أعلنت الفصائل الفلسطينية في غزة، اليوم الثلاثاء، الحداد والإضراب الشامل في القطاع بدءاً من الساعة 12 ظهراً وحتى آخر النهار، وذلك بعد ارتقاء 6 شهداء خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس، فجر اليوم الثلاثاء.
بحسب الإعلان ستُغلق المحال التجارية أبوابها، وتتوقف كل مظاهر الحياة، بما في ذلك المرافق الحكومية والتعليمية وغيرها.
كما دعت الفصائل الغرفة المشتركة إلى الانعقاد فوراً، والفلسطينيين إلى الخروج بمسيرات ليلية في كل أنحاء القطاع، والاشتباك مع الاحتلال في كل نقاط التماس في فلسطين المحتلة.
كذلك، وجّهت التحية إلى أبناء الأجهزة الأمنية الذين اشتبكوا مع قوات الاحتلال في نابلس، داعيةً جميع أفراد الأجهزة إلى المزيد من الاشتباك مع قوات الاحتلال.
وكانت مجموعة “عرين الأسود” دعت، في وقتٍ سابق اليوم، إلى الجهاد والتصدي لقوات الاحتلال، قائلةً في بيان: “أنتم القوّة وأنتم المُستقبل وأنتم حياة الأمة..حان وقت خروج الأسود من عَرينها.. حي على الجهاد”.
الآلاف يشاركون في تشييع شهداء نابلس
بالتزامن، أفادت مصادر فلسطينية أن “آلاف الفلسطينيين شاركوا في تشييع الشهداء الذين ارتقوا في نابلس اليوم”.
من جنازة تشييع شهداء مدينة #نابلس، الذين ارتقوا بنيران الاحتلال فجر اليوم 🫡 pic.twitter.com/zChTHHuKDV
— فلسطين (@Palestine_ar) October 25, 2022
وفي وقتٍ سابق، ذكرت المصادر أنّ “حالة من الغضب عمّت مدن الضفة الغربية وسط دعوات إلى النفير العام عقب استشهاد 6 فلسطينيين في نابلس والنبي صالح”.
فصائل فلسطينية تنعى شهداء نابلس
وفي السياق، نعت حركة “حماس” الشهداء الذين ارتقوا في نابلس جرّاء اقتحام قوات الاحتلال للبلدة، مؤكّدةً أنّ “الاشتباكات المسلحة والملحمة البطولية التي خاضها الشهداء الأبطال برفقة رجال المقاومة البواسل في نابلس والبلدة القديمة تبعث برسالة القوَّة والتحدّي من جبل النار وعرين الأسود إلى الاحتلال أنَّه لا استسلام أمام إجرامك، ولا أمان لك على أرضنا”.
وأضافت: “نحيّي نابلس ورجالها الأبطال الذين مرَّغوا منظومة أمن الاحتلال في تراب جبل النار، وندعو أبطال شعبنا وثوّارنا إلى الثأر لدماء الشهداء ومواصلة النفير لردع الاحتلال، ونصب الكمائن وتذخير السلاح واستهداف الاحتلال والتربص له في المناطق كافة”.
بدورها، زفّت حركة الجهاد الإسلامي الشهداء الستة، مشددةً على أنّ “استمرار جرائم العدو واستباحة مدننا وسفك دمنا يحتاج إلى مزيد من الوحدة وتصعيد العمل المقاوم للرد على هذه الجريمة البشعة”.
وأكّدت الحركة أنّ “امتداد المواجهة وتوحيد ساحاتها هو الرد الأمثل والكابوس المرعب للاحتلال وجنوده ومستوطنيه الذين يتحملون تبعات هذه الجرائم”.
من جهتها، وصفت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بفعل عملية اغتيال الشهداء في نابلس بـ “الجبانة”، مشيرةً إلى أنّها “دليل على حالة الرعب والهلع من المقاومة والمقاومين”.
وقالت الجبهة في بيان: “إنّ جرائم الاحتلال وتغوله المستمر لن يثني شعبنا عن طريق المقاومة بكل أشكالها الذي اختاره الشباب الفلسطيني المقاوم، على النقيض من خيار أوسلو المتهافت الذي ألحق أكبر الضرر بالمشروع الوطني والقضية الفلسطينية”.
كذلك، زفّت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة- شهداء نابلس ورام الله الأبطال، مؤكّدةً أنّ “المقاومة هي الطريق الوحيد والتعبير الطبيعي عن واقعنا وحالنا في ظل الاحتلال الصهيوني وإرهابه الذي يستهدف شعبنا وأرضنا ومقدساتنا”.
ولفتت إلى أنّ “جرائم العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس لن تفلح أبداً بكسر إرادة مقاومينا الصلبة، وستبقى جذوة المقاومة مشتعلة حتى زوال الكيان الصهيوني وإقتلاعه من كامل أرضنا”.
وأشادت الشعبيّة لتحرير فلسطين – دائرة الإعلام المركزي- أيضاً، بالتصدي البطولي لمقاتلي “عرين الأسود” “والذي فشل في كسر إرادة المقاومة على الإصرار بمواجهته، وبمُساندةٍ مُشرّفة من أبطال في الأجهزة الأمنيّة وجماهير نابلس الأبيّة”.
واعتبرت الجبهة أنّ “الاشتباك الذي أقدم عليه هؤلاء الأبطال يعكس الصورة المشرقة لشعبنا ونضاله العادل ضد جرائم الاحتلال المستمرة، والتي تشكّل النقيض للدعوات الاستسلاميّة الانهزاميّة المطالِبة بنزع سلاح المقاومة”.
من جانبها، نعت جمعية واعد للأسرى “شهداء نابلس جبل النار الذين سطروا تاريخاً مشرفاً في مواجهة الاحتلال داخل وخارج السجون”.
وقالت إنّ “الشهيد القائد وديع الحوح أحد الأسرى المحررين الذين تعرضوا للاعتقال 3 مرات هو مفخرة ثورية للحركة الوطنية الأسيرة التي نعته كفارس من فرسانها”.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مدينة نابلس وسط تعزيزات عسكرية، إذ أطلق جنود الاحتلال النار في اتجاه المواطنين، واستهدفوا عدداً من المواقع بواسطة مسيّرات عقب الاقتحام.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ “أجهزة الأمن الفلسطينية أحبطت عملية كبيرة وسط نابلس أشرف عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد بنفسه من الكرياه”.
وفي وقتٍ سابق اليوم، قال مصدر في فلسطين المحتلة إن “نابلس تحولت إلى ساحة حرب حقيقية، وقوات الاحتلال استعانت بالقصف الصاروخي من الجو”، مضيفاً أنّ عناصر الأمن الفلسطيني ورجال المقاومة اشتبكوا مع جنود الاحتلال.
وأكد المصدر أن قوات الاحتلال انسحبت من مدينة نابلس، وقال إن هذه الخطوة قد تكون حيلة من أجل معاودة عملية الاقتحام.
وأشار إلى أن الاحتلال كان يعد لعدوان كبير على نابلس، لكن عناصر الأمن الفلسطيني كشفوه، موضحاً أن يقظة المقاومين من مختلف الفصائل والتنسيق بينهم أديا إلى كشف التسلل وأربكا قوات الاحتلال.
يُشار إلى أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تفرض طوقاً أمنياً محكماً على مدينة نابلس منذ أسبوعين، وتعمد إلى إغلاق المداخل ومنع الدخول إليها أو الخروج منها.
Discussion about this post