توجّه السيد علي الخامنئي في العام 2015 الى مسؤولي كيان الاحتلال بالقول “إنّكم لن تشهدوا السنوات الخمس والعشرين المقبلة… بعد 25 عامًا شيء اسمه الكيان الصهيوني في المنطقة”. وتكثر أحاديث وتهديدات قادة محور القدس حول زوال هذا الكيان من الوجود خاصة في ظل كثرة التحديات الخارجية التي فرضها التطور العسكري والاستراتيجي للمقاومة في مختلف الساحات، بل وأيضاً تتراكم المشاكل الداخلية للكيان.
على الرغم من احتفال اليمين المتطرّف بالفوز الواسع في انتخابات “الكنيست” الخامس والعشرين، اذ حجز كتلة من 64 مقعداً، الا أن حكومة يمينية تعتمد على سياسات العنف والتطرّف والعنصرية الى جانب صراعها مع القطب اليساري، ستغرق كيان الاحتلال في الأزمات الداخلية والانقسامات التي تهدّد وجوده. وهو ما ورد على لسان كبار المسؤولين الإسرائيليين في خطاباتهم بمناسبة مقتل رئيس الحكومة الأسبق إسحاق رابين.
قال رئيس كيان الاحتلال إسحاق هرتسوغ إنّ “الوضع السياسي المعقد في إسرائيل يضع أمامنا تحدياً تاريخياً”، مضيفاً إن “نتائج الانتخابات عبّرت أننا منقسمون، والمسؤولية من الآن وصاعداً ملقاة على عاتق كل اللاعبين السياسيين وعلى رأسهم من يده هي العليا، ومن قوته السياسية أكبر”.
بدوره، رأى رئيس حكومة الاحتلال المنتهية ولايته يائير لابيد إنه “بعد عدة أيام من ذهاب إسرائيل إلى انتخابات، عادت منها منقسمة ومرةً أخرى غاضبة”، مشيراً الى أنه “علينا أن نقرر الآن إلى أين تسير الدولة، نحن قريبون من نقطة اللا عودة”. أمّا وزير الأمن الداخلي السابق، أفيغدور كنهلاني فقد لفت الى أنّه “يخشى مصير إسرائيل بعد جيل ” معتبراً أن “المشاكل الداخلية ستدمرها”.
ثلث الشباب اليهودي يتوقعون الزوال خلال 25 عاماً!
وفي استطلاع رأي أجراءه “ائتلاف الحركات الشبابية في إسرائيل”، كشفت النتائج أن ثلث الشباب اليهودي في فلسطين المحتلّة لا يعتقدون بأنَّ الكيان سيكون موجود بعد 25 عاماً، ولا يريدون أن يجري تجنيدهم في الجيش، وذلك لعدّة أسباب أبرزها لأسبابٍ عديدة أبرزها الخوف على الأرواح، وعدم جدوى القتال من أجل “دولة” مرشحة للزوال، بالإضافة الى ذلك يفكّر هؤلاء الشباب بالهجرة الى أماكن آمنة في القارتين الأمريكية والأوروبية.
وكانت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية قد ذكرت ارتفاع نسبة التهرّب من الخدمة في جيش الاحتلال، ففي سنة 2020 تهرّب ما بين 2400 إلى 2500 شاب، فيما ارتفع العدد في سنة 2021 إلى حوالي 3100 شاب، وتشير المعطيات أن مزيد من الارتفاع في السنة الحالية، اذ إن العشرات من الشباب لم يلتحقوا بقواعد التجنيد في دورة للجيش في آذار / مارس الماضي.
وفي استطلاع سابق للرأي، ظهر عدم تفاؤل نسبة كبيرة من اليهود تجاه “مستقبلهم”، وأوضح هذا الاستطلاع أنَّ التحديات التي تثير قلق الشباب كثيرة و”يأتي في طليعتها الشرخ الاجتماعي داخل إسرائيل”. وقد علّقت القناة 12 العبرية أنّ “هذه المعطيات خطيرة”.
عقدة العقد الثامن
ليست هذه المرة الأولى التي يتطرّق فيها المسؤولون الإسرائيليون الى خطر زوال كيانهم لأسباب عديدة، اذ سبق وقال رئيس الحكومة الأسبق بنيامين نتنياهو – الذي يسعى لتشكيل حكومة اليوم – في العام 2017 “سأجتهد لتبلغ إسرائيل عيد ميلادها المئة، إن مسألة وجودنا ليست مفهومة ضمناً وليست بديهية، فالتاريخ يعلمنا أنه لم تعمّر دولة للشعب اليهودي أكثر من 80 سنة”.
كذلك أشار رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت، في الذكرى الـ 74 لقيام كيان الاحتلال على أرض فلسطين المحتلّة، الى أنه “لم تصمد فوق هذه الأرض دولة يهودية سيادية وموحدة، لمدة تزيد عن 80 عاماً”.
Discussion about this post