار المستمر الى الآن بين الجيش الوطني الليبي وجيش الحكومة في طرابلس وإعادة إنتاج النفط منذ سنتين والذي فتح المجال أمام تأسيس ملتقى الحوار الوطني ووضع جدول للإنتخابات التي أفشلتها جهات معروفة تطبق الأجندات الغربية في ليبيا أواخر العام الماضي.
وبالتالي وبحسب التقارير فإن روسيا تعمل على بناء جسور جديدة مع ليبيا لدعم وتطوير العلاقات التاريخية بين البلدين ودعم أواصر الصداقة بين الشعبين. وهو ما يُعطي زخماً جديداً لمسار الحوار السياسي الذي سبق وأن بدأ به الليبييون، لكنه ولأسباب عديدة متعلقة بالأجندات الغربية الهدامة في البلاد قد توقف.
Discussion about this post